> محمد حسين الدباء
اضطر عبيد الله بن قيس الرقيات لمديح بني أمية.. ولكن الشعر الذي لا يخرج من القلب يظل مجرد صنعة.. أما شعره في الزبيريين فقد كان صادقاً.. وقف أمامه النقاد والدارسون وقفة الإعجاب والرضا.. ومن هنا نفهم لماذا أبدع الشاعر في الغزل ولم يصل إلى ذلك في قصائد المديح.
ولكن قصته مع كثيرة تبقى هي الأبرز.. وخاصة بعد أن أدركت كثيرة أن ضيفها الذي لا تعرف حتى اسمه أصبح في مأمن بعد إقامته معها زمناً طويلاً وأنه أصبح قادراً على العودة إلى أهله قالت له:
قالت: إذن سنأتيك بما تحتاج إليه.
قال: كفيت ووفيت.. دعيني أرحل راجلا.
وهذا ما أهاج قريحة الشاعر.. فنظم هذه القصيدة التي يجمع فيها خيوط قصته مع كثيرة ومع بني أمية:
عادَ لَهُ مِن كَثيرَةَ الطَرَبُ
فَعَينُهُ بِالدُموعِ تَنسَكِبُ
وَاللَهِ ما إِن صَبَت إِلَيَّ وَلا
يُعلَمُ بَيني وَبَينَها سَبَبُ
إِلّا الَّذي أَورَثَت كَثيرَةُ في الـ
قَلبِ وَلِلحُبِّ سَورَةٌ عَجَبُ
لا بارَكَ اللَهُ في الغَواني فَما
رَأسِ حَديثاً كَأَنَّهُ العُطُبُ
فَهُنَّ يُنكِرنَ ما رَأَينَ وَلا
يُعرَفُ لي في لِدّاتِيَ اللَعِبُ
ما ضَرَّها لَو غَدا بِحاجَتِنا
غادٍ كَريمٌ أَو زائِرٌ جُنُبُ
يا حَبَّذا يَثرِبٌ وَلَذَّتُها
مِن قَبلِ أَن يَهلِكوا وَيَحتَرِبوا
وَقَبلَ أَن يَخرُجَ الَّذينَ لَهُم
فيها السَناءُ العَظيمُ وَالحَسَبُ
قومٌ هُمُ الأَكثَرونَ قِبصَ حَصىً
في الحَيِّ وَالأَكرَمونَ إِن نُسِبوا
ما نَقَموا مِن بَني أُمَيَّةَ إِلّا
أَنَّهُم يَحلُمونَ إِن غَضِبوا
وَأَنَّهُم مَعدِنُ المُلوكِ فَلا
تَصلُحُ إِلّا عَلَيهِمُ العَرَبُ
نظم عبيد الله بن قيس معظم شعره الرائع لحبيبته رقية وشعره فيها كان سلساً رقيقاً مجدداً لم نعتد عليه مع الآخرين الذين كانوا قبله والذين كانوا معه.
أتريد العودة إلى أهلك؟
قال: نعم.. إن أذنت.قالت: إذن سنأتيك بما تحتاج إليه.
قال: كفيت ووفيت.. دعيني أرحل راجلا.
قالت: هذا لا يمكن أبداً.. تفضل معي
وعندما نزل الشاعر، وجد أنها قد أعدت راحلتين ومعهما عبد، وأعطت العبد نفقة الطريق وقالت: العبد والراحلتان لك.وهذا ما أهاج قريحة الشاعر.. فنظم هذه القصيدة التي يجمع فيها خيوط قصته مع كثيرة ومع بني أمية:
عادَ لَهُ مِن كَثيرَةَ الطَرَبُ
فَعَينُهُ بِالدُموعِ تَنسَكِبُ
كوفِيَّةٌ نازِحٌ مَحَلَّتُها
لا أَمَمٌ دارُها وَلا سَقَبُوَاللَهِ ما إِن صَبَت إِلَيَّ وَلا
يُعلَمُ بَيني وَبَينَها سَبَبُ
إِلّا الَّذي أَورَثَت كَثيرَةُ في الـ
قَلبِ وَلِلحُبِّ سَورَةٌ عَجَبُ
لا بارَكَ اللَهُ في الغَواني فَما
يُصبِحنَ إِلّا لَهُنَّ مُطَّلَبُ
أَبصَرنَ شَيباً عَلا الذُؤابَةَ في الـرَأسِ حَديثاً كَأَنَّهُ العُطُبُ
فَهُنَّ يُنكِرنَ ما رَأَينَ وَلا
يُعرَفُ لي في لِدّاتِيَ اللَعِبُ
ما ضَرَّها لَو غَدا بِحاجَتِنا
غادٍ كَريمٌ أَو زائِرٌ جُنُبُ
لَم يَأتِ عَن ريبَةٍ وَأَجشَمَهُ الـ
حُبّ فَأَمسى وَقَلبُهُ وَصِبُيا حَبَّذا يَثرِبٌ وَلَذَّتُها
مِن قَبلِ أَن يَهلِكوا وَيَحتَرِبوا
وَقَبلَ أَن يَخرُجَ الَّذينَ لَهُم
فيها السَناءُ العَظيمُ وَالحَسَبُ
بَغَت عَلَيهِم بِها عَشيرَتُهُم
فَعوجِلوا بِالجَزاءِ وَاِطّلِبواقومٌ هُمُ الأَكثَرونَ قِبصَ حَصىً
في الحَيِّ وَالأَكرَمونَ إِن نُسِبوا
ما نَقَموا مِن بَني أُمَيَّةَ إِلّا
أَنَّهُم يَحلُمونَ إِن غَضِبوا
وَأَنَّهُم مَعدِنُ المُلوكِ فَلا
تَصلُحُ إِلّا عَلَيهِمُ العَرَبُ