«اتفاق السويد» كل ما يملكه جريفيثس من رصيد للسلام في اليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار

> عام خامس من الحرب.. هل سيستمر عجز التحالف عن الحسم؟

أربع سنوات على إطلاق عاصفة التي كانت بحسب العديد من المراقبين من أهم الخطوات الفعالة والناجحة التي كسرت شوكة إيران ومنعها بعدما جندت جماعة الحوثي لتنفيذ أنشطتها من السيطرة على كل اليمن، لكن رغم كل هذا فإن مهمة التحالف العربي تعترضها عدة عقبات وتحديات بسبب ضعف الشرعية اليمنية التي يقودها الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي من جهة وكذلك أطراف دولية تريد تمكين الحوثيين من البقاء في ميناء الحديدة، علاوة على الأدوار السلبية التي يتهم المبعوث الأممي مارتن جريفيثس بلعبها من منطلق حسابات خاصة.

اتفاق السويد ومن ضمنه هدنة الحديدة، هو كل الرصيد الذي حققه جريفيثس على مسار السلام في اليمن. ومع ظهور بوادر قوية لسقوط الهدنة وعودة سيناريو الحل العسكري سيكون الدبلوماسي البريطاني المخضرم قد استنفد حظوظه ولعب كلّ أوراقه في سبيل تحقيق اختراق ما في الملف الشائك والمعقّد.
وتقوم هذه الحسابات، التي قد يكون بعضها بريطانيا مرتبطا بمستقبل ميناء الحديدة، على تعويم الحوثيين وجعلهم في موقع الجهة السياسية الموازية لـ «الشرعية». لكن المصادر السياسية اليمنية شدّدت على أن ضعف «الشرعية» عائد أساسا إلى الإخوان المسلمين الذين يتحكمون بالقرار العسكري فيها.

وأوضحت أن تحكم الإخوان، الذين يمثلهم حزب التجمّع اليمني للإصلاح الذي يأتمر قسم منه بأوامر قطر وتركيا، كرس الجمود على جبهات عدّة. من بين هذه الجبهات جبهتا نهم ومأرب اللتان تؤثران على وضع صنعاء وجبهتا الحديدة وتعز.
لم تستطع الهدنة الهشّة المعلنة في مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن أن تصمد لفترة أطول من الزمن أمام كثافة التحرّش بها، في ظلّ انسداد أفق الحلّ السياسي للأزمة اليمنية وتعثّر تنفيذ الاتفاقات الملازمة لتلك الهدنة والتي تمّ التوصّل إليها في شهر ديسمبر الماضي إثر محادثات بين الفرقاء اليمنيين رعتها الأمم المتحدة في العاصمة السويدية ستوكهولم.

ونقلت وكالة رويترز أمس وأمس الأول عن مصادر عسكرية وسكان محليين القول إن طرفي الصراع في اليمن تبادلا نيران الأسلحة الثقيلة خلال الليل في الحديدة فيما سارعت الأمم المتحدة لمحاولة إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار سكان إلى أن الاشتباكات التي شهدتها الحديدة هي الأعنف منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في 18 ديسمبر الماضي.

وجاءت الاشتباكات مع إعلان الأمم المتحدة لاتفاق يحدد تفاصيل انسحاب متبادل للقوات من المدينة بموجب الهدنة المبرمة في ستوكهولم.
وقال سكان من الحديدة إن قوات الحوثيين المتحالفين مع إيران والقوات اليمنية المدعومة من التحالف بقيادة السعودية تبادلت القصف بالمدفعية وقذائف المورتر والصواريخ في وقت من مساء الأحد ووقت مبكر من صباح الإثنين حيث سمعت أصوات انفجارات في أنحاء المدينة.

وقال مصدر عسكري من الحكومة المعترف بها دوليا إن الحوثيين حاولوا المباغتة بالهجوم على قواتهم.. مشيرا إلى أنهم تمكنوا من صدهم. واتهم تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين، في المقابل، قوات الحكومة بقصف مواقعهم.
وطال القصف المناطق التي عادة ما تنشب فيها المعارك في الحديدة وهي حي السابع من يوليو الذي يقع على بعد أربعة كيلومترات من الميناء وعلى الأطراف الجنوبية حيث يحتشد الآلاف من الجنود المدعومين من التحالف.

وقال مسؤول في القوات الحكومية لوكالة فرانس برس إن المواجهات اندلعت مساء الأحد في الجزء الشرقي من المدينة واستمرت لساعات.
وخلّفت الاشتباكات خسائر مادية وبشرية حيث قتل خمسة عناصر من المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة اليمنية.

ويضع سقوط هدنة الحديدة وتوقّف محاولات تنفيذ اتفاقات ستوكهولم، مسار السلام الذي يحظى بدعم إقليمي ودولي، وتحاول الأمم المتحدة تحريكه، في مأزق كبير، كما يضع اليمن على طريق تواصل الحرب بكلّ ما تحدثه من خسائر وما تسبّبه من معاناة لشعبه.
ويربط متابعون للشأن اليمني تعثّر مسار السلام في اليمن بعدم فاعلية أسلوب المبعوث الأممي مارتن جريفيثس الدبلوماسي البريطاني المخضرم، الذي بدا مبالغا في سياسة النفس الطويل وفي المرونة والافتقار إلى الحزم خصوصا إزاء الحوثيين المدعومين من إيران والذين يحمّلهم أكثر من طرف محلّي وإقليمي ودولي مسؤولية تعثّر تنفيذ اتفاقات السويد بشأن الحديدة والتي كانت ستشكّل، بحسب المراقبين، مدخلا مناسبا لمسار سلمي أشمل فيما لو تمّ تنفيذ ما نصّت عليه بحسن نيّة.

ويتّهم خصوم الحوثيين الجماعة التي تطلق على نفسها تسمية «أنصار الله» بالارتباط بالأجندة الإيرانية، وهو ما يمنعها من الاستجابة لجهود السلام طالما أن إغلاق الملف اليمني وعودة الاستقرار إلى اليمن لا يخدم تلك الأجندة.
وكثيرا ما جلب الموقف المتساهل لجريفيثس من الحوثيين، ومعاملته لهم على قدم المساواة مع الحكومة المعترف بها دوليا، الانتقادات للمبعوث الأممي الذي لا يتردّد البعض في اتهامه بالعمل على تنفيذ أجندة البلد الأصلي الذي ينتمي إليه وهو بريطانيا التي قد تكون معنية بلعب دور ما في اليمن عبر التدخّل غير المباشر في الصراع الدائر بين فرقائه.

والأسبوع الماضي أعلن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس عن تحقيق «تقدم ملموس» نحو الاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار في الحديدة، طبقا لاتفاق السويد، موضّحا في بيان أنّه سيتم عرض التفاصيل الفنية على الطرفين في لجنة تنسيق إعادة الانتشار للتصديق عليها.
توقف مسار السويد سيكون آخر اختبار لمقاربة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس ولسياسة النفس الطويل التي يسلكها.

وذهب مكتب جريفيثس بعيدا في تفاؤله، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تأمل أن يُمهد «هذا التقدم» الطريق نحو التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن.
غير أنّ جماعة الحوثي أعلنت على لسان محمد علي الحوثي، رئيس ما يعرف باللجنة الثورية العليا، أنّها لن تتخلى عن مدينة الحديدة، واصفة الانسحاب من المدينة التي تحوي ميناء إستراتيجيا بـ«الأمر المستحيل».

وأعلنت الأمم المتحدة في فبراير الماضي موافقة الأطراف اليمنية على تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار في الحديدة. وتنص هذه المرحلة على انسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى غربي البلاد، مقابل انسحاب القوات الحكومية من الضواحي الشرقية للحديدة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى