«الانتقالي» في مسقط.. مهمة البحث عن «كيان»

> أحمد باعباد

> في زيارة لم يُعلن عنها بشكل رسمي، ظهر لأول مرة منذ تأسيس «المجلس الانتقالي الجنوبي» في يوليو من العام المنصرم المدعوم من قِبل دولة الإمارات، نائب هيئة رئاسة المجلس هاني بن بريك برفقة عضو الهيئة لطفي شطارة في العاصمة العُمانية مسقط.
زيارة الرجل المثير للجدل في الجنوب هاني بن بريك إلى مسقط اكتنفها الكثير من الغموض، خصوصاً وأنها أتت بعد استبعاد «الانتقالي» من مشاورات السويد الأخيرة. علاوة على أن عُمان موقفها واضح من الحرب الجارية، إذ تدعم الحل السياسي بين الفرقاء اليمنيين.

لكن ثمة من يرى أن زيارة «الانتقالي» إلى عُمان تأتي للقاء القيادي الجنوبي البارز حسن أحمد باعوم، الذي يترأس «المجلس الأعلى للحراك الثوري»، في إطار توحيد جهود القوى الجنوبية بعد استبعاد الجنوب من المشاورات الأخيرة، التي احتضنتها السويد بين الأطراف اليمنية، والاتفاق على رؤية مشتركة بين القوى الجنوبية المختلفة من شأنها أن تحدد مستقبل الجنوب، في إطار التسويات المقبلة للأزمة اليمنية، التي ترعاها الأمم المتحدة بدعم من الدول الكبرى.

ويذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، إذ اعتبروا أن زيارة «الانتقالي» إلى مسقط تأتي في إطار التنسيق مع بعض القوى اليمنية بطلب من الحليف الإماراتي الداعم للمجلس، بهدف الوصول إلى تفاهمات بخصوص الحل السياسي في اليمن؛ خصوصاً بعد عودة العلاقات الدبلوماسية على إثر قطيعة دامت سبع سنوات بين أبوظبي وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، حليف طهران، وهي التي تقف إلى جانب حركة «أنصار الله» في حربها ضد «التحالف» الذي تقوده الرياض في اليمن.

وقال القيادي المقرب من «المجلس الانتقالي» أحمد الربيزي خلال حديثه إلى «العربي»: «إن الزيارة إلى مسقط تأتي ضمن سياسة المجلس للانفتاح على دول الجوار أجمع»، موضحاً أن «الأشقاء في السلطنة هم الجار الأقرب، وسلطنة عمان تربطها بشعب الجنوب علاقات تاريخية قديمة ومصير مشترك».
وأشار إلى أهمية الزيارة وتوقيتها مع بدء عام جديد، إضافة إلى أن الأزمة والحرب في اليمن تكاد تضع أوزارها بضغط أممي للوصول إلى حل سياسي.

ولفت الربيزي إلى أن «الانتقالي يسعى من خلال الزيارة لتوضيح موقفه للسلطنة العُمانية، باعتباره حاملاً لتطلعات شعب الجنوب في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة، التي ستكون إلى جانب جيرانها الأشقاء عاملاً مساعداً في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والبحر العربي وخليج عدن».
القيادي في «المجلس الأعلى للحراك» عبدالله اليهري، رأى أن «زيارة الانتقالي لم تأتِ بدعوة من مسقط، لأن السلطنة تتعامل مع دول ولا تتعامل مع مكونات سياسية، لا تملك القرار السياسي»، مشيراً إلى أن «المجلس يحاول فرض نفسه كبديل عن مكونات الحراك الجنوبي. وعُمان طرف مرغوب من قبل مختلف الأطراف؛ لكي تلعب دور الوسيط بين الفرقاء».

وأوضح أن الزيارة «تأتي في إطار التنسيق مع الأطراف اليمنية بعد استبعاد الجنوب من مشاورات السويد، وليقدموا أنفسهم كطرف ممثل عن شعب الجنوب، تزامناً مع وجود وفد حركة أنصار الله في مسقط، إضافة إلى بعض قيادات المؤتمر المقربة من الرئيس السابق، برغم وجود مكونات قوية فعالة في الجنوب كالمجلس الأعلى للحراك الثوري، الذي يترأسه القيادي حسن باعوم».
واستبعد القيادي اليهري، أن يلتقي «وفد الانتقالي بالقيادي الجنوبي البارز حسن باعوم»، مشيراً إلى أن «عدم اللقاء سيرسل رسالة سلبية بأن فصائل الحراك متشرذمة، وهذا ما يطرحه الجانب العماني بشكل دائم بأن (توحدوا حتى يجلس الجميع معكم)».

ودعا إلى تشكيل وفد جنوبي تفاوضي كممثلين للقضية الجنوبية في المفاوضات المقبلة.

عن (العربي)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى