قصة صحابي: عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه «غُلَيِّمٌ مُعَلَّمٌ»

> إعداد/ هاشم الخضر السيّد

>
هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، يُكنَّى أبا عبد الرحمن.

قصة إسلامه
يُعدّ من أوائل الذين اعتنقوا الإسلام؛ حيث إنَّه يُعتبر سادس ستَّةٍ في الإسلام، ويُخبرنا عبد الله بن مسعود عن سبب إسلامه فيقول: كنت أرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط، فمرَّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فقال: «يَا غُلَامُ، هَلْ مِنْ لَبَنٍ؟». قال: قلت: نعم، ولكنِّي مؤتمن. قال: «فَهَلْ مِنْ شَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ؟». فأتيته بشاة، فمسح ضرعها، فنزل لبن، فحلبه في إناء، فشرب، وسقى أبا بكر، ثم قال للضرع: «اقْلِصْ» فقلص، قال: ثم أتيته بعد هذا، فقلت: يا رسول الله، علِّمني من هذا القول، قال: فمسح رأسي، وقال: «يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِنَّكَ غُلَيِّمٌ مُعَلَّمٌ». فأسلم وحسن إسلامه.

خدمته للرسول
كان عبد الله بن مسعود ملازمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم دائمًا، وكان صاحب نعليه، وكان يدخل على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ويخدمه ويلزمه لا سيَّما في سفره.

 من مواقفه مع الرسول
 قال عبد الله بن مسعود: «قال لي النبيّ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عَلَيَّ». قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «فَإِنِّي أُحِبّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي». فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}، قال: «أَمْسِكْ». فإذا عيناه تذرفان».

مكانته عند النبي
حظي بمنزلةٍ كبيرةٍ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال عنه: «لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ لَأَمَّرْتُ عَلَيْهِمْ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ»، كما عاتب النبيّ صلى الله عليه وسلم أصحابه حينما أمر عبد الله بن مسعود بصعود شجرةٍ يأتيه منها بشيء، فضحكوا من نحافة ساقيه، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَا تَضْحَكُونَ؟ لَرِجْلُ عَبْدِ اللَّهِ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ».

حاله مع القرآن
كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حسن الصوت بالقرآن، وهو أوَّل من جَهَر به بمكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رضي الله عنه عالمـًا به وبتفسيره.
 وقد مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بابن مسعود وهو يقرأ القرآن حرفًا حرفًا، فقال: «مَنْ سرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ».

  وفاته
تُوُفِّي عبد الله بن مسعود في المدينة سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: ثلاث وثلاثين، ودُفِن في البقيع، وكان عمره يوم تُوفِّي بضعًا وستِّين سنة، وهو الأشهر، وقيل: نيف وستين، وقيل: ثلاث وستين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى