أهداف عسكرية وراء حملة الحشد الشعبي ضد خصومه في تعز

> «الأيام» غرفة الأخبار

> اعتبر مراقبون أن عودة حزب الإصلاح الإخواني إلى إشعال المواجهات داخل مدينة تعز دليل واضح على أن الحملة العسكرية التي دشنّها الحزب قبل أسابيع ضدّ خصومه، ليست مجرّد عمل تكتيكي.
وأكد هؤلاء أن هدف حملة حزب الإصلاح هو السيطرة الكاملة على مدينة تعز ذات الوزن والموقع الاستراتيجيين في إطار عملية إعادة تموضع في اليمن تحاول جماعة الإخوان المسلمين إتمامها بدعم قطري، وفي إطار صراع يتجاوز حدود البلد بحدّ ذاته إلى المنطقة ككلّ.

وكان حزب الإصلاح قد دشّن منذ أسابيع حملة عسكرية من أجل السيطرة على تعز مستهدفا أكبر خصومه هناك وفي مقدّمتهم كتائب (أبو العباس)، وهو فصيل من المقاومة السلفية منخرط في جهود تحرير المناطق اليمنية من الحوثيين بقيادة عادل عبده فارع الملقب بأبي العباس.
وخاض الإخوان حملتهم داخل المناطق السكنية في تعز ما يفسّر سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، إضافة إلى الخسائر المادية في الأبنية والممتلكات.

وقالت مصادر مطلعة على ملف الأزمة في تعز إن الميليشيا التابعة لحزب الإصلاح التي تحمل اسم «الحشد الشعبي» مموّلة بسخاء من قبل قطر، وتمّ تعزيزها مؤخرا بالمزيد من المقاتلين والأسلحة لتكون القوّة الضاربة للحزب في المحافظة ذات الوزن السكّاني الكبير والموقع الاستراتيجي المطلّ على مضيق باب المندب.
وإلى جانب المواجهات التي يشعلها الإخوان من وقت إلى آخر بهدف السيطرة على مدينة تعز، يفرض المتمردون الحوثيون حصارا على المدينة منذ نحو خمس سنوات ويقاتلون القوات الحكومية التي تسيطر عليها. وتقول دوائر يمنية إن جماعة الإخوان المسلمين قد عقدت صفقة مع المتمردين الحوثيين برعاية قطرية لتوحيد جهودهما في مواجهة بقية القوى اليمنية التي تدعمها قوات التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية والتي تقودها المملكة العربية السعودية.

وتعد تعز واحدة من المحافظات المهمّة بالنسبة للحوثيين نظرا لموقعها الاستراتيجي وهو ما يفسر تشبثهم بها.
فيما يقول مراقبون إن الأزمة القائمة في مدينة تعز أكبر شاهد عملي على الدور السلبي لحزب الإصلاح الإخواني المسؤول عن تأخّر فكّ الحصار الحوثي عن المدينة. وخلال الأسابيع الماضية قتل سبعة أشخاص على الأقل في تعز نتيجة المواجهات المسلحة والعنيفة التي عاشتها المدينة.

وقتل في النزاع بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على البعض من مناطق البلاد بينها صنعاء، نحو عشرة آلاف شخص منذ العام 2015، بحسب منظمة الصحة العالمية. ويعتبر مسؤولون في المجال الإنساني أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.
وكانت لجنة وساطة حكومية في مدينة تعز نجحت في إخماد موجة جديدة من المواجهات المسلحة في أحياء المدينة القديمة استمرت عدة أيام بين قوات أمنية محسوبة على حزب التجمع اليمني للإصلاح، وأخرى على تيار السلفيين بقيادة العقيد عبده فارع المعروف بـ«أبو العباس».

وأدت المواجهات التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة إلى مقتل وجرح العشرات بينهم مدنيون -بحسب ما أفادت به مصادر طبية- قبل أن تنجح اللجنة في نزع فتيلها.
وبحسب مصدر في لجنة الوساطة التي يقودها القيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» الشيخ عارف جامل، قضى الاتفاق على خروج نحو 500 مسلح من كتائب (أبو العباس) السلفية المحسوبة على اللواء 35 مدرع إلى جبهة «الكدحة» في مديرية المعافر جنوب غربي تعز، مع تولي قوات اللواء الخامس حرس رئاسي بقيادة العميد عدنان زريق تأمين عملية الانسحاب وتأمين أحياء المدينة التي شهدت المواجهات.

ولاقى نزع فتيل الأزمة المسلحة ارتياحاً كبيراً بين سكان تعز وقيادة الأحزاب التي رحب أمس بانتهاء المواجهات وخروج مسلحي أبو العباس من وسط المدينة الذين قالوا في بيان إنه تم الاعتداء عليهم من قبل ما أسموه قوات الحشد الشعبي التابعة لحزب الإصلاح، وهو ما ينفيه الأخير، مؤكداً أن القوات الأمنية تتبع أجهزة الدولة الرسمية.
وكان محافظ تعز نبيل شمسان غادر مدينة تعز بعد نحو أسبوع من وصوله إليها حيث استقر به المقام في عدن، وسط أنباء سربها مقربون منه أنه يواجه تمرداً من القيادات الأمنية والعسكرية التي رفضت توجيهاته أكثر من مرة بوقف العملية الأمنية التي تستهدف قوات أبو العباس المرابطة وسط المدينة.

وتقول القوات الأمنية المحلية إن الحملة التي تستهدف مطلوبين متهمين في تنفيذ اغتيالات بحق قوات الأمن والجيش انطلقت بتوجيه من المحافظ في البداية، غير أن توجيهاً آخر تابعته «الشرق الأوسط» كان أمر بوقف الحملة الأمنية حقناً لدماء المدنيين، على أن يتم إلزام كتائب أبو العباس بتسليم المطلوبين.
ويتهم ناشطون حزبيون في تعز حزب «الإصلاح» بأنه يحاول أن يستأثر بالقرار الأمني والعسكري في المدينة تحت غطاء الدولة ومؤسساتها، فيما يتهم الموالون للحزب كتائب أبو العباس المحسوبة على قوات اللواء 35 مدرع الذي يقوده العميد عدنان الحمادي بأنهم يحاولون تشكيل إمارة خاصة بهم في وسط المدينة خارجة عن سلطات الأمن الرسمية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى