قصة صحابي.. خبيب بن عدي "أول من سنَّ الصلاة قبل الموت"

> هو خبيب بن عدي بن مالك الأوسي الأنصاري الشهيد، شهد بدرًا وأحدًا.

الجمع بين العلم والجهاد
جاء رجال قبيلة عضل ورجال قبيلة القارة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله إن فينا إسلامًا فابعث معنا نفرًا من أصحابك يفهموننا في الدين، ويقرئوننا القرآن، ويعلموننا شرائع الإسلام فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة من أصحابه وهم: مرثد ابن أبي مرثد الغنوي وهو أمير القوم، وخالد بن البكير الليثي وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وخبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق.

الوفاء وعدم الغدر
لما انطلق المشركون بخبيب وزيد وباعوهما بمكة، اشترى خبيبًا بنو الحارث بن عامر بن نوفل وكان خبيب هو من قتل الحارث يوم بدر، فمكث عندهم أسيرًا حتى إذا أجمعوا قتله استعار موسى من بعض بنات الحارث يستحد بها فأعارته، قالت: فغفلت عن صبي لي فدرج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه، فلمَّا رأيته فزعت فزعة عرف ذلك مني وفي يده الموسى، فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك إن شاء الله.

الثبات رغم المساومة
تقول مارية مولاة حجير بن أبي إهاب: حبس خبيب في بيتي، ولقد اطلعت عليه وإن في يده لقطف من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه"، ويحتمل أن كلا من مارية وزينب قد رأت القطف في يده يأكله وما بمكة يومئذ من العنب رزق رزقه الله خبيبًا.

فلما خرجوا به من الحرم إلى التنعيم ليقتلوه جعلوا يساومونه على إيمانه لكنهم كانوا كمن يحاول اقتناص الشمس برمية نبل، أجل كان إيمان خبيب كالشمس قوة ونورًا.

أثره في الآخرين
ما أصدق ما قيل: عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل، لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم خبيبًا مع بعض أصحابه دعاة إلى الله ليعلموا الناس ويدعوهم إلى الإسلام، ولكن القوم غدروا بهم، فوقع أجرهم على الله، وكان خبيب رضي الله عنه ممن أسر ثم صلب بعد ذلك فكان استشهاده من أكثر المواقف تأثيرًا وتعليمًا للمسلمين فن الفداء والتضحية في سبيل الله والذود عن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

قال سعيد بن عامر بن حذيم: شهدت مصرع خبيب وقد بضعت قريش لحمه ثم حملوه على جذعة فقالوا: أتحب أن محمدًا مكانك؟ فقال: والله ما أحب أني في أهلي وأن محمدًا شيك بشوكة.

بعض كلماته
ولست أبالي حين أقتل مسلمًا *** على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممــزع

استشهاده
قال ابن إسحاق: قال عاصم: ثم خرجوا بخبيب حتى جاءوا به إلى التنعيم ليصلبوه، وقال لهم: إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا قالوا: دونك فاركع، فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما، ثم أقبل على القوم فقال: أما والله لولا أن تظنوا أني إنما طولت جزعًا من القتل لاستكثرت من الصلاة، قال: فكان خبيب أول من سن هاتين الركعتين عند القتل للمسلمين قال: ثم رفعوه على خشبة فلما أوثقوه قال: اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة بما يصنع بنا، ثم قال: اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تغادر منهم أحدًا ثم قتلوه.

وكان معاوية بن أبي سفيان يقول: أحضرته يومئذ فيمن حضره مع أبي سفيان، فلقد رأيته يلقيني على الأرض فرقًا من دعوة خبيب، وكانوا يقولون: إن الرجل إذا دعي عليه فاضطجع لجنبه زالت عنه، وكان ذلك في العام الرابع الهجري، وأوحى الله إلى رسوله ما حدث لخبيب، فبعث عمرو بن أمية الضمري لينزله من خشبة الصلب: فجاءه ورقى إلى الخشبة متخوفًا من العيون وأطلقه فوسَّدَ جثمانه على الأرض، ثم يقول عمرو بن أمية: فالتفت فلم أر شيئًا فكأنما ابتلعته الأرض ولم يعثر على جثمانه بعد ذلك.

وكان أول من صُلب في ذات الله وأول من سنَّ الصلاة قبل الموت صبرًا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى