مكتب بريد رصد.. الارتباط بصنعاء أبرز مشكلاته

> تقرير/ فهد حنش

> وصف الكثير من متقاعدي مديرية رصد بمحافظة أبين المرتب التقاعدي الذي يتحصلون عليه بـ «الإعانة الشهرية» التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فيما تأسف آخرون على سنوات عملهم الطويلة التي امتدت لعقود في خدمة الوطن، لتكافئهم على إثرها الحكومة بالجحود والإهمال.
وبات معظم المتقاعدين -إن لم يكن كلهم- عاجزين عن توفير أبسط متطلبات المعيشة بسبب ضعف المرتب الذي يتقاضونه.

وقال محسن علي بن عبدالهادي، أحد المتقاعدين العسكريين: «مشكلتنا الحقيقة تكمن في تدني رواتبنا التقاعدية، بسبب إحالة معظمنا إلى التقاعد القسري دون أية تسويات، ولهذا فالرواتب الشهرية للأكثرية لا تتجاوز الـ 50 دولاراً، ومن خلال «الأيام» نطالب سلطات الدولة إعادة النظر في رواتب المتقاعدين بما تؤمن لهم حياة كريمة».
وأضاف: «كنا نعاني أيضاً في الماضي من العديد من المشاكل؛ ولكن بعد تحديث البريد بالأجهزة الإلكترونية وربطه بشبكة الاتصالات سهل لنا الخدمة وتيسرت الإجراءات فيه بشكل ممتاز، وإن كانت بعض الأحيان تواجهنا مشكلة انقطاع الشبكة من صنعاء والتي تتسبب بتضييع بعض الوقت وما ينتج عنه من ازدحام، وهي أمور خارجة عن إرادة مسؤولي البريد».
مبنى بريد رصد أبين
مبنى بريد رصد أبين


إهانة شهرية
محمد علي عبدالكريم، أحد متقاعدي مكتب التربية بالمديرية هو الأخر علّق عن معاناته بالقول: «خدمت في مجال التربية والتعليم منذ بزوغ ثورة 14 أكتوبر، وتم إحالتنا للتقاعد عام 2005م بمرتب شهر لا نقول عليه إعانة إنما «إهانة» شهرية، لا تسمن ولا تغني من جوع، ولهذا نتمنى من كل الجهات المعنية في الحكومة بضرورة إعادة النظر في رواتب جميع المتقاعدين الذين أفنوا حياتهم من أجل هذا الوطن، والعمل على منحهم مرتبات تمكنهم من العيش بكرامة أسوة بمتقاعدي الدول الأخرى».

وبحسرة وألم بدأ المتقاعد محمد يحيى محسن حديثه بالقول: «قضينا شبابنا وأعمارنا في خدمة الوطن، وبعد انقضاء خدمتنا تم إحالتنا للتقاعد برواتب لا تساوي شيئاً، كما إننا نشكو في الوقت الحالي من انقطاع الشبكة والازدحام وسوء تنظيم المتقاعدين لأنفسهم، وعبر «الأيام» نطالب البريد بتوحيد تعرفة الخدمة لجميع مكاتبه».
فيما اعتبر عبدالفتاح القسيمي مكتب البريد واحدًا من المرافق الخدمية الناجحة في المديرية من حيث تقديم الخدمة للمتقاعدين العسكريين والمدنيين والعمل ليل نهار أثناء صرف المرتبات، ومع هذا نطالب إدارة البريد العام والمالية بالاهتمام بالمعاشات وتسليمها شهرياً وفي الأوقات المحددة، كما نطالب بتسوية مرتباتنا التقاعدية، وإيجاد حلول للزحام أثناء الصرف، وكذا لانقطاعات الشبكة».


مطالبة بتحسن المرتبات
وشكت أرملة المدير العام السابق في المديرية علي عبادي، والذي شهدت رصد في عهده تحولات كبيرة في هذه الخدمة من الظلم الكبير في المرتب، بالقول: «من يصدق أن أسرة المرحوم علي محمد عبادي، الذي أفنى حياته في خدمة الوطن، تتسلم معاشه الذي لم يتجاوز الخمسة وعشرين ألف ريال، والتي لا تكفي لشراء قيمة كيس رز؟!، وإلى متى سيتمر هذا الظلم والجور بحق المتقاعدين وأسر المناضلين والمتوفين؟، لذا نطالب السلطات المعنية بإعادة النظر في رواتب المتقاعدين المدنيين والمتوفين، وتأمين لهم حياة كريمة تليق بخدمتهم وبأسرهم»، مشيدة في السياق بالخدمة التي يقدمها البريد للمتقاعدين، من خلال تسهيل الإجراءات، والتعامل الحسن مع النساء».

فيما أعاد فضل علي هيثم الازدحام الذي يحدث أثناء صرف المرتبات إلى حضور المتقاعدين في وقت واحد ومن جميع المناطق.


خدمات جيدة
من جهته، قال رئيس لجنة الخدمات في المجلس المحلي بالمديرية، عبدالرحيم الكثيري، لـ «الأيام»: «مكتب بريد رصد يقدم خدمات ممتازة للمتقاعدين العسكريين والمدنيين من خلال توريده لمعاشاتهم الشهرية، وهذا العمل بحد ذاته خدمة كبيرة مقارنة بالوضع العام، وبقية المرافق الخدمية في البلاد، ونحن في قيادة المحلي نتابع عن قرب نشاط هذا المكتب الذي يعد أحد المرافق الخدمية الناجحة في المديرية، ولهذا نطالب مسؤولي البريد في المحافظة بالتعاون مع الفروع في المديريات، وذلك بتسهيل معاملات الأفراد المستفيدين، كما أضم صوتي إلى أصوات المتقاعدين بمناشدة الجهات المعنية في الحكومة ووزارة الخدمة المدنية ووزارة المالية والتأمينات بإعادة النظر في القوانين المجحفة في حق المتقاعدين الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن، واليوم يتم تقديم لهم إعانات لا ترتقي إلى المعاشات».


للحرب أثر على الخدمة
وأوضح مدير مكتب البريد فرع رصد، سعيد صالح العبيدي: «إن مكتبه يقدم خدمة دفع معاشات المتقاعدين العسكريين والمدنيين، والحساب الجاري، وخدمة التوفير البريدي، واستبدال وتجديد دفاتر المعاشات للمتقاعدين، بالإضافة إلى خدمة بريد الرسائل، والتي أصبحت شبه موقفة بسبب دخول خدمة الاتصالات، وشبكات الواي فأي، ووسائل التواصل الاجتماعي.
ولفت العبيدي في تصريحه لـ «الأيام» إلى أن هناك بعض الخدمات توقفت بسبب الحرب، ومنها خدمة الحوالات البريدية، ورواتب الجهاز الحكومي.

وأضاف: «نحن إلى حد ما راضون عمّا نقدمه حاليًا من خدمات، إذ كان للحرب الدائرة في البلاد أثر سلبي على نشاط البريد، ومن أبرز المعوقات والصعوبات التي واجهت عملنا منذ بداية الحرب كثيرة؛ منها عدم توفر السيولة بصورة مستمرة، وتردي الأوضاع الأمنية، وانقطاع شبكة الإنترنت من المكتب الرئيسي للبريد، الذي ما زال مرتبطاً بصنعاء، وهو ما يعيق عملية صرف المعاشات للمتقاعدين ويعرضنا لمواقف محرجة أمام عملائنا، ومع هذا حصل خلال الفترة الأخيرة تحسن نسبي في بعض الأمور، ومنها توفير السيولة المالية، ويحذونا الأمل إلى تحسين وتطوير الخدمة البريدية مستقبلاً تلبيةً لاحتياجات المواطنين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى