ربنا اكشف عنا العذاب.. إنا مؤمنون

> نبيل سالم الكولي

> هذه وقفة أذكّر فيها كل ظالم بقول الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف: "ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مّما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا".
فلنتأمل ونتدبّر هذه الآية ونغوص في معانيها لنعلم بأن الظلم ظلمات يوم القيامة، ولنتذكر حينها قول الله لنفسه: "لمن الملك اليوم"، فيجيب على نفسه: "لله الواحد القهار".

ونعلم علم اليقين أن رحمة الله ومغفرته أوسع في حالة التوبة ورد المظالم وإعطاء كل ذي حقٍ حقه، فبالذي بسببه منع الله المطر عن بني إسرائيل، به هو نفسه وبتوبته الصادقة ودون أن يفضحه الله "الستّار"، أنزل الله المطر على بني إسرائيل، لنرى سعة رحمة الله، وما يفعل الله بعذابنا؟!. إنها أفعالنا هي التي نُجازى عليها، فما أصابنا من حسنة فمن الله، وما أصابنا من سيئة فهي من أنفسنا وبسبب أعمالنا.

لذا على كل ظالم سوءاً كان فرداً أو موظفاً أو مسؤولاً أو تاجراً.. عليه أن يراجع نفسه قبل أن يأتي يوماً "لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلّا من أتى الله بقلب سليم"، وأكررها "سليم" أي لا حقد ولا حسد ولا ظلم ولا مؤامرات ولا أي فعل من الأفعال السيئة.

ودون أن نشعر تجدنا نعيش بأسلوب حياة معين، حتى تؤهلنا في الآخرة للدرجة التي كتبها لنا الله في الجنة، أو للدركة التي كتبت علينا في النار والعياذ بالله.
إن ما نعيشه اليوم من فقداننا لأبسط مقومات الحياة من غذاء وصحة وتعليم وخدمات، هو عذاب بمعنى الكلمة.

لذا علينا أن نراجع أنفسنا ونراجع أعمالنا ونقيمّها تقييماً بناءً، لقوله سبحانه وتعالى: "لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم"، وذلك حتى يرضى الله عنا ويستجيب الدعاء ويكشف عنا هذا العذاب وهذه الغُمّة التي لا نعلم لها بداية ولا نهاية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى