معارك الحسم في اليمن.. سيناريوهات ترجح جميعها حربا شاملة

> كتب/ د. باسم المذحجي

> تشير كل السيناريوهات المتوقعة، والمعطيات الأولية إلى أن اليمن ستشهد حربا شاملة خلال الفترة القادمة، وبات واضحا للعيان بأن السلطة الشرعية بدأت ترتيبات غير معلنة في تأمين الجبهات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإعلامية، نظرًا لأن جماعة الحوثي الميليشاوية قررت الدخول في مواجهة شاملة مع كل اليمنيين، ونسفت كل جهود إحلال السلام.
د. باسم المذحجي
د. باسم المذحجي

قبل اندلاع الحروب الحاسمة الوشيكة وفي هذه المرحلة فإن الحرب النفسية تلعب دورا مهما في إقناع اليمنيين من خلال إظهار الحوثي باللا دولة التي تمتلك أسلحة دمار على رأسها الألغام التي زرعتها بكثافة، ناهيك عن الصواريخ الباليستية، وتكنلوجيا الطائرات المسيرة المفخخة، مع العلم بأنها كذلك تمتلك (جديد ميليشيات الحوثي بتكنولوجيا إيرانية) دبابات مسيرة، وقوارب بحرية مفخخة.

خلال هذه المرحلة فإن هدف الحرب السيكولوجية يوجه إلى مراقبة المعلومة لإخفاء العديد من الحقائق على الخصم، وإرباكه أمام أنصاره.
هنا تكون العمليات السيكولوجية مهمة من أجل تبرير الحرب، وتدعيم صورة النصر. ولتحقيق هذه الأهداف فهذا يحتم على السلطة الشرعية عمل جملة من الإجراءات منها: ترويج المواقع المقبلة للحرب في الداخل الميليشاوي، وتخويف العدو، والتحكم في المعلومة، وتوظيف المعتقدات الاجتماعية، واستخدام الرعب.

و في كل هذا، تمثل وسائل الإعلام أهم أدوات هذه الحرب على كافة مستوياتها.
إن إدراك الخبراء العسكريين والسياسيين اليمنيين لأهمية وسائل الإعلام ودور المعلومات في الحروب تجعل من توظيفها لهذه الوسائل مع حروب التحرير لتدخل اليمن مرحلة مهمة في العلاقة بين الصحفي والعسكري، وهي علاقة وصفت بالعلاقة التنسيقية «جندي المعلومات».

تطور الرقابة على وسائل الإعلام في اليمن
تندرج عملية الرقابة العسكرية على وسائل الإعلام خلال الحروب ضمن قواعد الرقابة التي تهدف وتعمل على منع نشر المعلومة التي تعتبر مفيدة للعدو، وتؤدي إلى إثارة الرأي العام. وإذا كانت الجيوش اليمنية قد أدمجت مبادئ مجتمع الاتصال وهيكلة العالم في شبكة محكمة من وسائل المعلومة مبكرًا، فإن الرقابة أصبحت تعتمد على سياسة رسمية ومنظمة، سطرتها المؤسسات السياسية والعسكرية للسلطة الشرعة، فكان ممثلو أو ملحقو وزارة الدفاع في مواقع ومراكز تحرير فرضت رقابة صارمة على محتوى الصحف الإليكترونية والورقية والمنابر الفضائية. أما على مستوى ساحات القتال فقد تم إبعاد الصحافيين وإجبارهم على مسايرة خطاب الدعاية، وخصوصا مرسلي قناة الجزيرة الفضائية.

لابد وتأخذ مسألة الرقابة العسكرية على وسائل الإعلام في اليمن وعلى نشر المعلومات تطور بالتوازي مع تطور وسائل الإعلام، وحرية الصحافة، والرأي العام في الدول المساندة للسلطة لشرعية عبر قناة «الحدث»، وقناة «سكاي نيوز عربية» وهي عملية صاحبها تبلور إستراتجية استمالة الرأي العام وتوجيهه كأحد قواعد إدارة الحروب، والنزاعات بالنسبة للسياسي والعسكري، وهو ما أدى بدوره إلى بداية تبلور وسائل الرقابة على وسائل الإعلام والصحفيين خلال الحروب.

كذلك لابد ومنع الجرائد، والمنابر، والمنصات الإليكترونية من نشر المعلومات العسكرية، أو الأخبار السيئة، ومطلوب من الصحافة المشاركة في الدعاية والعمل على إيهام المدنيين والرأي العام بقرب الانتصار، ولابد وتمتد رقابة الدولة اليمنية لسلطة الشرعية إلى الراديو، وخصوصا راديو «الغد المشرق»، و «بلقيس»، والبقية، وكذلك «الحدث» التي تلتقط تردداتها في كل مكان في اليمن.

تقدم قوات العمالقة
لقد بات واضحا بأن القيادة العامة المشتركة لقوات التحالف العربي والسلطة الشرعية وضعت خطة نهائية لمعركة تحرير اليمن، فإنه لابد ويبدأ أولا بالإجابة على الأسئلة التالية:
- ما هو الهدف المطلوب بالضبط؟
- أفي نطاق طاقة قواتي سيتحقق هذا الهدف؟
- ما هو الأسلوب المناسب لتحقيق هذا الهدف؟
- ما هي أبعاد معركة المفاوضات ومتطلباتها بعد أن تنتهي المعركة العسكرية وإلى أن تنتهي الحرب؟
وعليه فإن طاقة قواتنا في ثلاثة ضمانات هي:
1 - أن تكون القوات العسكرية كافية لتحقيق نصر حاسم على قوات العدو.
2 - أن تستطيع هذه القوات تقديم الخسائر اللازمة من القوات إذا تم تتبع النصر حتى النقطة التي تصبح معها عملية استعادة التوازن غير محتملة.
3 - التأكد من أن الوضع السياسي، مع تحقيق الهدف العسكري، سيكون متينا بشكل لا يجعل هذه النتيجة طريقا لإثارة أعداء جدد يجبروننا على التراجع حتى عن العدو الأول.
يتوقف اختيار الشكل المناسب منها على عوامل فنية كثيرة، أهمها: الظروف الطبوغرافية، ونظم دفاعات العدو، وأسلوبه في العمل، فضلا عن الموعد المطلوب تحقيق الهجوم فيه ليلا أم نهارا.

ويقصد التقدم على أجناب العدو ومؤخرته المباشرة، مع معاونة ذلك بهجوم تثبيتي (ثانوي) آخر على المواجهة.
ولا يختلف التطويق عن الالتفاف إلا في عمق المدى، فالتطويق لا يتم على الأجناب والمؤخرة مباشرة، وإنما يتم بعيدا عنهما، كما قد لا يكون هناك تعاون مباشر دائما بين قوات الأجناب وقوات المواجهة في مجال التطويق.
وقد يتم الالتفاف بجناح واحد على جنب واحد وهنا يسمى بـ «الالتفاف المفرد»، وقد يتم بجناح واحد على كل جنب من الجنبين وهنا يسمى بـ «المزدوج»، كما قد يكون الالتفاف بجناحين على كل جنب من الجنبين وهنا يسمى بـ «المركب»، ونفس الشيء تماما بالنسبة للتطويق.

 الاقتحام بالمواجهة فيقصد به أحد شكلين: إما الهجوم على مواجهة واسعة، وإما الهجوم على مواجهة ضيقة واختراقها ثم الاتجاه إلى خلف أجناب العدو وإلى مؤخرته، وفي هذه الحالة تكون خيارا أنجع للسلطة الشرعية في الاختراق بالمواجهة.
ويتم اختيار الشكل الأول (الاقتحام بالمواجهة) إذا أريد إجبار ميليشيات الحوثي على توزيع مجهودها، وتضليلها على اتجاه المجهود الرئيسي للضربة. بينما يتم اختيار الشكل الثاني (الاختراق بالمواجهة) في حالة ما إذا كانت أجناب ميليشيات الحوثي قوية ومحمية بدرجة مناسبة، بينما تكون دفاعات الوسط ضعيفة، إما لعدم حمايتها بدرجة كافية، وإما لوقوعها بين فواصل الوحدات.

إستراتيجة الحرب الحاسمة
في اليمن لن تخرج عما يلي:
1 - المبادأة.
2 - المفاجأة (المباغتة).
3 - الحشد.
4 - خفة الحركة.
وهذه تتطلب البساطـة، والتعاون في توحيد القيادة ومن ثم الاقتصاد في القوة، والمحافظة على الهدف، وكل ما سبق لن يتحقق إلا إذا صنعت انتصارات ترفع الروح المعنوية.
الواجب إعداد الجبهة الداخلية، وهو الأمر الذي يتحقق بثلاثة أمور هي:
1 - بلورة الأماني الشعبية في تحرير اليمن واقع.
2 - إعداد الغرف اللازمة لإدارة العمليات المدنية.
3 - تكوين فصائل المقاومة الشعبية والدفاع المدني.
ختاما.. فإن الحسم لن يتحقق إلا عبر إستراتيجية الاقتراب غير المباشر التي تعتمد على اختراق قطاعات محدودة بثلاثي (الطائرة، الدبابة، المشاة الميكانيكية)، وتطوير هذا الخرق في العمق التعبوي بقطع خطوط المواصلات، وبث الاضطراب في القيادات الخلفية، ومراكز الشئون الإدارية.
وإلى جوار هاتين الإستراتيجيتين هناك إستراتيجية السلاح الحاسم، والتي تعتمد على سلاح معين بصفة أساسية في حسم المعركة، وقد كان هذا السلاح الحاسم في أول الأمر هو السلاح البحري، ثم حل محله فيما بعد السلاح الجوي، وبالاعتماد على هذا السلاح يتم دفع الخطوط الجوية دائما للأمام، ثم تتولى هذه الخطوط بدورها التمهيد لاستيلاء القوات الأخرى على الخطوط التالية، ثم تبدأ عملية دفع جديدة للخط الجوي، وهكذا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى