«مكافحة الفساد» تنظم ورشة عمل حول «تعزيز النزاهة والشفافية وبناء السلام»

> تغطية/ عبدالقادر باراس

>
 نظمت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، أمس، ورشة عمل في إطار مكافحة الفساد تحت شعار «تعزيز قيم النزاهة والشفافية وبناء السلام»، في قاعة ابن خلدون بكلية الآداب جامعة عدن، حضرها نائب وزير الخدمة المدنية د. عبدالله الميسري، ووكيل محافظة عدن د. رشاد شائع، ورئيس الهيئة الوطنية للجودة والمواصفات حديد الماس، وعميد وأعضاء الهيئة التدريسية بكلية الآداب وأعضاء السلك العسكري والقضائي وحقوقيون ومنظمات المجتمع المدني.

بادويلان: البيئة الحاضنة للفساد تطلق له العنان ليستشري دون ممارسة دورها في كبحه

وفي بداية الورشة قالت رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد القاضي افراح بادويلان: «يجمعنا هدف أسمى وغاية مثلى ألا وهي مكافحة الفساد والوقاية منه وملاحقة مرتكبيه، وأن مكافحة الفساد تعد مسؤولية مجتمعية مشتركة وهي الوسيلة الأنجح والاقدر، وان تلك الجهود لن يُكتب لها النجاح ما لم تكن هناك بيئة حاضنة ترتكز على دعائم الأمن والسلام».
وأضافت: «تنعقد هذه الورشة وهي جزء من خطة عملنا للنصف الثاني من العام 2018م في أحد أعرق مراكز التنوير في المنطقة العربية والعالم والصرح العلمي والوطني الأبرز وهو جامعة عدن، وتشير العديد من الدراسات وأدبيات مكافحة الفساد إلى وجود ترابط حتمي بين ارتفاع منسوب الفساد وبين سيادة النزاعات وعدم الاستقرار وانعكاس نتائجه السلبية على أمن ومستقبل البلدان، ويعد الفساد من جانب آخر عاملا مشجعا للنزاعات وعقبة رئيسية أمام فرص تحقيق السلام، وسببا في إضعاف استقرار البلدان».

وأكدت بادويلان أن «الخطورة الأكثر تكمن في أن البيئة الحاضنة للفساد عادة ما تطلق العنان للفساد كي يستشري دون أن تمارس دورها في كبح جماحه وتهيئ له الفرص ليصبح مؤسسة قائمة بذاتها، وفي ظل غياب السلام تنعدم في تلك البيئة حرية الوصول للمعلومة، وتضحى ممارسة التعتيم هي العاصم الوحيد لها نظرا لجسامة حجم الفساد، كما تتنامى في تلك البيئة جرائم غسيل الأموال، وغياب حكم القانون، واهدار موارد الدولة، وفقدان ثقة المواطن بالدولة والسعي لزعزعة امنها واستقرارها».

د.لصور: يجب أن تكون هناك عملية مضادة للفساد وتتشرف جامعة عدن بالمشاركة فيها
من جانبه قال رئيس جامعة عدن د. الخضر لصور: «تتشرف جامعة عدن أن تكون مشاركة مع الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد في هذه الفعالية التي تحتضنها جامعة عدن بفعالية علمية بعنوان «تعزيز قيم النزاهة والشفافية وبناء السلام».. وأن إقامة مثل هذه الفعالية من شأنها بحث وتشخيص المشاكل المجتمعية الأكثر تأثيرا على حياة المجتمع وما تطلبه من آفاق في التنمية الاقتصادية والأمن والاستقرار».

وأضاف: «إن الفساد اليوم أصبح ظاهرة اجتماعية أكثر من كونها سياسية وبالذات في المجتمعات المتخلفة التي ينتشر فيها وكأنه أمر طبيعي، ولذا جاءت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي اقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 31 من أكتوبر 2003م ودخلت حيز التنفيذ في ديسمبر 2005م باستشعار من المجتمع الدولي أن الفساد يعد قيمة بالغة الخطورة تؤدي إلى عرقلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية وإلى تفتيت أسس الديمقراطية وسيادة القانون وانتهاكات حقوق الانسان، وخلق بيئة حاضنة للجريمة المنظمة».  

وأكد لصور على ضرورة أن تكون هناك عملية مضادة لهذا الفساد من ناحية القيم التي نتحدث عنها والتي تتشرف الجامعة مع الهيئة بمشاركة علمية بهذا الجانب، وسنلتقي في الأسابيع القادمة لبناء ربط وتعزيز وإدخال كثير من المفردات الدراسية سواءً كان في كلية الحقوق أو في كلية الطب لإبراز أخلاقيات المهنة الطبية وغيرها، هذه كلها تؤدي إلى بناء المجتمع السوي، ونعتقد أن هذه الأمور يمكن أن تساعد في كبح الفساد».


من جهته قدم عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد حسين شيخ بارجاء ورقة عمل تعريفية بمهام واختصاصات وصلاحيات وأهداف الهيئة، وكذا اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والأسباب والمبررات التي أدت إلى إنشاء الهيئة، وتناول قانون مكافحة الفساد رقم (39) لعام 2006م، واستعرض التدابير التشريعية لمكافحته وإجراءات الضبط والتحقيق والمحاكمة وحماية المصادر والشهود والخبراء، كما تناول قانون الإقرار بالذمة المالية رقم (30) لسنة 2006م.

الورشة تؤكد أن الفساد سبب رئيس في توليد النزاعات المسلحة والعنف والأزمات
كما قدمت الورشة ثلاث أوراق جاءت الورقة الأولى بعنوان (قيم النزاهة والحياد في القضاء وأثرها في الشفافية ومكافحة الفساد) قدمها القاضي عبدالكريم باعباد وكيل وزارة العدل لقطاع المحاكم والتوثيق، فيما الورقة الثانية قدمها د. عبدالرحمن محمد سالم اللحجي أستاذ بجامعة عدن بعنوان (أفضل الممارسات الإدارية في منع الفساد)، وكانت الورقة الثالثة (أثر الالتزام بالحكومة والشفافية في تعزيز مكافحة الفساد المالي والمصرفي) د. محمد همام علي بن همام أستاذ بجامعة عدن.

وأثريت الورشة بعدد من الملاحظات والمناقشات التي قدمها عدد من الأكاديميين ونشطاء المجتمع المدني كانت في مجملها هادفة وحيوية تعبرعن تطلعاتهم في مكافحة الفساد، والتي عقب عليها عضو الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد حسين بارجاء.
وخرجت الورشة بعدد من التوصيات وهي: تؤكد الندوة أن الفساد يعد السبب الرئيسي في توليد النزاعات المسلحة والعنف والأزمات، وأن مسألة مكافحة الفساد يمثل المدخل الأساس في بناء السلام الأهلي والسلام المستدام، وتؤكد الندوة على أهمية أن تتضمن السياسات والإجراءات المناهضة للفساد تعزيز مبدأ المسؤولية والمحاسبة كون غياب مثل هذه القيم توفر بيئة حاضنة للفساد، وأهمية أدوار الأجهزة الرقابية والقضائية وإنفاذ القانون لغرض أداء مهامها وأهدافها بموضوعية وحياد ومنع إهدار الموارد المالية وصيانة الأصول والممتلكات العامة، وأهمية تفعيل نظام الاستجابة لدى أجهزة إنفاذ القانون لجرائم الفساد وتعزيز حكم القانون، وتعزيز أجهزة إنفاذ القانون في مواجهة الفساد من حيث بناء القدرات والتأهيل والتدريب.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى