قصف مدفعي وموجات نزوح ومعارك في الحديدة

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
 يستعد الجنرال الدنماركي السابق، مايكل لوليسغارد، لتدشين مهمته الجديدة رسمياً كرئيس لبعثة مراقبي الأمم المتحدة في مدينة الحديدة الإستراتيجية، بالتزامن مع حالة توتر غير مسبوقة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 18 ديسمبر الماضي، وسط إقرار أممي ضمني بالحاجة إلى خطة جديدة، مبنية على اتفاق ستوكهولم لـ«إعادة الانتشار» في الحديدة.

وأكدت مصادر محلية وأخرى عسكرية أن مدينة الحديدة، وبالتزامن مع ترقب وصول الدفعة الجديدة من المراقبين الدوليين بقيادة لوليسغارد، شهدت خلال الـ 72 ساعة الماضية ارتفاعاً ملحوظاً لخروقات وقف إطلاق النار، مع اندلاع اشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي وصولاً إلى الغارات الجوية للتحالف، الذي تقوده السعودية والإمارات، في الأجزاء الجنوبية للمحافظة التي تدور فيها اشتباكات متقطعة منذ شهور.

وشهدت المدينة وأجزاء من ضواحيها أمس وأمس الأول معارك عنيفة بين ألوية العمالقة الجنوبية والقوات اليمنية المشتركة من جهة ومسلحي الحوثي من جهة أخرى، رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن المتحدث باسم قوات العمالقة، مأمون المهجمي، قوله: «إن الحوثيين شنوا هجوماً عنيفاً على مواقع العمالقة جنوب وشرق المدينة، لتندلع مواجهات عنيفة بين الطرفين».

واتهم المهجمي الحوثيين بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 18 ديسمبر الماضي، قائلاً: «إن ذلك سبقه أكثر من 750 انتهاكاً حوثياً».
وأشار إلى إن قتالاً عنيفاً اندلع على مشارف المدينة، في الجهة الجنوبية والشرقية، وأدى إلى سقوط قتلى من الحوثيين، وأن وتيرة القتال هدأت عند ساعات الصباح الأولى السبت قبل أن تعاود الاشتباكات مساء أمس.

وأفاد بأن قوات التحالف العربي جنوب الحديدة، قصفت بصواريخ موجهة مخزناً للأسلحة تابعاً للحوثيين في سوق الحلقة، شرقي مدينة.
وأفاد سكان في إفادات متطابقة أن سلسلة انفجارات عنيفة هزّت الأحياء الجنوبية والشرقية لمدينة الحديدة، في ظل تبادل نيران كثيف في شارع الخمسين وحي 7 يوليو.

وأشارت مصادر إلى أن الغارات الجوية، التي نفذها التحالف الأربعاء الماضي، رفعت حالة التأهب لدى الحوثيين، الذين تقول القوات الحكومية إنهم استقدموا، في الأسابيع الأخيرة، المزيد من التعزيزات وحفروا العديد من الخنادق، فيما أطلقت الإمارات، التي تتصدر واجهة عمليات التحالف باتجاه الحديدة، تصريحات تتحدث عن جاهزية التحالف لاستخدام القوة لـ «إجبار الحوثيين»، على تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وهو تصريح لا يختلف كثيراً عن تصريحات إماراتية صدرت أواخر العام الماضي، بررت أبوظبي فيها العمليات الجوية بأنها لدعم المسار التفاوضي الذي تقوده الأمم المتحدة.

وفي 2 نوفمبر الماضي، أطلقت القوات اليمنية عملية عسكرية جديدة، في استئناف حملة ميدانية واسعة، انطلقت منتصف العام الماضي، للسيطرة على مدينة الحديدة الساحلية ومينائها الإستراتيجي الواقعَين تحت سيطرة الحوثيين.
ومنذ بدء العمليات نزح عشرات آلاف اليمنيين من مناطق المعارك إلى محافظات يمنية أخرى بينها صنعاء، أو داخل المناطق الآمنة بمحافظة الحديدة.

لكن الأمم المتحدة تدخلت وأوقفت الهجوم على المدينة التي تخضع لسيطرة الحوثيين، فيما تتمركز القوات الحكومية على مشارفها الجنوبية والشرقية، لتعلن عن مشاورات السويد (6-13 ديسمبر الماضي)، التي انتهت باتفاق حول الوضع في المدينة.

وقضى الاتفاق بالوقف الفوري والشامل لإطلاق النار، وانسحاب الطرفين إلى خارج المدينة، فيما تتسلم السلطات المحلية إدارة المدينة، ومينائها الإستراتيجي الذي يستقبل قرابة 75 % من واردات اليمن والمساعدات الإغاثية.
لكن مع مرور أكثر من 50 يوماً، فشلت الأمم المتحدة في تطبيق الاتفاق.

وذكر المركز الإعلامي لألوية العمالقة أن جماعة الحوثي قصفت مواقع قوات ألوية العمالقة في مديرية التحيتا بمختلف أنواع الأسلحة والقذائف وأطلقت قذائف الهاون وقذائف الهاوزر وسلاح 14.5 والبيكا بشكل عشوائي.
وقال المركز: «تواصل مليشيات الحوثي خروقاتها وانتهاكاتها للهدنة الأممية، التي دعت إليها الأمم المتحدة في محافظة الحديدة، بشكل يومي ومستمر بقصف واستهداف مواقع قوات العمالقة ومنازل المواطنين في مختلف مديريات محافظة الحديدة».

ووثّق المركز الإعلامي عملية النزوح المستمرة لمواطنين من قرية الطائف ومناطق أخرى تابعة لمديرية الدريهمي، «بعد أن أجبرتهم قذائف الموت التي تطلقها عليهم مليشيات الحوثي بالإضافة للألغام التي زرعتها المليشيات بشكل عشوائي وبكمية كبيرة جداً» .

ويعاني سكان قرية الطائف كثيراً بسبب القصف اليومي لمنازلهم، حيث تشير الإحصائيات إلى ارتفاع أعداد الضحايا واستشهاد وجرح العشرات من المواطنين، كما أن انتشار الألغام بشكل كبير في مزارع المواطنين وفي الطرقات العامة والأحياء السكنية التي كانت تسيطر عليها المليشيات سابقاً أصبح يهدد حياتهم؛ إذ يستيقظ المواطنون يومياً على خبر انفجار الألغام وسقوط الضحايا الأبرياء.

ومن المقرر أن يبدأ لوليسغارد خلال الأيام القليلة المقبلة، أول زيارة له إلى اليمن، برفقة دفعة من المراقبين، الذين أقرهم مجلس الأمن الدولي في القرار 2452، لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة. وسيتسلم لوليسغارد رسمياً المهام من سلفه الجنرال الهولندي باتريك كومارت، الذي ما يزال متواجداً في الحديدة، وهو ما يعني دخول اتفاق السويد المرحلة الثانية من اختبار التنفيذ برعاية الأمم المتحدة. وفي الوقت الذي كانت وصلت فيه الجهود التي بذلها كومارت، على مدى أكثر من شهر، إلى «طريق مسدود» بشأن الحديدة، تفيد مصادر دبلوماسية وأخرى قريبة من الأمم المتحدة، لـ «العربي الجديد»، بأن الجنرال الدنماركي سيدشن عمله بخطة تنفيذية لاتفاق ستوكهولم مبنية على أساس التعقيدات التي برزت خلال الشهر الماضي، وتتطلب موافقة الطرفين (الحكومة اليمنية والحوثيين).

وتحدد الخطة الإجراءات المفترض أن يقوم بها كل طرف بشكل متزامن، وتأخذ بالاعتبار الرؤى المقدمة من ممثلي الطرفين في لجنة التنسيق وإعادة الانتشار، خلال الاجتماعات التي ترأسها كومارت.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى