على أسوار الضالع تدفن الغزاة

> فارس حسين السقلدي

>
ما يحصل في الضالع بل وفي شهر رمضان الكريم من ملاحم بطولية ومعارك شرسة يخوضها أبناء الضالع وإخوانهم الجنوبيون الوافدون والمتطوعون؛ بل والتواقون إلى الحرية ونيل الشهادة وشرف الاستشهاد في الدفاع عن الأرض والعرض والشرف التي تأبى الأرض إلا أن تكون طاهرة يعيش فيها الأوفياء والمناضلون والأحرار وعامة الناس بشرف وعزة وكبرياء وكرامة تحفظ لهم سبل العيش الكريم وحياة الكرماء في وطن يسوده النظام والقانون والإخاء والعدل والمساواة وتطلعهم لآفاق المستقبل.

فالضالع غنية عن التعريف، والتاريخ شاهد على ذلك، ولا يمكن إخضاعها أو تركيعها، وتأبى إلا أن تكون حرة أبية شامخة برجالها في عنان السماء، عصية بتضحياتها الجسام ومآثرها البطولية الرائدة التي جعلت منها مدرسة في النضال، ومثلا في التضحيات والإقدام والشجاعة.

ومما لا شك فيه فكل ما تتعرض له الضالع من حرب ضروس وشعواء تقودها ميليشيات الخراب والدمار المدعومة من إيران بهدف كسر شوكة الضالع التي كبدتهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح يوما تلو الآخر حتى هذه اللحظات المليئة بالانتصارات الحاسمة والمشرفة حقاً من قِبل المقاومة الجنوبية وأبناء الضالع خاصة التي لقنتهم دروسا قاسية وهزائم متتالية وفراراً جماعياً.

إنها الضالع الصمود والانتصار وأحفاد الثوار، وهي من أنجبت خيرة الرجال من عظماء الأبطال، والتي لا زالت محفورة في الحاضر تكتب بأحرف من ذهب وعلى صفحات من نور يخلدها التاريخ بماضيه وحاضره، وها هي اليوم تتجدد وتتوالى على أيدي الأبطال في جبهات العز والشرف والبطولات.

فالتاريخ اليوم يعيد نفسه؛ إننا اليوم في الضالع نفخر ونفتخر بما حققته المقاومة الجنوبية وأبناء الضالع من نصر للجنوب، لتبقى الضالع شامخة شموخ الجبال وستظل وفية، ولن ترضخ مهما كلف الأمر، وستظل قلعة شاهقة من قلاع الحرية والتصدي والاستبسال، وسوراً منيعاً يصد أي قوة تحاول المساس بها وأمنها وحقوقها، ونارا ملتهبة بوجه الأعداء أو من تسول له نفسه بالنيل والمساس منها والجنوب بشكل عام، وليعلم الكل أنها الضالع التي لقنت الميليشيات دروسا لن تنسى، هذا إذا ما ذهبنا إلى انتصارها بعام 2015 كأول محافظات الجنوب نصرا وتحريرا، يتكرر اليوم ومن نصرٍ إلى نصر، فعودوا من حيث أتيتم، أيها العلوج كفاكم عبثا بأنفسكم ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة، إنها الضالع يا سادة.

فتحية إجلال وإكبار لكل الشرفاء وكافة المرابطين بجبهات الشرف والنصر والبطولات، ونحن معكم فسيروا وعين الله ترعاكم، والنصر حليفنا بإذن الله تعالى، عشتم أيها الأحرار وعاش الجنوب حرا أبيا ومنتصرا، فلكم منا سلاما وإجلالا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى