ارتفاع أسعار الملابس يصادر فرحة العيد لدى أطفال القطن مقدماً

> تقرير/ خالد بلحاج

> قبل أن يستفيق المواطن من صدمة أسعار المواد الغذائية التي تصاعدت بوتيرة عالية منذ دخول شهر رمضان الفضيل، فوجئ بصدمة أخرى أشد إيلاماً تمثلت باشتعال فتيل أسعار ملابس العيد منذ أيام في مدينة لقطن بمحافظة حضرموت.
وتشهد محلات بيع الأقمشة، هذه الأيام، إقبالاً كبيراً من قبل العائلات والزبائن، لاسيما في الفترة التي تعقب الإفطار حتى وقت السحور.


ارتفاع في الأسعار وزحمة مرور في الشوارع، أمور اضطر على إثرها الكثير من المواطنين نتيجة لظروفهم المادية الصعبة إلى تحويل وجهتهم إلى أسواق البضائع المعروضة رغم رداءتها، فيما قصد آخرون محلات خياطة الثياب (القمصان)، التي يقولون إنها مناسبة كثيراً في قيمتها لأوضاعهم المادية.

ارتفاع الأسعار
ووصل سعر (الشميز) الواحد في الأسواق 4000 ريال، والحذاء 6000، والقمصان 18000، فيما تجاوزت قيمة (الفوط) الـ 20 ألف ريال، هو مبالغ خيالية ولا يستطيع المواطن تحملها، ناهيك عن أسعار بدلات الأطفال، والتي تجاوزت قيمة الكسوة الواحدة الخمسة عشر ألف ريال.


وقال المواطن سالم مبارك، وهو أب لخمسة أبناء: "تنقلت في أكثر من محل لبيع ملابس الأطفال، ولكن لم أجد السعر المناسب لأشتري لأبنائي كسوة العيد ليفرحوا كبقية الأطفال، وهذه هي المرة الأولى التي أجد فيها الأسعار مرتفعة بهذا الشكل في سوق القطن".

جشع التجار
فيما قالت أم سالم (في العقد الرابع من عمرها)، بينما كانت تتجول في شوارع مدينة القطن آملةً في شراء ملابس العيد لطفلها محمد (6 أعوام): "وجدت أقل قطعة ملابس يتجاوز ثمنها الـ 4000 ريال، ولا مجال للمبايعة، فأصحاب المعارض قد حددوا قيمة البضاعة مسبقاً".


وأعادت في حديثها لـ«الأيام»: "الغلاء في كسوة العيد إلى وجشع التجار وغياب الحكومة".
وأخذ بأطراف الحديث شاب كان بجوارها، وهو من منتسبي الأمن، حيث أضاف: "أنا قررت أن لا أشتري ثياب لهذا العيد نهائياً، وقررت العودة من السوق دون شراء نتيجة الغلاء، وسأكتفي بلبس بزتي العسكرية والالتزام بالدوام العسكري صبيحة العيد كحل وحيد".

التخلي عن الكسوة
"آخر مرة تخرج معي السوق" هذه عبارة قالتها إحدى الأمهات لطفلها بعد جولة طويلة من التسوق في المدينة لشراء كسوة العيد، وتضيف وهي تهمس في أذن طفلها: "عيب تحرجنا قدام الناس، لا تختار ولا تأخذ ما يعجبك، أنت عارف بأن الفلوس التي معنا قليلة ما بتكفي قيمة بنطلون". وقال عبدالله أحمد: "ما عاد أفكر بنفسي يا أبني، وكل ما أفكر به هو أن أشتري للأولاد، ففرحة العيد بالنسبة لهم في العيد هي اللبس الجديد، على الرغم من أن راتبي الشهري لم يعد يكفي لشراء ملابس 4 من الأولاد، ناهيك عن حاجيات الأسرة من التغذية وملابس النساء والمواصلات والماء والكهرباء.. وغيرها، وإجمالاً الحصول على ملابس العيد في هذا العام أصبحت لمن استطاع إليها سبيلاً".


محلات خياطة الثياب (القمصان) هي الأخرى تشهد إقبالاً كبيراً؛ بل وصل ببعض مالكي المحال التوقف عن الحجز لكثرة الإقبال، وأعاد الزبائن، الذين التقت بهم «الأيام»، لأفضلية أسعار الثياب مقارنة بأسعار (الشمزان) و(المعاوز) و(الفوط)، ويتراوح سعر الثوب بين (12000 - 18000) بينما تحتاج لكسوة كاملة من (الشمزان) و(المعاوز) إلى 30000 ريال.
 
تهاوٍ العملة
وأوضح محمد سعيد، وهو مالك محل خياطة أن "الإقبال على محله كبير جداً، ووصل الحجز لديه حتى يوم التاسع والعشرين من رمضان، الأمر الذي أضطره لوقف الحجوزات".
ويشير محمد الحذيفي، مالك معرض للثياب، إلى أن "الزيادة في أسعار الملابس ليس لها علاقة باقتراب عيد الفطر الفضيل، وإنما عائدة لارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل العملة الوطنية".


وستظل أسعار كسوة العيد هاجس كل رب أسرة، وكابوساً يقظّ مضاجعهم، إذا لم تضع الجهات المعنية حداً لمنع التجار المستغلين لحاجات المواطنين من التلاعب بالأسعار في هذا الموسم الفضيل.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى