الزبيدي: لا يتحقق التقارب والتلاحم الجنوبي إلا بالحوار الهادف

> عدن «الأيام» خاص

>
بن بريك: من يريد باب اليمن فليذهب للحوثيين ومن يريد الأقاليم عليه بالشرعية
الممثل الأممي: يجب أن يشمل الحوار كافة القوى الجنوبية

استحقاق سياسي
قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، الحوار الجنوبي الجنوبي الذي دُشن، أمس، بالعاصمة عدن يسعى إلى إيجاد لحمة وطنية جنوبية قادرة على مواجهة التحديات، ويعزز آليات التعامل مع المستجدات السياسة والعسكرية.


وأكد أن من شأن التلاحم الجنوبي أن يسهل التعامل مع «التحديات الماثلة في حجم الاعتداءات على الأراضي التابعة للدولة والمواطنين، والفساد الإداري وسوء الخدمات والغلاء المعيشي، وهو ما يتطلب الوقوف خلف مبادرة المجلس الانتقالي كمظلة وطنية قوية وجامعة لمواجهة كافة التحديات».

كلمة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي في اللقاء
كلمة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي في اللقاء

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في جلسة افتتاح الحوار الجنوبي، الذي بدأ أمس، في فندق كورال بالعاصمة عدن.

واستهل الزبيدي كلمته قائلا: «اسمحوا لي بداية أن أعبر عن بالغ سعادتي بلقائكم هذا وحضوركم الوطني، الحضور الذي أرى من خلاله الوطن الجنوبي العظيم، فالجميع حاضر هنا، المرأة، والشباب، والأكاديميون، والسياسيون، والدبلوماسيون، والعسكريون، المجتمع بكل شرائحه وأطيافه وتوجهاته. أنتم اليوم تعكسون صورة الجنوب الذي يجب أن نحافظ على صورته المُشرّفة والكاملة بحضور الجميع، فنحن لا نريد لأي أحد أن يغيب».


وأضاف: «كما يطيب لي أن أعبر لكم عن فائق التقدير لتلبيتكم الدعوة وحضوركم هذه الفعالية التدشينية التي يعلن فيها المجلس الانتقالي الجنوبي إطلاق المرحلة الثانية للحوار الجنوبي، تأكيداً على إيماننا جميعا، نحن وأنتم وكل الشرفاء، على الساحة الجنوبية بأهمية الحوار البناء والهادف، الذي يحقق التقارب والتآخي والتلاحم الوطني الذي نسعى إليه ويحتاجه شعبنا ووطننا».


وتابع: «عندما أطلقنا دعوتنا للحوار الجنوبي في مطلع مايو من العام المنصرم 2018م، كنا على يقين تام بأن حرصكم على الجنوب وقضيته العادلة سيدفعكم إلى المشاركة الفاعلة في هذا الحوار، وكنا واثقين من أن مشاركتكم الفاعلة ستنقلنا جميعاً إلى ظروف سياسية أفضل، وستنقل قضيتنا الوطنية إلى مرحلة متقدمة، واليوم نحن واثقون أن هذه العملية ستكون إنجازاً وطنياً سيحفظه التاريخ لنا جميعاً، فنحن اليوم إنما نحافظ على تضحيات الجنوبيين ونصون مكتسباتهم وإنجازاتهم ونضمن لهذا الوطن وهذا الشعب الصابر مستقبلاً آمناً، وليكن ذلك ما يجمعنا».


وأردف: «لقد قطعنا في المرحلة الأولى شوطاً كبيراً، التقينا فيه بمختلف الشرائح والمكونات الوطنية السياسية والاجتماعية. الجميع يحملون مشروع الدولة الجنوبية كاملة السيادة، واستعادة الحقوق السياسية غير المنقوصة، واستمعنا في هذه المرحلة إلى آراء ووجهات نظر كثيرة، ذهبنا بأنفسنا إلى من لا يستطيع المجيء إلينا كما وعدنا، واستقبلنا الآخرين، حتى أصبحنا جميعاً في مربع واحد، متقاربين أكثر من أي فترة سابقة، فلنحافظ على هذا التقارب من خلال المشاركة بفاعلية وإيجابية في المرحلة الثانية من الحوار والتي ندشنها في هذا اليوم المُبارك».

ومضى الزبيدي قائلا: «إنه ومع تعاظم التحديات، وتزايد حجم المؤامرات التي تستهدف وجودنا وهويتنا وقضيتنا وجغرافيتنا، تتعاظم الحاجة لتعزيز وحدة الصف الجنوبي، بما يقوي جبهتنا الداخلية، ويسرّع عملية الوصول إلى هدفنا السامي والمشروع، وغايتنا النبيلة المنشودة والمتمثلة في استعادة دولتنا الجنوبية الحرّة».


وأكد أنه «من هذا المنطلق تكمن أهمية بدء المرحلة الثانية من الحوار الجنوبي الذي يطلقه المجلس الانتقالي الجنوبي للوصول، من خلاله مع كل القوى الجنوبية الحرة وكل المناضلين، إلى لحمة وطنية جنوبية قادرة على مواجهة التحديات، وكذلك بما يعزز آليات التعامل مع المستجدات السياسة، وكذلك المستجدات على الأرض خاصة فيما يتعلق بالوضع العسكري في الجبهات، ناهيك عن التحديات الماثلة في حجم الاعتداءات على الأراضي التابعة للدولة والمواطنين، والفساد الإداري وسوء الخدمات والغلاء المعيشي وهو ما يتطلب الوقوف خلف مبادرة المجلس الانتقالي كمظلة وطنية قوية وجامعة لمواجهة كافة التحديات».


وقال: «إن الجنوب ملك لكل بناته وأبنائه، لذلك فإن الأهداف التي يحملها المشروع الوطني للمجلس الانتقالي الجنوبي ستتحقق بمشاركة الجميع، مشاركة حقيقية على كل المستويات بدءاً بصناعة القرار ومروراً بتنفيذه وانتهاء بتقييمه، في كل مؤسساتكم الوطنية، لذا فإن التفاهم هو أساس الانطلاقة في هذه المرحلة، والمشاركة الإيجابية هي المضمون الذي سنكون، من خلالها، أقوى وأكثر تماسكاً في ختام هذه المرحلة من هذا الحوار».

وجدد التأكيد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي «منفتح على الجميع، ويمد يديه للجميع، ولن يضيق بأي طرح، وسيرحب بأي رأي طالما كان في مضمونه وغايته ما يخدم تطلعات شعبنا ويحقق أهدافه في الحرية والاستقلال والعيش بسلام وأمان».


وقال: «يتزامن انطلاق المرحلة الثانية من الحوار الجنوبي مع تصعيد ميليشيات الحوثي على مختلف الجبهات مع الجنوب، في موازاة حالة من التآمر الذي تقود تفاصيله القوى الزيدية السياسية بشقيها الحوثي والإخواني، في مشهد لا يخفى على أحد، تقوم من خلاله جماعة الإخوان تحت مظلة الشرعية بإيقاف جبهاتهم العسكرية المزعومة مع الحوثيين، ومن ثم تسليم المعسكرات والمناطق المحاذية للجنوب إلى جماعة الحوثي».

وأضاف: «هذه التفاهمات التي تشكل تهديداً حقيقياً للجنوب، وتهديداً للمشروع العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، ينبغي أن تكون دافعاً وحافزاً لنا جميعاً من أجل تعزيز جبهتنا الداخلية ومواجهة هذه التحديات بكل الوسائل والسُبل المتاحة».

وتابع: «اليوم يسطرون أبطالنا وبدعم سخي من الأشقاء في التحالف العربي، انتصارات عظيمة، ويقدمون تضحيات غالية من دمائهم وأرواحهم في مختلف جبهاتنا العسكرية، وبالتالي فإن الواجب المُلقى على عاتقنا أن نكون في مستوى تضحياتهم وأن نقدم بدورنا التنازلات في سبيل الوصول إلى موقف جنوبي موحد يحقق حلم شعبنا ويستعيد لهذا الوطن مجده وهويته».

وزاد قائلا: «نقف بكل إمكانياتنا مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا بالنسبة لنا موقف ثابت، ينطلق من حرصنا على أمن المنطقة وعروبتها وهويتها ومستقبلها السياسي، وهذا لا يتعارض أبداً مع مشروعنا الوطني في الجنوب، مشروعنا الذي يعكس تطلعات شعبنا وطموحه المشروع».


وتابع: «إننا نقف اليوم أمام استحقاق سياسي يحتم علينا أن نكون متماسكين، وأن نسير بوعي سياسي كبير، وإدراك كامل لكل الملفات والقضايا العالقة، آخذين بالضرورة معرفة التوازنات في المنطقة وفي العالم، والعوامل الأخرى التي نضمن من خلالها تعزيز مكانتنا السياسية وضمان تقدمنا إلى الأمام حتى تحقيق المشاركة الفاعلة في العملية السياسية في ملف الأزمة تحت رعاية الأمم المتحدة والدول الراعية للعملية السياسية، مشاركة يكون لنا فيها مساحتنا التي نضمن من خلالها إنفاذ إرادتنا الوطنية الكاملة وتحقيق أهدافنا المشروعة».

واختتم: «لا أطيل عليكم، وكل ما أساله من الله، في هذا اليوم، أن يكون التوفيق حليفكم، فالوطن ينتظر منكم الكثير، والشعب يعول عليكم الكثير، فكونوا على قدر من المسؤولية، ونستغل هذه الفرصة لنهنئكم بقدوم شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا جميعاً بالخير وعلى الوطن بالأمن والسلام والاستقلال والريادة».

تداعيات خطيرة
وكان اللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية رئيس لجنة الحوار، افتتح الجلسة بكلمة أشار فيها إلى أن الوطن الجنوبي يمر بمرحلة صعبة وتداعيات خطيرة ومتسارعة ومشهد سياسي مُعقد يفرض علينا فتح باب الحوار مع كل الأطياف والمكونات المجتمعية بمختلف توجهاتها داخل الجنوب وخارجه، لترجيح كفة ميزان العقل في توحيد الخطاب السياسي تحت قيادة سياسية واحدة تقود شعب الجنوب نحو تحقيق هدف استعادة الدولة الجنوبية.

بن بريك: من يريد باب اليمن فليذهب للحوثيين ومن يريد الأقاليم عليه بالشرعية
بن بريك: من يريد باب اليمن فليذهب للحوثيين ومن يريد الأقاليم عليه بالشرعية

ودعا اللواء بن بريك الجميع إلى العمل معاً لتحقيق هدف استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، وترك الخلافات والاختلافات والصغائر والالتفات نحو القضية الكبرى.


وقال بن بريك: «كلنا نؤمن باستعادة الدولة والاستقلال، وقلنا منذ البداية من يريد الستة الأقاليم عليه بالشرعية، ومن يريد باب اليمن فليذهب إلى الحوثيين، أما من يريد الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية فليكن معنا في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الجنوب للمرة الثالثة بغرض إركاعه، وبغرض أن يذل الجنوبيين حتى يظلوا تحت أقدام مجموعة أو حفنة، للأسف لم نعرفهم ولن نعرفهم بالمستقبل، لكن أقول باسمكم وباسم كل جنوبي حر وباسم الشهداء الذين سقطوا في كل مديرية وفي كل مدينة وفي كل بيت من أرض الجنوب، أقول والله لن نسمح بإعادة احتلال الجنوب مرة أخرى».


ترحيب أممي
مدير مكتب المبعوث الأممي، مروان علي، أشاد، من جانبه، بدعوة المجلس الانتقالي للحوار الجنوبي، داعياً إلى أن يشمل الحوار كافة القوى السياسية الجنوبية.

الممثل الأممي: يجب أن يشمل الحوار كافة القوى الجنوبية
الممثل الأممي: يجب أن يشمل الحوار كافة القوى الجنوبية

وأبدى استعداد الأمم المتحدة لدعم الحوار الجنوبي الذي أطلقته الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي، متمنياً نجاح هذا الحوار وتحقيق أهدافه بما يعزز من تلاحم القوى الجنوبية وتماسكها لتكون فاعلة في مسار العملية السياسية.

ضرورة الرؤية المشتركة
ومن ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الجنوبي الأسبق، د.عبدالعزيز الدالي، في كلمة له عن الدبلوماسيين الجنوبيين، اعتبر إطلاق الحوار إدراكاً صائباً للمرحلة السياسية التي يمر بها الجنوب، واستشعاراً «بالمسؤولية الملقاة على عاتق كل القيادات لاتخاذ الموقف الضروري والمطلوب لمواجهة المخطط الخطير المعلن عنه والمخفي أيضا ضد الجنوب».


وأكد الدالي، في كلمة ألقاها في جلسة افتتاح الحوار أن «هدف الجنوبيين لن يتحقق إلا في وحدة الصف والرؤية المشتركة لكل المكونات السياسية».

وقال: «لن نستطيع مواجهة ومجابهة السياسية العدوانية الحالية تجاه الجنوب التي لم تترجل بعد إلا بموقفنا الموحد داخلياً».

وأضاف: «إن المحاولات الدؤوبة في عام 1994م وعام 2015م والحالية لمحو الجنوب من خارطة المنطقة والعالم لن تنجح بمشيئة الله وستبوء بالفشل الذريع، وسيظل علم الجنوب، الذي استشهد تحت ظلاله آلاف الشهداء المناضلين، يرفرف عالياً شامخاً غير قابل للانحناء والانكسار».


وتابع: «لقد مثلت زيارة الأخ المناضل عيدروس الزبيدي لكل من بريطانيا وروسيا الاتحادية، بدعوة من البرلمان البريطاني ووزارة الخارجية الروسية، اختراقاً دبلوماسياً كبيراً واعترافاً بالمجلس الانتقالي والقضية الجنوبية وجاءت كنتيجة طبيعية ومنطقية لسيطرة الانتقالي على الأرض».

وأردف: «أود بهذه المناسبة وباسم الكادر الدبلوماسي الجنوبي أن أتقدم بالشكر لدعوتنا لهذا اللقاء الهام، ونؤكد من هذا المنبر أن النشاط الدبلوماسي من الخارج هو انعكاس للصورة من الداخل، فبقدر توحد الموقف والرؤى داخلياً يعطي ذلك زخماً قوياً لنشاط الدبلوماسية خارجياً».

واختتم: «أتوجّه بالتحية والشكر لكل دول التحالف العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على الدعم والمساعدة. تحية إجلال لكل الشهداء الذين روت دماؤهم هذه الأرض دفاعاً عن الحق وضد العدوان على الجنوب، تمنياتنا بالشفاء العاجل لكل الجرحى الأبطال، النصر لكل البواسل من ساحات الدفاع عن الأرض والكرامة. وفي الأخير أقول ليس هناك بديل للحوار إلا مزيد من الحوار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى