اليوم.. «إعادة الانتشار» تستأنف اجتماعاتها للتصديق على خطة أممية جديدة

> «الأيام» غرفة الأخبار

> الشرعية تأمل باستمرار الحوار والتوصل إلى حل سلمي مع الحوثيين

 تستأنف اللجنة الدولية للإشراف على "إعادة الانتشار" في الحديدة اليوم، أعمالها بعد توقفها عدة أسابيع، بسبب رفض الحوثيين تنفيذ المرحلة الأولى من الانسحاب، ومن المقرر أن تصادق اللجنة على الخطة الجديدة التي طرحها المبعوث الأممي، مارتن جريفيثس، بشأن الانسحاب من ميناءي الصليف ورأس عيسى هذا الأسبوع.
ووفقاً لمصادر سياسية، فإن الجنرال مايكل لوليسغارد، الذي ترأس اللجنة التي تضم ممثلين عن حكومة الشرعية وآخرين عن جماعة الحوثي، وجه الدعوة لاستئناف اجتماعات اللجنة بقوامها الكامل بعد أسابيع من توقف هذه الاجتماعات، بسبب رفض الحوثيين تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار والمتمثلة بسحب مسلحيهم من ميناءي الصليف ورأس عيسى وتسليمهما لقوات خفر السواحل في مقابل تراجع المقاومة والقوات الحكومية لمسافة كيلو متراً شرق مطاحن البحر الأحمر.

وحسب المصادر، فإن الاجتماع المرتقب يفترض أن يكرّس للمصادقة على الخطة الجديدة للأمم المتحدة لتنفيذ المرحلة الأولى، ومن ثَم الشروع في تنفيذها، إذا ما صدقت الجماعة الحوثية بتعهداتها، على أن تتم هذه العمليات خلال مدة لا تتجاوز نهاية الأسبوع الجاري، يعقبها الدخول في تفاصيل تنفيذ المرحلة الثانية، والتي تشمل ميناء ومدينة الحديدة.
وأوضحت المصادر أن المرحلة الأولى ستشهد أيضاً فتح الممرات من المدينة إلى بقية المحافظات، ومن الموانئ إلى مطاحن البحر الأحمر، التي تخزن فيها كميات القمح المخصصة لملايين المحتاجين، إلى جانب نزع الألغام التي زرعتها الميليشيات في أرجاء المدينة ومداخلها، على أن يعقب ذلك تسلم برنامج الغذاء العالمي مسؤولية الإشراف على الموانئ، وتوجيه عائداتها لصالح رواتب الموظفين في المحافظة، على أن تتولى آلية الرقابة التابعة للأمم المتحدة، والتي كانت تتمركز في جيبوتي، مهمة تفتيش الشحنات الواصلة إلى الموانئ الثلاثة.

ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر منذ مشاورات السويد، والاتفاقات التي خرجت بها لم ينفذ أي من بنود الاتفاقية وفي مقدمتها الانسحاب من مدينة وميناء الحديدة، وتقول حكومة الشرعية اليمنية إن الجماعة الحوثية تنصلت من التزاماتها حيال الاتفاق ورفضت تنفيذه.
وفي 9 يناير 2019م وافقت الحكومة اليمنية على تمديد مهلة تنفيذ اتفاق الحديدة، والذى كان من المفترض الانتهاء منه مع نهاية ديسمبر 2018م، وقدّم فخامة الأخ الرئيس عرضاً للمبعوث الدولي في اجتماعه معه يوم 7 يناير حول ضرورة تقديم خارطة طريق مزمنة لاتفاق الحديدة، وفق بنودها الأصلية حتى يتم التضييق على الميليشيات للتنفيذ، وفقاً لما ذكره وزير الخارجية اليمني خالد اليماني.

اليماني قال في مقال نشرته جريدة الأهرام المصرية: "إن تغييراً في موازين القوى في المنطقة والضغوطات التي شكلتها العقوبات الأمريكية على إيران أفضت إلى دفع نظام الملالي لعدم التعاون في الملف اليمنى. إن مجرد إقرار النظام الإيراني بأنه من يحرك المليشيات الحوثية يؤكد الدور المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، والذي تقوده إيران وميليشيات حزب الله".
وأضاف: "وفي حقيقة الأمر، فإن إحجام الحوثيين عن تنفيذ اتفاقات السويد وتعنتهم يؤكد التزامهم بتكتيكات التفاوض الإيرانية، التي تبدأ بالموافقة الضمنية على مجمل الحلول التفاوضية ثم التراجع عنها جملة وتفصيلًا، لانتزاع مزيد من التنازلات من المجتمع الدولي، وفرض واقع على الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية للسير في طريق الحرب الذي وفق رؤيتهم يشكل النصر لمشروعهم".

وبعد مرور شهر دون تنفيذ الاتفاق، وافقت الحكومة اليمنية في 26 يناير 2019، على تقدم البنود الإنسانية لاتفاق الحديدة على بنود إعادة الانتشار، بناءً على طلب المبعوث الخاص، وأبرز برنامج الغذاء العالمي الحاجة للوصول إلى مطاحن البحر الأحمر، حيث تخزن كمية كبيرة من القمح تساوي 51 طناً متريّاً من القمح، أي 10 % من كامل ميزانية البرنامج في اليمن للعام 2018، أي ما يكفي لتغذية 3.7 ملايين نسمة طوال شهر كامل.

وتابع وزير الخارجية: "كانت المطاحن قد تعرضت لقصف بقذائف الهاون من قِبل الميليشيات الحوثية وبتأكيدات محايدة من الأمم المتحدة، مما أدى إلى إحراق كمية من القمح المخزّن، كما أن تقرير اللجنة التي زارت المنشأة أكد أن مخزون القمح يحتاج إلى نقل بصورة عاجلة قبل أن يتعفن ويفقد صلاحيته للاستخدام الآدمي. وكبادرة حُسن نيّة؛ قامت الحكومة اليمنية بإبلاغ برنامج الغذاء العالمي في 26 فبراير 2019م باستعدادها للتعاون في إخراج كميات القمح عبر الطرق الآمنة في المناطق المحررة تحت سيطرة الجيش الوطني، لنقل الكميات وتوزيعها بحسب خطط البرنامج الإنسانية".

وجاءت هذه المبادرة بعد فشل كل من؛ الجنرال كومارت، وتلاه الجنرال لوليسغارد، في فتح ممر آمن عبر شارع الستين المعروف بشارع صنعاء لنقل المواد الإغاثية، بل قامت الجماعة الحوثية باستهداف حياة الجنرال كومارت واتهمته بتهمة (الارتزاق). وفي محاولة لإنقاذ الاتفاق ورفع الذرائع والأعذار الحوثية، وافقت الحكومة في 31 يناير، على طلب الأمم المتحدة بتغيير رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، والذي كانت له تصريحات قوية عقب مغادرة المنصب، وجه فيها الاتهام للميليشيات الحوثية بعرقلة الاتفاق.

وتساءل اليماني: "هل سيكون بمقدور السيد مارتن جريفيثس والجنرال لوليسغارد تنفيذ أي خطوة في اتفاق الحديدة، في الوقت الذي يرفض الحوثي فكرة الانسحاب التي يرتكز عليها اتفاق الحديدة، بل ويرتكز عليها مفهوم قرار مجلس الأمن رقم 2216، والذي يؤكد ضرورة انسحاب الميليشيات الحوثية وتسليم الأسلحة؟".
وأضاف: "وأمام هكذا تعنت ورفض من الطرف الحوثي، ماذا بقي لفرص السلام في اليمن بعد أن جرب المبعوث الخاص الخوض في تجربة الخطوات الصغيرة لبناء الثقة، والتي فشلت بسبب تصلب موقف الحوثيين ومن ورائهم إيران؟".

وقال: "إن سؤال السلام معقد في بلادي، لأن الدولة اليمنية المخطوفة مرهونة بقرار من طهران، ولأننا في الحكومة اليمنية قلناها علانية إن خيارات الحرب لن توصلنا إلى الحل السلمي المستدام للأزمة اليمنية، ولأننا آمنّا بأن لا حل عسكرياً لأزمة اليمن، وأننا لا نقبل بخيارات الفشل في تنفيذ اتفاقات ستوكهولم، ولأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أكد مراراً على مسامع كل من تباحث معه مؤخراً، أكد أن تنفيذ اتفاق الحديدة سيفتح الأبواب مشرعة للسلام المستدام في اليمن، وسيكون له أثر أحجار الدومينو على مجمل العملية السياسية، ولكن الأمل في الإشكال اليمني هو أن تقبل الميليشيات الحوثية بمبدأ وضع السلاح وعودة الدولة وإنهاء الانقلاب، والجلوس مع باقي اليمنيين لصياغة مستقبل لكل أبناء اليمن، في ضوء مخرجات الحوار الوطني لبناء دولة ديمقراطية اتحادية لكل اليمنيين تفتح مجالات أرحب للحوار والبحث عن أفضل الخيارات للعيش المشترك، فهل تقبل إيران بذلك؟".

ميدانياً تشهد الأوضاع تصعيداً واسعاً، مع إعلان التحالف السعودي الإماراتي، أمس الأول، بدء عملية استهداف جديدة لمواقع الحوثيين في صنعاء، طالباً من المدنيين عدم الاقتراب من المواقع المستهدفة حفاظاً على سلامتهم.
وتحلق طائرات التحالف بكثافة في أكثر من محافظة يمنية، وفي مقدمتها صنعاء والضالع، بالتزامن مع تكثيف الحوثيين هجماتهم في مختلف الجبهات.

في موازاة ذلك، شنّ الجيش اليمني، مساء السبت، قصفاً بالمدفعية استهدف تجمعات وتعزيزات لمليشيات الحوثيين متوجهة إلى دمت شمال الضالع قادمة من يريم وذمار.
وجاء ذلك بعدما شن الحوثيون هجوماً هو الأكبر منذ سنوات على مناطق شمال وغرب الضالع بحدود محافظة إب، من خلال أربع جبهات؛ هي: دمت، وحمك، والعود، والحشاء.

وتمكنت المقاومة والجيش من كسر الهجوم أكثر من مرة، والذي تجاوز 24 ساعة بشكل متواصل، وفشل فيه الحوثيون في إحراز أي تقدم يذكر.
كذلك تعرض الحوثيون لغارات مكثفة في تعز كبدتهم خسائر كبيرة، إذ استهدفت مقاتلات التحالف العربي، مساء أمس، بعدة غارات جوية، مواقع متفرقة لمليشيا الحوثيين في مديرية مقبنة غربي محافظة تعز، وأحبطت هجوماً للحوثيين أيضاً على مناطق قهبان والقوز.

ودمرت المقاتلات عربة تابعة للمليشيا كانت تقل عدداً من القيادات في مدخل جبل "العرف" بالقرب من مدينة البرح، فضلاً عن استهداف تجمعات لهم في وادي رسيان بنفس المديرية.
وفي البيضاء، لقي قيادي بارز في جماعة الحوثي مصرعه في غارات شنتها مقاتلات التحالف العربي واستهدفت تجمعات عسكرية.

وأكد مصدر ميداني يمني مصرع القيادي والمشرف الرئيسي لمواقع الحوثيين بمنطقة العرقوب في مديرية الصومعة المدعو أبو عيسى الشريف، مع عدد من المسلحين.
واستهدفت غارات التحالف، بحسب ما نقله الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع اليمنية، تجمعات للحوثيين كان القيادي الحوثي الصريع متواجداً بها، وأسفرت أيضاً عن إعطاب العديد من العربات التابعة للحوثيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى