>  يحمل المبعوث الأممي مارتن جريفثس في جعبته هذه المرة عدداً من الأفكار التي يأمل أن تؤدي إلى موافقة الحوثيين على اتفاق الحديدة بشأن إعادة الانتشار بموانئها في المرحلة الأولى بموجب خطة الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد.
رئيس الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار اللواء صغير بن عزيز عرج أمس قائلا «معروف عن ميليشيات الحوثي أنها لم تخرج من أي منطقة احتلتها إلا بالقوة»، ويتساءل: «هل سمعتم أنهم خرجوا من موقع واحد بصلح أو اتفاق؟».
وذكرت مصادر ملاحية في صنعاء أن جريفثس وصل أمس الأول إلى المطار على متن طائرته الأممية دون أن يدلي بأي تصريحات، وكان في استقباله موظفون حوثيون في وزارة خارجية الانقلاب في الحكومة غير المعترف بها.
وكان من المفترض أن يصل جريفثس إلى صنعاء السبت الماضي، إلا أن عراقيل متعلقة بطائرته الأممية أخّرت رحلته إلى يوم أمس الأول، بحسب ما أفادت به مصادر أممية في وقت سابق.
وإذا ما نجحت المساعي الأممية في إقناع الحوثيين بالبدء في عملية إعادة الانتشار، فإن ذلك سيكون مقدمة للشروع في تنفيذ الجزء الثاني من الخطة الأممية التي تتعلق بإعادة الانتشار من ميناء الحديدة والمدينة نفسها، مع إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية والإدارية وتطبيع الأوضاع تحت إشراف أممي.
وتتهم الحكومة والقوات الموالية لها الحوثيين باستمرار التصعيد الميداني، بما في ذلك قيامها أخيراً بقصف مكان اجتماعات لجنة إعادة تنسيق الانتشار والفريق الحكومي في «مجمع إخوان ثابت» شرقي المدينة، إلى جانب قيامها بإطلاق النار وعرقلة مرور موظفي برنامج الأغذية العالمي إلى مخازن القمع في مطاحن البحر الأحمر.
ويوم أمس، أفادت القوات الحكومية باستمرار التصعيد الحوثي في أكثر من منطقة من مناطق الحديدة الساحلية عبر القصف بمختلف أنواع الأسلحة وعبر ترهيب سكان الحديدة في الأحياء الجنوبية.
وأضاف المركز في بيان رسمي: «استخدمت ميليشيات الحوثي في عمليات الاستهداف والقصف على مواقع العمالقة مختلف أنواع القذائف والأسلحة المتوسطة والرشاشة في مديرية حيس ومناطق التحيتا والجبلية».
ويعتقد ناشطون وعسكريون موالون للحكومة الشرعية، أن مساعي الأمم المتحدة مضيعة للوقت وحسب، إذ إن الجماعة الحوثية لم يسبق لها الالتزام بأي اتفاق قطعته من قبل، وإن كل ما في الأمر أنها تسعى إلى إطالة أمد الحرب والاستفادة القصوى من وجودها في الحديدة لجني الأموال.
ونسبت وكالة «سبأ» إلى اليماني قوله إن «مجلس الأمن والمجتمع الدولي ملزمون لممارسة المزيد من الضغط على الطرف الحوثي للانصياع، وتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها برعاية المجتمع الدولي، وهذا ما أكده خلال الاجتماع الأخير لسفراء الدول الراعية للسلام، لأن الحكومة اليمنية لا تقبل بالفشل كخيار تفرضه ميليشيات الحوثي في الحديدة».
وفي حين تعتبر الدوائر الأممية والغربية أن تأخر تنفيذ إعادة الانتشار في الحديدة لا يزال في مجراه الطبيعي، بسبب كمّ التعقيدات الميدانية، يسعى المبعوث الأممي مارتن جريفثس إلى ممارسة الضغوط على الحكومة وعلى الحوثيين لإنجاح الاتفاق الذي يرى فيه كثير من الناشطين اليمنيين أنه «وُلِد ميتاً».
ودارت، بحسب المصادر، مواجهات عنيفة اندلعت بين قوات الجيش وعناصر حوثية متسللة أسفرت عن تدمير مدرعة وعربة قتالية وإجبار مسلحي الحوثي على التراجع والفرار، وفق ما ذكره الموقع الرسمي للجيش.
إلى ذلك، استهدف الحوثيون وبشكل مكثف الأحياء السكنية المكتظة بشارع صنعاء شرق المدينة التي سبق أن حررتها قوات الجيش الوطني، وتتمركز عند أطرافها.
وبحسب المركز، فقد قصفت الجماعة مواقع العمالقة بالدبابات وبالمدفعية الثقيلة وبقذائف الهاون ومدفعية الهاوزر، بالتزامن مع الهجوم على المواقع بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وبالأسلحة الرشاشة والقناصات.