مواطن بعدن ترك دراسته الجامعية ليزاول «السباكة» لأجل أسرته

> تقرير/ فردوس العلمي

>
«ما مخوّة إلا في الدنيا» مقولة تتجسد في كثير من الأسر اليمنية عامة، والعدنية خاصة، حيث استطاعت رغم الظروف المعيشية والاجتماعية الصعبة الارتقاء بأبنائها في سلم الحياة والعلم ليصلوا إلى أعلى درجات الأخلاق.

المواطن، عدنان إسماعيل عبدالسلام، يعتبر نموذجاً لهؤلاء الإخوة، حيث يحتل المرتبة الرابعة بين أخوته، وهو خريج ثانوية عامة لعام 1989 - 1990م، ويعمل في القطاع الخاص بمجال «السباكة»، والتي تُعد مهنة ورثها عن والده المرحوم إسماعيل عبدالسلام.

وتتكون أسرة عدنان من ستة إخوة، هم (شادية إسماعيل أستاذة ووكيلة مدرسة الطويلة، ولديها ثلاثة أبناء، وخالد إسماعيل موظف في وزارة الثروة السمكية ويزاول مهنة (السباكة) ولديه 4 أولاد، وجوهرة ربة بيت ولديها بنت وابن، وعماد إسماعيل موظف في البنك اليمني، وفهمي إسماعيل يزاول مهنة (السباكة) ولديه 3 أبناء، ود.نادية إسماعيل مدرسة في ثانوية عبد الباري، ولديها بنت).

«
المواطن عدنان
المواطن عدنان
الأيام» التقت بالمواطن عدنان لسرد قصة كفاحه، حيث قال: «سفينة حياة أسرتي تملؤها سنوات الكفاح الطويل، وبدأت من أبي وأمي، رحمهما الله، اللذان بذلا جهداً في سبيل تربيتنا من الصغر، ومحاولة توفير الظروف المناسبة لدراستنا وتربيتنا».

وأضاف «توفيت والدتي عام 1984م، وتحمل أبي وأخي الكبير خالد بعد ذلك تربيتنا أنا وإخوتي، وأصبحت أخواتي الكبار (شادية وجوهرة) أمهات لنا وخصوصاً أختي الوسطى (جوهرة) فهما من نُدين لهما بكل شيء».
وتابع «بعد 6 سنوات من رحيل أمي رحل والدي بعدها، وتحديداً عام 1991م، ليتحمل أخي الكبير مسؤولية تربيتنا حتى تزوج وأصبح مسؤولاً عن بيت وأسرة».

واستطرد «اكتفيت بشهادة الثانوية العامة واجتهدت في عملي في مجال (السباكة) حتى أتيح لإخواني الصغار استكمال دراستهم ليصلوا إلى أعلى المراتب العلمية، وهذا واجب على عاتقي، والمتمثل في الحفاظ على أسرتي، وتوفير ما أستطيع توفيره من خلال توفير مراجع دراسية التي كنت أعمل على توفيرها عبر وساطات في جهات حكومية أو عبر علاقاتي الشخصية بالناس والمسؤولين في عدن».

وواصل عدنان سرد حكايته «بعد زواج أخي لم يتركنا، لكنه تحمل جزءاً من المسؤولية، فكان دوري مكملاً لما يقوم به أخي الكبير مع أخواتي وإخواني، وحاولت وما زالت أحاول أن أوفر الأمان لإخوتي، وأن أساعدهم في تربية أولادهم وإكمال دراستهم».

وأضاف «تستمر مراحل كفاح أسرتي في هذه الحياة حتى كبرنا وكبر إخواني الصغار وأكملوا دراستهم الثانوية والجامعية، ويعود الفضل بعد الله لأبي -رحمة الله عليه- في تعليمنا مهنة (السباكة) التي ورثناها عنه، والتي استطعنا أن نزاولها ونصل بإخوتي إلى أعلى الدرجات العلمية والأخلاقية بين الناس، ونوفر الأمان لإخوتي، فعرفنا أن العلم والعمل هما الطريقان اللذان سيحمياننا في هذه الحياة، ولهذا تعلم إخوتي وسهروا الليالي للوصول إلى الهدف وإلى أعلى الشهادات التي حُرمنا منها».

وتابع «العلاقة الأخوية مع إخوتي تسودها الاحترام والحب بين الجميع والأخذ بالرأي والشورى في أي أمر».
وعندما سألنا المواطن عدنان عن قدوته، أجاب «قدوتي في الحياة كل شخص يتقن عمله ويقوم به بإخلاص وأمانة».

ويتذكر عدنان ذكريات حرب عام 2015م، ودخول الحوثيين إلى عدن وصمود أسرته، ويقول: «رغم الظروف التي مرت فيها عدن من الحروب التي كان آخرها حرب الحوثيين وغزوهم عدن، ولكن صمدنا كأسرة واحدة، وتعاونا على المعيشة الصعبة من توفير الغذاء والماء لكل فرد من الأسرة وازداد ترابطنا ببعض ولم نغادر بيوتنا بل صمدنا حتى انتهت الحرب وتحررت عدن».

وأضاف «ومن المصاعب التي قابلتها في حياتي هي أنني أزاول مهنة (السباكة) منذ صغري، ولكن بعد تخرجي من الثانوية، ونتيجة لظروف أسرية، لم أكمل دراستي الجامعية، وتقدمت إلى مؤسسة المياه والصرف الصحي في طلب وظيفة، ولكن بسبب التعامل بالمحاباة والوساطة لم أحصل على وظيفة».

وتابع «تعلمت أن الحياة لا تنتهي بالوظيفة الحكومية؛ لهذا أمارس مهنتي بكل أمانة وإخلاص، فكسبت احترام الآخرين، واستطعت أن أقيم علاقات عمل، وعلاقات شخصية في المجتمع».
واختتم عدنان حديثه لـ«الأيام» قائلا: «رغم الصعوبات إلا أن الحياة مستمرة وفيها الجميل والقبيح، وهي تعطي للمكافح حقه، ونحن كأسرة نحاول أن نحقق لأبنائنا ما لم نستطيع أن نحققه لأنفسنا من علم وعمل».

وكان للمواطن عدنان دوراً فاعلاً في حرب عام 2015م، حيث عمل على توفير المياه ومساعدة الناس، وقام بنقل الماء من الآبار إلى الخزانات على السيارة، التي يملكها أحد أصدقائه، لكافة أحياء مدينة كريتر، وساهم في نقل القمامة وتصفية الأحياء الشعبية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى