بسبب الحرب.. صراع جديد بين داعش والقاعدة في اليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار

> رجحت صحيفة «واشنطن بوست» أن نهاية تنظيم داعش في سوريا قد يجعل الأراضي اليمنية ساحة لتحركات التنظيم لينافس تنظيم القاعدة هناك.
وعلى الرغم من انهيار تنظيم داعش الإرهابي في العراق والشام إلا أن حرب اليمن الدائرة رحاها منذ حوالي 4 سنوات جعلته يغير بوصلته نحو اليمن ليبدأ صراعا موازيا للحرب مع تنظيم القاعدة.

ويعاني اليمن من أربع سنوات كاملة منذ أن أطلَّ التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمنيين بمقاتلاته الجوية ليلة الـ26 من مارس 2015، في عملية «عاصفة الحزم» لتحقيق أهداف معلنة، في مقدمتها كسر انقلاب ميليشيا الحوثي وصالح واستعادة شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، والحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله.
وتحوَّل مسمى «عاصفة الحزم» إلى «إعادة الأمل»، والحوثي فتك بحليفه صالح وأجهز على حياته، والتحالف العربي تفكك ليقتصر على السعودية والإمارات فقط، والشرعية لم تعد تناضل للعودة إلى صنعاء بل إلى عدن، واليمن الواحد بلغة الواقع أصبح مشروعاً لـ «دويلات متشظية»، والأرض أصبحت مطمعا لا لبعض الدول الإقليمية فقط وإنما للتنظيمات الإرهابية.

انهيار أمني
وعادة ما تستغل التنظيمات الإرهابية الانهيار الأمني لتتوغل في تلك المناطق التي تعاني الصراعات من أجل فرض نفسها من وبث سمها في هذه المجتمعات.
وقُتل في الحرب نحو 10 آلاف شخص، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، في حين تقول منظمات حقوقية مستقلة إن عدد القتلى الفعلي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.

وأرجعت «واشنطن بوست» مثل هذه الفرضيات ترجيح الصراع بين التنظيمين إلى الحرب التي يخوضها التحالف العربي (منذ العام 2015) وأيضاً للدعم الذي قدمه ذلك التحالف لجهات تعمل لصالح القاعدة كجماعة الإخوان المسلمين المتمثلة بحزب الإصلاح، وهو ما أغضب «داعش» وأدخله في صراع مع القاعدة بعد أن كانوا متوحدين لقتال ميليشيات الحوثيين المدعومين من إيران.
ولفتت إلى أن «داعش» والقاعدة باتا اليوم في سباق لبسط السيطرة والنفوذ على مناطق عديدة في اليمن، خاصة تلك التي تعتبر غير مسيطر عليها من أحد.

معاناة كبيرة
بدوره قال الناشط اليمني سعيد المحسن «إن الحرب في اليمن تسببت في معاناة كبيرة للشعب، واتضح جليا الآن أن الحرب هي السبب الرئيسي لنشاط تنظيم القاعدة، وكذلك تنظيم داعش الذي هزم في بلاد الشام والعراق».
وأضاف أن «التنظيمات الإرهابية انتهزت فرصة الصراع المسلح في اليمن والحرب الدائرة وعدم قدرة التحالف على حسم المعركة، وبدأت تلك التنظيمات في التوغل في اليمن لأنها رأت أنه بيئة صراع».

وأوضح أن «اليمن الآن أصبح لقمة سهلة ومطمعا لدول محلية وإقليمية وحتى للتنظيمات الإرهابية التي جاءت لتزيد معاناة الشعب اليمني الذي يدفع وحدة فاتورة الحرب دون مراعاة من كل أطرافها الذين لا ينظرون إلا لمصالحهم الشخصية».

حرب دعائية
وميدانيا وفي محافظة البيضاء اليمنية تتجدد الاشتباكات من وقت لآخر بين القاعدة و «داعش» ويرافقها حرب دعائية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يسعى كلا الجانبين لكسب المزيد من الأتباع والمقاتلين.
وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت حدة القتال عندما هاجم «داعش» مواقعا للقاعدة بواسطة انتحاريين بينهم مواطن صومالي، فقتل وجرح 10 مقاتلين بمن فيهم قادة، ليرد تنظيم القاعدة بمهاجمة قواعد تابعة لتنظيم الدولة.

وتشير الإحصائيات إلى أن ثلثي هجمات القاعدة في شبه الجزيرة العربية موجهة ضد تنظيم الدولة، وأقل من ربع تلك النسبة شنته ميليشيات تابعة للإمارات تقاتل القاعدة في جزيرة العرب، في حين أن 15 % فقط من الهجمات استهدف الحوثيين.
ومع نهاية «داعش» في سوريا والعراق فإن التنظيم بات معنياً أكثر بالبحث عن مواقع جديدة، حيث كان اليمن الذي يشهد حرباً منذ العام 2015 مكاناً مناسباً لظهور التنظيم الذي لا يبدو أنه يجد ترحيباً من قبل السكان المحليين إذ ينظرون إليه على أنه وحشي ومتعجرف للغاية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى