من بستان النبوّة

> إعداد/ هاشم الخضر السيّد

> عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان». رواه البخاري ومسلم.

الشرح
وأول هذه الأركان وأعظمها : كلمة التوحيد بطرفيها: «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»، فهي المفتاح الذي يدخل به العبد إلى رياض الدين، ويكون به مستحقاً لجنات النعيم، أما الطرف الأول منها «لا إله إلا الله» فمعناه أن تشهد بلسانك مقرا بجنانك بأنه لا يستحق أحد العبادة إلا الله تبارك وتعالى، فلا نعبد إلا الله، ولا نرجو غيره، ولا نتوكل إلا عليه.
أما شهادة أن محمداً رسول الله، فتعني أن تؤمن بأنه مبعوث رحمة للعالمين، بشيراً ونذيراً إلى الخلق كافة، ومن مقتضى هذه الشهادة أن تؤمن بأن شريعته ناسخة لما سبقها من الأديان؛ ولذلك أقسم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: « والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار ) رواه مسلم. ومن مقتضاها أن تؤمن وتعتقد أن كل من لم يصدّق بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتّبع دينه، فإنه خاسر في الدنيا والآخرة.

الركن الثاني: إقامة الصلاة المفروضة على العبد، فالصلاة صلة بين العبد وربه، ومناجاة لخالقه سبحانه، وهي الزاد الروحي الذي يطفئ لظى النفوس المتعطشة إلى نور الله، فتنير القلب، وتشرح الصدر.
وثالث هذه الأركان: إيتاء الزكاة، وهي عبادة مالية فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده، طهرة لنفوسهم من البخل، ولصحائفهم من الخطايا، كما أن فيها إحسانا إلى الخلق، وتأليفا بين قلوبهم، وسدا لحاجتهم، وإعفافا للناس عن ذل السؤال.

الركن الرابع: صيام رمضان، وهو موسم عظيم، يصقل فيه المسلم إيمانه، ويجدد فيه عهده مع الله، وهو زاد إيماني قوي يشحذ همته ليواصل السير في درب الطاعة بعد رمضان، ولصيام رمضان فضائل عدّة، فقد تكفل الله سبحانه وتعالى لمن صامه إيمانا واحتسابا بغفران ما مضى من ذنوبه، وحسبُك من فضله أن أجر صائمه غير محسوب بعدد.
أما خامس هذه الأركان: فهو الحج إلى بيت الله الحرام، وقد فرض في السنة التاسعة للهجرة، وقد فرضه الله تعالى تزكية للنفوس، وتربية لها على معاني العبودية والطاعة، فضلاً على أنه فرصة عظيمة لتكفير الذنوب، فقد جاء في الحديث: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه» رواه البخاري ومسلم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى