خارطة النفوذ في تـعـز.. الإخوان أولاً "تقرير"

> قائد الجناح المسلح للإصلاح تدرّب في أفغانستان وشارك في اجتياح عدن عام 94

> هل وجد الإخوان المسلمون أنفسهم محشورين في زاوية ضيقة بعد تصنيفهم كجماعة إرهابية في عدد من الدول، أبرزها مصر والإمارات؟ وما تداعيات إعلان دول أخرى الحرب صراحة على الجماعة التي تتهم بتبني أفكار متطرفة، وهي أفكار السلفية الجهادية التي أسسها سيد قطب، وتبنتها الجماعة، وتبناها معها عدد من التنظيمات والجماعات التكفيرية كتنظيم القاعدة وداعش؟
وهل ازدياد الخناق على جماعة الإخوان في المحافظات الجنوبية تماماً كالمحافظات الشمالية، جعل حزب الإصلاح يلجأ لحيلة إعلان عدم علاقته بجماعة الإخوان المسلمين؟ وهل وجد الحزب نفسه أمام تحدٍّ حقيقي يفرض عليه التخندق في محافظتي مأرب وتعز؟

كيف حاول الإخوان المسلمون إكمال السيطرة على تعز؟ وهل عملوا فعلاً على تحويلها إلى إمارة إخوانية نتيجة أهميتها الجيوسياسية؟ وما هي السياسة التي اتبعتها جماعة الإخوان المسلمين لتثبيت سيطرتها العسكرية والإدارية على تعز، تحت إمرة المرشد العام للجماعة؟
في هذا الملف الصحفي، سنستعرض فصولاً من الخطوات التي قام بها الإخوان المسلمون لإكمال سيطرتهم على تعز، مع تقديم خارطة عسكرية وسياسية للمواقع التي نجحوا في الاستيلاء عليها، كما سنستعرض وسائلهم في الاستيلاء بدءاً من السيطرة العسكرية، واستخدامهم للجهاز الأمني السري، وتجنيدهم للخلايا الإرهابية، وعلاقتهم بها، وملفات أخرى.

الاستيلاء على الجيش
عمل حزب الإصلاح على إطالة فترة الحرب، بهدف السيطرة على المؤسسة العسكرية والأمنية، والسيطرة على قيادة الألوية العسكرية التي سيتم تشكيلها أو إعادة تشكيلها في تعز، وقد عمل الإصلاح على تطوير وتوسيع جناحه العسكري، عبر إنشاء عدد من المجاميع المسلحة، والتي قدمها كمجاميع تابعة للمقاومة الشعبية، تحت مسميات مختلفة.
كانت هذه المجاميع وغيرها تنقاد للقائد العسكري لجماعة الإخوان في تعز، واسمه عبده فرحان، والمشهور بــ “سالم”، وهو قيادي إخواني تلقى تدريبات عسكرية في أفغانستان، وشارك في اجتياح عدن في حرب صيف 94، ويعد بمثابة القائد العسكري للجناح المسلح للإخوان في تعز وإب، وهذه المجاميع هي:
لواء الصعاليك: الذي يقوده عزام عبده فرحان، نجل القائد الفعلي للإخوان المسلمين بتعز، كما أن من أبرز قياداته سعد القميري، والحسين بن علي، وماجد مهيوب.
لواء الطلاب: وهو لواء مشكل من الطلاب والمدرسين، وأوكل الإصلاح قيادته إلى مدرس الرياضيات عبده حمود الصغير، الذي تم منحه لاحقاً رتبة "عقيد"، بقرار جمهوري.
لواء العاصفة: أوكل الإصلاح قيادته إلى وهيب الهوري، وينتمي معظم أفراده إلى منطقة المخلاف، وهم من الموالين للشيخ حمود سعيد المخلافي.
لواء الحمزة: كل أفراده من منطقة المخلاف، ويقوده حمزة حمود سعيد المخلافي، البالغ من العمر 28 عاماً، والذي تم منحه رتبة “عقيد”، وتعيينه أركان حرب اللواء 170 دفاع جوي، بقرار جمهوري، منتصف أكتوبر 2016م.
كتائب حسم: أنشأها الإصلاح من التيار الجهادي السلفي داخله، وأوكل قيادتها إلى عدنان رزيق وعمار الجندبي، وتم استيعاب أكثر من 300 فرد في صفوفها، قدموا من المحافظات الجنوبية، ومعظمهم متهمون بالانتماء إلى الجماعات الإرهابية التي فرت من ملاحقة مدير أمن عدن شلال علي شائع.

وقد أصدر الرئيس هادي قراراً رئاسياً يقضي بدمج المقاومة في الجيش، وذلك عقب تحرير المحافظات الجنوبية، في يونيو 2015م، لتتم عملية الدمج في تعز في العام 2016، بالتزامن مع تشكيل ألوية جديدة، بالإضافة إلى الألوية الأربعة المتواجدة (35 مدرع، 22 ميكا، 17 مشاة، و170 دفاع جوي).
وقد تمت عملية الدمج على مرحلتين؛ حيث تم في المرحلة الأولى ضم لواء الصعاليك وكتائب حسم، لقيادة المحور مباشرة، فيما أدمجت كتائب أبي العباس في اللواء 35 مدرع، وأدمج لواء العاصفة وبعض المجاميع المسلحة الأخرى في اللواء 22 ميكا، أما لواء الطلاب فتم دمجه في اللواء 17 مشاة، فيما أدمج لواء الحمزة في اللواء 170 دفاع جوي، وفي المرحلة الثانية تم تشكيل ألوية جديدة لاستيعاب هذه المجاميع، وهي اللواء الخامس حرس رئاسي، اللواء 145، واللواء الرابع مشاة جبلي.

عمليات تلاعب قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، بعملية دمج المقاومة في الجيش، وتسخيرها لصالح الجماعة، وما نتج عنها من أخطاء كارثية، كانت نتيجتها بناء جيش يفيض بالأسماء الوهمية، والترقيات غير القانونية، وترسيخ مبدأ الولاءات في صفوف الأفراد لصالح الولاءات السياسية والحزبية والمناطقية، لينتج عن ذلك جيش حزبي يدين بالولاء لحزب الإصلاح، ويتلقى التوجيهات والأوامر من مقر الحزب.

عبر نفوذ الإخوان في المؤسسة العسكرية، والمتزايد بعد تعيين علي محسن الأحمر نائباً لرئيس الجمهورية، نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة، كانت المحصلة، حيث نجح الإخوان المسلمون بالاستحواذ على المؤسسة العسكرية في تعز، من خلال الاستحواذ على قيادة المحور و6 ألوية عسكرية من أصل 7 ألوية يتكون منها محور تعز، كما قاموا بتجنيد أفرادهم وتوزيع استمارات التجنيد عبر مقرات الحزب، بالإضافة إلى توزيع أكثر من 120 رتبة عسكرية على مجندين مدنيين تابعين للحزب.

وباستعراض المواقع التي يستحوذ عليها الإصلاح في قيادة محور تعز والألوية التابعة له، نجد أن الإصلاح يستأثر بمواقع: قائد المحور، مستشار قائد المحور (مدني)، القوة البشرية، نائب القوى البشرية، شعبة التدريب، الركن اللوجستي، نائب الركن اللوجستي، ركن الضباط، الركن المالي (مدني)، إدارة الرواتب، ركن التوجيه (مدني)، نائب ركن التدريب، مندوب المحور في عدن، شعبة السيطرة، الاستخبارات العسكرية، قائد كتيبة الاحتياط (مدني)، نائب قائد كتيبة الاحتياط، عمليات كتيبة الاحتياط، وقائد كتيبة المهام الخاصة.

وفي اللواء 22 ميكا، يسيطر الإصلاح على أغلبية المواقع، وأبرزها: قائد اللواء، أركان حرب اللواء، عمليات اللواء، إدارة العمليات، الاستطلاع (مدني)، ركن القوة البشرية (مدني)، ركن الإمداد، ركن التوجيه، ركن الاستخبارات، الركن المالي، أمن اللواء، قائد كتيبة الاحتياط (مدني)، عمليات كتيبة الاحتياط (مدني)، قائد القطاع الأول (مدني)، أركان حرب القطاع الأول (مدني)، عمليات القطاع الأول (مدني)، قائد القطاع الثاني (مدني)، أركان القطاع الثاني (مدني)، قائد سرية العند، قائد القطاع الرابع (مدني)، أركان القطاع الرابع (مدني)، قائد القطاع الخامس أ (مدني)، أركان القطاع الخامس أ (مدني)، عمليات القطاع الخامس أ (مدني)، قائد القطاع الخامس ب (مدني)، عمليات القطاع الخامس ب، قائد القطاع السادس (مدني)، أركان القطاع السادس (مدني).

وفي اللواء 17 مشاة، يسيطر الإصلاح على غالبية المواقع القيادية، وأبرزها: أركان حرب اللواء، عمليات اللواء (مدني)، ركن التدريب، ركن التوجيه (مدني)، ركن القوة البشرية (مدني)، الركن المالي (مدني)، نائب الركن المالي (مدني)، فرع الأفراد، ركن الاستطلاع (مدني)، أمن اللواء (مدني)، قائد الكتيبة الأولى (مدني)، قائد الكتيبة الثالثة (مدني)، أركان الكتيبة الثالثة (مدني)، قائد الكتيبة الرابعة (مدني)، أركان الكتيبة الرابعة (مدني)، قائد الكتيبة الخامسة (مدني)، قائد الكتيبة السادسة، قائد الكتيبة السابعة (مدني)، قائد الكتيبة الثامنة (مدني)، أركان الكتيبة الثامنة (مدني)، عمليات الكتيبة الثامنة (مدني)، كتيبة المهام (مدني)، كتيبة المدفعية.

وفي اللواء 170 دفاع جوي، يسيطر الإصلاح على غالبية المواقع القيادية، وأبرزها: أركان اللواء، ركن التدريب، بشرية اللواء (مدني)، ركن الإمداد (مدني)، ركن التوجيه (مدني)، الركن المالي (مدني)، أمن اللواء (مدني)، ركن التسليح (مدني)، ركن الاتصالات، إدارة السيطرة.
وفي اللواء 145 مشاة جبلي، يسيطر الإصلاح على غالبية المواقع القيادية، وأبرزها: قائد اللواء، أركان اللواء، عمليات اللواء، ركن التدريب، بشرية اللواء، ركن الإمداد (مدني)، مالية اللواء (مدني)، ركن التوجيه، قائد الكتيبة الأولى (مدني)، قائد الكتيبة الثانية، قائد الكتيبة الثالثة (مدني).

كما أن اللواء الرابع مشاة جبلي واللواء الخامس حرس رئاسي، يكادان يكونان لواءين مغلقين في قيادتهما على حزب الإصلاح.

نهب باسم التحرير والجرحى
يتاجر الإخوان المسلمون بقضية تحرير تعز، وقضية الجرحى، لجني الأموال والسلاح، كما يقومون باستغلال نفوذهم في المؤسسة العسكرية لاختلاس مليارات الريالات من رواتب الجنود.
فقد كشفت عدد من الوثائق والمذكرات عن فساد مهول مارسه قائد المحور السابق اللواء خالد فاضل، تحت يافطة التحرير حيناً، وتحت يافطة معالجة الجرحى حيناً آخر.

وكشفت رسالة من المحافظ السابق د.أمين أحمد محمود، عن قيام قائد محور تعز بالتصرف بمبلغ 200 مليون ريال كانت في عهدته، دون علم السلطة المحلية. وطالب المحافظ السابق أمين محمود، قائد المحور السابق خالد فاضل، في أكثر من مناسبة، بتوضيح أوجه صرف المبلغ، وتصفية العهدة بطريقة واضحة وشفافة.
واتهم د.أمين محمود، اللواء خالد فاضل، باختلاس مبلغ 3 مليارات ريال من مخصصات اللجنة الطبية، مشيراً إلى أنه لم يصرف من المبلغ سوى 25 مليون ريال، من أصل 400 مليون ريال مخصصة لجرحى الحرب، في إطار المبلغ، حسب ما جاء في الوثائق.

وفي المراسلات، وجه محافظ تعز السابق، قائد المحور السابق، بموافاته بوثائق صرف مبلغ الثلاثة مليارات ريال، في نطاق مهلة أسبوع من تاريخ التوجيه، في حين وعد بتشكيل لجنة للتحقيق والمحاسبة في كافة المبالغ السابقة واللاحقة، حال لم ينفذ الطلب.
ويتهم قائد محور تعز السابق اللواء خالد فاضل، بنهب مبالغ الرديات ومخصصات الأفراد التي تصل إلى 500 مليون ريال شهرياً، بالإضافة إلى نهب مبلغ مليار و600 مليون ريال مرتبات الجيش في تعز لشهر يناير 2018، الذي لم يصرف حتى الآن، وما زالت لدى قيادة المحور.

وبحسب عدد من الوثائق، فإن اللواء خالد فاضل ما زال يرفض إخلاء عهد مالية، منها عهدة بمبلغ 170 مليون ريال، وكذا بإخلاء عهدة بمبلغ 200 مليون ريال تم تخصيصها لدعم الحملة الأمنية، ولم يصرف منها سوى 20 مليون ريال.

تربية الجيش على منهج داعش
عملت جماعة الإخوان المسلمين، عبر ذراعها السياسية (حزب الإصلاح)، على تعيين مجند مدني كمسؤول للتوجيه المعنوي في قيادة محور تعز، ومنحته رتبة “عقيد”، نتيجة نفوذها داخل المؤسسة العسكرية، والتي سيطرت عليها عبر لوبي كبير من الإخوان، بقيادة الفريق علي محسن الأحمر.
مسؤول التوجيه المعنوي في محور تعز هو التربوي يحيى الريمي، الذي أصبح عقيداً بقدرة قادر، فمع تشكيل الجيش في تعز تم منحه رتبة "عقيد"، كما تم تكليفه بقيادة القطاع الثاني في اللواء 22 ميكا، قبل أن يتم تعيينه على رأس التوجيه المعنوي في قيادة محور تعز.

هو واحد من أهم وأخطر الشخصيات الإرهابية في اليمن، والمرتبطة بقيادات داعش، كما أن ولده “عبدالله” لا يزال قيادياً في تنظيم داعش إلى الآن، بالإضافة إلى قرابته مع القيادي الشهير في التنظيم الإرهابي قاسم الريمي، كما أن له ارتباطاته الخارجية بعدد من الدول الداعمة للإرهاب، وفي مقدمتها قطر.
يشرف يحيى الريمي على أكثر من 700 فرد من أعضاء جماعة الإخوان (حزب الإصلاح)، تم منحهم أرقاماً عسكرية في صفوف الجيش، وتحت مسمى “التوجيه المعنوي”، وتتمثل مهمتهم بتنفيذ مهام الذباب الإلكتروني التابع للجماعة، والذي يتلقى تعليماته من الأحمدين (أحمد عثمان، المسؤول الإعلامي لحزب الإصلاح بتعز - أحمد المقرمي، المسؤول السياسي لحزب الإصلاح بتعز).

ومؤخراً، قامت دائرة التوجيه المعنوي في قيادة محور تعز، بتوزيع بعض أدبياتها على الألوية العسكرية، متضمنة لأفكار داعش، ومصبوغة بالخطاب الديني، بعيداً عن الخطاب الوطني، كما انتشرت مقاطع فيديو لمناورات عسكرية مصحوبة بخطابات جهادية.

علاقة الإصلاح بالجماعات الإرهابية
يمثَّل حزب الإصلاح في تعز الوعاء الحامل للجماعات الإرهابية والتكفيرية التي نشطت خلال فترة الحرب التي تشهدها المدينة منذ العام 2015، حيث قام حزب الإصلاح باستيعاب مئات الإرهابيين الذين دخلوا تعز من المحافظات الجنوبية، وتم تأطيرهم في مسمى كتائب حسم، وعددهم يفوق 250 مقاتلاً، بزعامة عدنان رزيق، الذي ومع وصوله إلى تعز قام بإلقاء خطاب باسم تنظيم القاعدة، وذلك في حفل استقبالهم الذي عقد في مدرسة الشعب، وبحضور الشيخ حمود سعيد المخلافي.

فالإصلاح يضم في قيادته عدداً من الإرهابيين، أبرزهم القائد الفعلي للإصلاح بتعز عبده فرحان سالم، الذي قاتل في أفغانستان، بالإضافة إلى البرلماني الإصلاحي الشيخ عبدالله أحمد علي العديني، الذي يعد مفتي الجماعات التكفيرية، وكذلك د.فارس العبسي، الذي كان مسجوناً في معتقل جوانتانامو، أي أن الإصلاح يضم في عضويته العديد من الإرهابيين في السلكين المدني والعسكري، ويستغل بذلك الغطاء الديني في عمليات الاستقطاب.

في فبراير 2018م، صنف فريق الخبراء الدوليين التابع لمجلس الأمن الدولي، عدداً من القيادات العسكرية التابعة للتجمع اليمني للإصلاح في تعز في قائمة الإرهاب، واتهمهم التقرير بأنهم إرهابيون، ويدعمون الإرهاب.
فقد قال التقرير إن الحسين بن علي وماجد مهيوب وعزام فرحان (قيادات في لواء الصعاليك التابع للإصلاح)، تم تصنيفهم بأنهم من القاعدة وداعش، كما قال فريق الخبراء إن عزام فرحان نجل “سالم”، مؤسس تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة تعز، ويعد “سالم” القائد الأول للإخوان المسلمين في تعز، وقد تم منحه رتبة عميد، وتعيينه مستشاراً لمحور تعز.

كما ضمت القائمة عبده حمود الصغير (تربوي تم منحه رتبة عقيد بقرار جمهوري، وتم تعيينه قائد عمليات اللواء 17 مشاة)، وعمار الجندبي، وعدنان رزيق، ومروان غالب، وآخرين.
كما أن عدداً من قيادات الإصلاح في تعز متورطة بالإرهاب، وأبرزها د.فارس العبسي الذي كان معتقلاً في جوانتانامو، ورشحه الإصلاح سابقاً لمنصب وكيل محافظة تعز.

وفي تعز، وفر حزب الإصلاح بيئة حاضنة للجماعات التكفيرية، من خلال دعم كتائب حسم، التي تمثل تيار السلفية الجهادية في الإخوان المسلمين، حيث احتوت الكتائب في بداية تشكيلها على نحو 300 عضو محسوب على القاعدة فروا من المحافظات الجنوبية، ودخلوا تعز برفقة القيادي عدنان رزيق، الذي عين لاحقاً قائداً لعمليات محور تعز، بقرار جمهوري، في يونيو 2016م.
وتفيد مصادر أن الانتحاري الذي فجر نفسه في معسكر الصولبان بعدن، والذي ينتمي لداعش، ويدعى “أبو سعد العدني”، سبق له أن شارك في معارك تعز، في صفوف كتائب حسم، وأنه من ضمن من دخلوا المدينة بصحبة عدنان رزيق، قبل أن ينفذ عمليته الانتحارية في معسكر الصولبان بعدن، في ديسمبر 2016م، ويتسبب بمقتل ما لا يقل عن 50 مجنداً، بالإضافة إلى جرح العشرات.

كما أن البرلماني الإصلاحي الشيخ عبدالله أحمد علي، المعروف بخطاباته التكفيرية، يعد بمثابة المرشد الديني لأفراد كتائب حسم، ولجماعات تكفيرية أخرى، حيث يحرص أفراد هذه الجماعات على حضور دروس دينية للشيخ العديني، في مسجد النور الواقع في التحرير الأسفل.
وعلاقة حزب الإصلاح بالجماعات الإرهابية في تعز، لم تعد تخفى على أحد، ففي منتصف أكتوبر 2017م، شهدت مدينة تعز اشتباكات مسلحة بين كتائب ابي العباس ومجاميع متطرفة تتبع تنظيم داعش، بقيادة هاشم الصنعاني، وقد قامت كتائب أبي العباس باقتحام مقر الصنعاني، وعثرت على وثائق ومتفجرات تثبت انتماء الصنعاني لداعش، غير أن الأخير فر إلى اللواء 22 ميكا، ليحتمي بقائد اللواء العميد صادق سرحان، الذي وفر الحماية للإرهابي هاشم الصنعاني وأتباعه.

كذلك يقوم الإصلاح بدعم صدام المقلوع، الذي صدر بحقه أكثر من 15 توجيهاً وأمراً قهرياً وحكماً قضائياً لم تلقَ طريقها إلى التنفيذ، لكن الكارثة الكبرى أن يتم تعيينه ضابطاً لأمن اللواء 170 دفاع جوي، كما أن هناك العديد من الجماعات التخريبية التي يدعمها الإصلاح، ويوفر لها الغطاء والحماية، ويستخدمها في معاركه الداخلية.

إدارة القمع عبر الجهاز الأمني السري
على طريقة الجهاز الأمني السري التابع لحركة النهضة في تونس، عمل حزب الإصلاح في تعز للسيطرة على المؤسسة الأمنية، وبناء جهاز أمني سري موازٍ لها، من خلال بناء جهاز قمع وقائي لتنفيذ مهام محددة، بحيث يتلقى توجيهاته وأوامره من مقر الحزب.
في إطار ما يسمى عملية دمج المقاومة بالجيش في تعز، تم الاستيلاء على المؤسسة الأمنية التي تمت إعادة بنائها من طيف سياسي واحد (حزب الإصلاح)، حيث تم ترقيم 10 آلاف فرد في الجهاز الأمني، معظمهم ينتمون للإصلاح، الذي سيطر على معظم المؤسسات الأمنية في تعز، كما أن الغالبية المطلقة من الأسماء هي أسماء وهمية في مدينة لا تزال تعاني من حالة الانفلات الأمني.

فقد ظل منصب مدير الأمن حكراً على الإصلاح، حيث كان العميد المغبشي مديراً للأمن في تعز، وهو محسوب على الإصلاح، وبعد وفاته تم تكليف نائبه المحسوب على الإصلاح العقيد محمد المحمودي، كقائم بالأعمال، من 20 يونيو 2017م إلى 13 أغسطس من العام نفسه، والذي صدر قرار جمهوري بتعيينه مديراً لأمن تعز، وترقيته لرتبة لواء، قبل أن يتم تعيين الإخواني العميد منصور الأكحلي في المنصب ذاته، مطلع العام 2018م.

وخلال هذه الفترة، شهدت المؤسسة الأمنية حالة من العبث، حيث تم تعيين عدد من المدنيين لإدارة أقسام الشرطة من غير أصحاب المؤهلات العلمية والعسكرية، وبناء على ولاءات ومحسوبيات، كما تم نهب 5 أطقم عسكرية قدمها التحالف العربي لإدارة الأمن، ومنحها لقائد جماعة الإخوان المسلمين في تعز عبده فرحان “سالم”، بحسب ما أفادت به مصادرنا الخاصة.
كما سيطر حزب الإصلاح على جهاز الأمن السياسي الذي يقوده العميد عبدالواحد سرحان، شقيق العميد صادق سرحان، قائد اللواء 22 ميكا، كما سيطر الإصلاح على جهاز البحث الجنائي، وعين العقيد صادق الحسامي، وكذلك شرطة السير التي يقودها العقيد عبدالله راجح، وجهاز النجدة الذي عين لقيادته تربوي مدني يدعى محمد مهيوب، وتم منحه رتبة عقيد، بالإضافة إلى السيطرة على النيابة العسكرية.

كما اتفق قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، مع حزب الإصلاح، على تشكيل كتيبة جديدة للشرطة العسكرية، مكونة من 700 فرد من شباب الإصلاح، بينهم بعض الأفراد العسكريين من قوات اللواء 310 الذي كان يقوده حميد القشيبي، ومن ثم قام بتعيين العقيد مدين المسعودي كقائد للشرطة العسكرية، بعد أن كان مشرفاً على مدرسة نعمة رسام التي اتخذت منها الجماعة مركزاً لاستقبال المجندين في ضفاف المحور، ليتم بعد ذلك تكليف العقيد جمال الشميري، المحسوب أيضاً على الإصلاح، كقائد للشرطة العسكرية، قبل أن يصدر بتعيينه قرار جمهوري، في مارس 2018م.

وبهدف السيطرة والاستحواذ، عملت الجماعة على الاستيلاء على المناصب العليا في إدارة أمن المحافظة والأجهزة الأمنية التابعة لها، لتسيطر بذلك على القرار داخل المؤسسة الأمنية، كما عزفت قيادة الأمن الحالية عن استدعاء ضباط وأفراد الأمن السابقين للعمل، وعملت على تهميشهم وإقصائهم لصالح الأفراد المستجدين التابعين والموالين لها، والذين تم منحهم رتباً عسكرية، وتعيينهم كمدراء للأقسام وأمن المديريات.

ونجح الإخوان بإضافة أكثر من 3000 فرد تابع للجماعة، في قوام المؤسسة الأمنية، تلقوا تدريبات خاصة، وتم توزيعهم للعمل في إطار خلايا خاصة متعددة ومتنوعة المهام، حيث تتنوع المهام بين الرصد والاختطافات والاقتحامات والمداهمات والاغتيالات وغيرها.
وقد باشرت جماعة الإخوان بتعز فرض قبضتها الحديدية على تعز عبر جهازها الأمني الذي أنشأ عدداً من السجون الخاصة التي يصل عددها للعشرات، أبرزها: سجن مدرسة النهضة، سجن مدرسة باكثير، سجن مدرسة الصديق، سجن مدرسة نعمة رسام، سجن مكتب التربية، سجن مبنى المعهد الوطني للعلوم الإدارية، سجن مبنى المعهد المهني، وغيرها من السجون التي تم إنشاؤها داخل منازل وعمارات متفرقة خاصة في مناطق عصيفرة والمسبح.

ويكفي أن نشير إلى أن اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، وهي لجنة مشكلة بقرار من الرئيس هادي، قد كشفت في تقاريرها الأخيرة عن وجود 16 سجناً سرياً في تعز، كما نشير إلى أن عدد المخفيين قسرياً، والذين لا يعلم أحد عن مصيرهم شيئاً، بلغ عددهم، بحسب تصريح للأستاذ علي سرحان، مدير مكتب حقوق الإنسان بمحافظة تعز، 2700 شخص.
وقد قام الجهاز الأمني السري التابع لحزب الإصلاح، باختطاف وإخفاء عدد من الناشطين لمجرد اختلافهم بالرأي مع الحزب، كما حصل للناشطين في الحزب الاشتراكي أكرم حميد وأيوب الصالحي، بالإضافة إلى أحمد القباع، وكذلك نعمان الحبشي الذي تم اختطافه من قبل أفراد تابعين للواء 17 مشاة، قبل أن يتم الإعلان عن العثور على جثته ضمن مجموعة جثث تم الإعلان عن العثور عليها في الضواحي الشرقية لتعز.

كذلك قام الجهاز السري الأمني باختطاف نشطاء آخرين، من بينهم الصحفي جميل الصامت الذي تم اختطافه بمبرر الكتابة ضد الجيش في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، في سياق حملة أمنية تهدف لتكميم الأفواه وتخويف الناس، حتى يدينوا بالولاء التام لجماعة الإخوان المسلمين التي تريد تحويل تعز إلى ولاية إخوانية.
جرائم الجهاز السري التابع لجماعة الإخوان المسلمين، امتدت لتصل إلى تصفية السجناء داخل السجون، كما حصل مع السجين ميثاق العاقل الذي تمت تصفيته داخل سجن الشرطة العسكرية، نهاية يناير 2019، بعد أيام قليلة من طلب السلطات العليا إرساله إلى عدن للتحقيق معه، خاصة وأنه متهم بتنفيذ عدد من عمليات الاغتيالات، وهو ما يضع التساؤلات عن أسباب وكيفية تصفيته في هذا التوقيت.

كذلك فقد نفذت المليشيا المسلحة التابعة للإصلاح، عدداً من الجرائم المشابهة، أبرزها جريمة إعدام خارج القانون نهاية شهر مارس 2017، ووثقته وتم نشره عبر “يوتيوب” ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث قامت كتائب حسم التابعة للإصلاح بإعدام أحد أفرادها، بتهمة اغتياله العقيد ناصر القباطي، حيث أفاد القيادي في الكتائب عمار الجندبي، أنه تم التحقيق مع القاتل من الساعة الـ 10 صباحاً إلى الواحدة ظهراً، قبل أن يتم قتله بنفس المكان الذي قتل فيه القباطي.

فرق الاغتيالات الخفية
أثارت عملية تصفية السجين في سجن الشرطة العسكرية “ميثاق العاقل”، نهاية يناير 2018، بعد أسبوع من طلب السلطات العليا في عدن استلامه للتحقيق معه، جدلاً كبيراً حول توقيت وكيفية تصفيته، خاصة أنه متهم بتنفيذ عدد من عمليات الاغتيالات بحق أفراد من الجيش الوطني.
مراقبون أشاروا إلى علاقة خلايا الاغتيالات بقيادات عليا في الجيش، ما جعلها تصدر أمراً بتصفية "العاقل" في السجن، قبل أن يتم نقله إلى عدن، خوفاً من كشف تورط هذه القيادات في عمليات الاغتيالات، والتي تدار عبر الجهاز الأمني السري التابع للجماعة.

بعد أيام من جريمة تصفية ميثاق العاقل، داخل سجن الشرطة العسكرية بتعز، أورد تقرير لجنة الخبراء الدوليين التابع للأمم المتحدة، كاشفاً أسماء مجموعات مسلحة في تعز قال بأنها تنفذ أعمالاً إجرامية بينها الاغتيال.
التقرير الذي أعد قبل تغيير المحافظ أمين محمود، أشار إلى الصراع في مدينة تعز بأنه تنافس من أجل السيطرة على المدينة، كما أشار إلى أن حزب الإصلاح حقق بعض المكاسب في محاولته ليصبح الجماعة المسيطرة على المدينة، مشيراً إلى أن الصراع بينه وبين المحافظ السابق أمين محمود لا يزال مستمراً من أجل السيطرة على “الشرطة المحلية والشرطة العسكرية وقوات الأمن الأخرى”.

التقرير قال إن هذا الصراع بين حزب الإصلاح وخصومه أوجد “حيزاً لمجموعات مقاتلة جديدة أصغر حجماً، تقوم أساساً بأنشطة إجرامية مثل الابتزاز والاغتيالات بمقابل”.
وأورد التقرير سرداً لهذه المجموعات في كشف تفصيلي في ملحقه مع أسماء قياداتها، أغلبها قيادات موالية لحزب الإصلاح في تعز، حيث ورد في الكشف أسماء لمجاميع تابعة للإصلاح مثل كتائب حسم، لواء الصعاليك، ولواء الطلاب.

وأسماء المجاميع والقيادات التي وردت في محلق التقرير:
1 - شباب دولة الخلافة الإسلامية، جماعة، مدينة تعز، لا يزال الفريق يحقق في علاقتها بجماعات خارج اليمن.
2 - عبدالمؤمن الزيلعي، قائد جماعة شباب دولة الخلافة الإسلامية، مدينة تعز.
3 - كتائب حسم، جماعة، مدينة تعز، تسمى أيضاً هذه الجماعة، جماعة حسن.
4 - عمار الجندبي، قائد ميداني، مدينة تعز، تابع لكتائب حسم.
5 - لواء القعقاع، جماعة، مدينة تعز، يبدو أن قيادة هذه الجماعة من خارج تعز.
6 - كتائب الكوثر، جماعة، حارتي الكوثر والشرف بمدينة تعز، عدد من المقاتلين أقل من المئات.
7 - وليد الرغيف، تابع لكتائب الكوثر، حارتي الكوثر والشرف بمدينة تعز، يعتبر قائد كتائب الكوثر.
8 - لواء الطلاب، جماعة، مناطق الحصب وبير باشا بمدينة تعز، لا يزال الفريق يحقق في علاقتهم بعناصر فاعلة أخرى.
9 - ماجد مهيوب الشرعبي، قائد روحي، له علاقات مع لواء الصعاليك.
10 - سعد القميري، عضو في لواء الصعاليك، مدينة تعز.
11 - الحسين بن علي، قائد ميداني في لواء الصعاليك، تعز، له علاقات مع جماعة الذئاب المتوحشة.
12 - لواء عصبة الحق، جماعة، منطقة الجمهوري، مدينة تعز، جماعة منشقة من لواء أبي العباس.
13 - كتيبة أبي الوليد، جماعة، منطقة القاهرة، مدينة تعز.
14 - كتيبة الذئاب المتوحشة، جماعة، منطقة باب موسى والنسيرية، مدينة تعز.
15 - مجموعة الملثمين، جماعة، مدينة تعز، المقنعين.
16 - أسود السنة، جماعة، مدينة تعز، لا يزال الفريق يحقق في علاقتها مع داعش.
17 - ناجي محمد الكولي، قائد روحي لأسود السنة، مدينة تعز.
18 - بلال علي محمد الوافي، أمير الشريعة، مدينة تعز، تتواجد الجماعة في حارة الجمهوري وسوق الصميل وحارات أخرى في مدينة تعز.

إستراتيجية الإخوان للتخلص من الخصوم
عمل الإخوان المسلمون في تعز على إستراتيجية خاصة للتخلص من الخصوم السياسيين في تعز، بهدف إقصائهم من المشهد، والاستيلاء على المدينة سياسياً وعسكرياً، عبر السيطرة على المواقع القيادية للسلطة المحلية، وكذلك الاستيلاء على المدينة عسكرياً، عبر الألوية والمجاميع المسلحة التابعة للإخوان.
وبدأ حزب الإصلاح (الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين) بمحاولة التخلص من التيار السلفي في تعز، ممثلاً بكتائب العقيد أبي العباس، عبر الحملات الإعلامية التحريضية ضد الكتائب، التي نجحت في تحرير مساحات شاسعة من قبضة الانقلابيين، وتزايد عدد المنتمين لها، ما جعل الإخوان المسلمين يستهدفون الكتائب بحملات التحريض الإعلامي عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث اتهموها بالإرهاب، ورفعوا ضدها التقارير الكاذبة إلى المنظمات الدولية والإقليمية.

إثر فشل الإخوان بالقضاء على كتائب العقيد أبي العباس، انتقلوا إلى مرحلة جديدة من الاستهداف، تتمثل عبر دعمهم لعصابات إجرامية بالمال والسلاح للدخول في مناوشات عسكرية مع أبي العباس، حيث تم دعم عصابات إجرامية يقودها غزوان المخلافي، والتي دخلت في اشتباكات مسلحة مع الكتائب بين الحين والآخر، حيث كان الإصلاح يقدم نفسه كطرف خارج اللعبة، ويطالب بإخراج الطرفين (أبي العباس وغزوان) من المدينة، لكن هذه المرحلة من الاستهداف فشلت أيضاً، واتضح للجميع وقوف الإصلاح خلف عصابات غزوان، ودعمه لها بالمال والسلاح والأفراد.

بعد فشل كل تلك المراحل، انتقل حزب الإصلاح إلى استهداف كتائب أبي العباس، عبر الألوية العسكرية الموالية له، تحت يافطة استهداف الخارجين عن القانون، مستغلاً بذلك نفوذه داخل قيادة محور تعز والألوية التابعة له، ليلتزم أبو العباس بمبدأ ضبط النفس، قبل أن يعلن خروجه من المدينة، والتوجه بقواته إلى جبهة الكدحة، حقناً للدماء، ومنعاً للاقتتال بين رفقاء السلاح.
منهجية الإخوان في إقصاء الخصوم، امتدت إلى الجانب السياسي أيضاً، عبر حملات الاستهداف الممنهج التي استهدفت محافظ تعز د.أمين أحمد محمود، حيث بدأت الكتائب الإلكترونية التابعة للجماعة، بالتحريض عليه منذ تعيينه محافظاً، أواخر العام 2017، ليتم بعد ذلك تسيير المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية ضده، تحت يافطات مختلفة؛ أحياناً باسم الشهداء والجرحى، وأحياناً باسم معركة التحرير، وأحياناً أخرى باسم الموظفين وأصحاب الحقوق، في استغلال قذر للقضايا المطلبية، على الرغم من أن كثيراً من هذه القضايا ليست من اختصاص المحافظ.

كما أن الإصلاح، وفي منتصف أبريل 2018، استخدم فزاعة "طارق صالح" لتسيير مسيرات تهدف لإسقاط المحافظ أمين محمود، الذي تم اتهامه بالتواطؤ والسماح لطارق صالح بالمشاركة في معارك تحرير تعز، حيث أنشأ الإصلاح كياناً جديداً تحت مسمى “رابطة أسر الشهداء والجرحى”، لتبني مسيرات جماهيرية أمام مبنى المحافظة، وحين قابلهم المحافظ اكتفوا بالمطالبة بتوفير مقر خاص بالرابطة وتأثيثه، حسب ما أفادت مصادرنا الخاصة في ديوان عام المحافظة.

بعد فشل جماعة الإخوان في الإطاحة بالدكتور أمين محمود من رأس هرم السلطة المحلية في تعز، بمختلف الوسائل، لجأت الجماعة إلى استغلال يدها الطولى المتمثلة بعلي محسن الأحمر، وعبدالله العليمي، اللذين استخرجا قرار الإقالة عبر الاحتيال على رئيس الجمهورية.

استغلال مأساة الحرب كوسيلة للإثراء
ينجح الإخوان المسلمون باستغلال حاجة الناس للمتاجرة بها في السلم والحرب على حد سواء، فهم يتاجرون بكل القضايا تقريباً، ويجنون المال باسم كل أزمة وكارثة، أو حتى قضية.
وفي اليمن، استغل الإخوان الحرب كوسيلة للإثراء من خلال المتاجرة بأوجاع الناس. وفي تعز، نجح الإخوان بتحويل الحرب إلى بقرة حلوب لجني المال، من خلال سيطرتهم على ملف الإغاثة عبر ائتلاف الإغاثة الإنسانية التابع لحزب الإصلاح، والذي يتكون من 404 مؤسسات وجمعيات ومبادرات، تقوم باستلام الإغاثة الغذائية والدوائية، فيما اللجنة الفرعية للإغاثة مفرغة من الصلاحيات، حيث لا علاقة لها باستلام الإغاثة، ولا توزيعها، وهو ما مكن الائتلاف التابع للإصلاح من السيطرة التامة على الإغاثة في تعز.

وقد أثيرت قضية اختفاء أكثر من 600 ألف سلة، حيث كشف رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح، عن كمية السلال الغذائية المفقودة، وعددها 746.610 سلل، إضافة إلى أسماء الجهات في الداخل، والكميات التي استلمتها، وكانت على النحو الآتي:
1 - 205.000 سلة استلمها ائتلاف الإغاثة الإنسانية - تعز.
2 - 100.000 سلة استلمتها المنسقية الرباعية.
3 - 88.250 سلة استلمها ائتلاف الخير - حضرموت.
4 - 12.700 سلة استلمتها مؤسسة البادية - حضرموت.
5 - 10.000 سلة استلمتها مؤسسة إنجاز.
وهي جمعيات تابعة وموالية للإصلاح.
كما أن عدداً من الشخصيات الإصلاحية تقوم بجمع التبرعات من المغتربين، باسم دعم المقاومة، وإغاثة النازحين، بعيداً عن مؤسسات الدولة، وتقوم بتسخيرها لصالح جماعة الإخوان، وأبرز هذه الشخصيات القيادية الإصلاحية حياة الذبحاني، والشيخ حمود المخلافي.
كما استفاد حزب الإصلاح من مشروع الملك سلمان لعلاج الجرحى، والذي يقدم 4000 دولار أمريكي لعلاج كل جريح، والخاص بالمستشفيات الخاصة، حيث تستفيد المستشفيات الخاصة التابعة للإصلاح من هذا المشروع، وأبرزها مستشفى الروضة ومستشفى الصفوة.

بموازاة ذلك، سيطر الإصلاح على مؤسسة رعاية للجرحى، التي يديرها القيادي الإصلاحي نبيل جامل، ومن خلالها نجح الإصلاح في جني الكثير من الدعم، كما أنه سخرها لخدمة أعضائه، وتسفيرهم للخارج على حساب الحالات الحرجة للجرحى.
كما أن من وسائل الإثراء التي تتبعها جماعة الإخوان المسلمين في تعز، هي المتاجرة بالمدارس والجامعات الأهلية، حيث عملت الجماعة على احتلال عدد كبير من المدارس الحكومية، وتحويلها لثكنات عسكرية، وإغلاقها في وجوه الطلاب، ومن ثم فتح مدارس أهلية في شقق سكنية، وتحويل العملية التعليمية إلى تجارة.

لم يتوقف الأمر على المدارس التي تم افتتاح أكثر من 50 مدرسة خاصة داخل المدينة فقط، بل امتد الأمر إلى الجامعات الأهلية، حيث افتتح الإخوان عدداً من الجامعات التابعة لهم، أبرزها جامعة العطاء، وجامعة الجند، وهي وسائل إثراء يستخدمها الإخوان المسلمون في زمن الحرب.

عن “الرصيف برس”

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى