في الدريهمي.. جماعة الحوثي تعذب الأسير أحمد جيلان حتى الموت

> نزول وتصوير/ نجيب المحبوبي

>
جريمة جديدة ترتكبتها جماعة الحوثي الوحشية، التي لا تعرف إلا لغة القتل والدمار والجهل، وهي جريمة قتل الأسير أحمد إسماعيل جيلان، وهو أحد أفراد كتيبة مقاومة الدريهمي التي تحاصر عناصر الحوثي، منذ أكثر من 10 أشهر، في مركز المديرية، وهم قادرون على اقتحام مدينتهم وتطهير منازلهم من عناصر الحوثي، لكنهم مازالوا ملتزمين بالهدنة المتفق عليها في ستوكهولم بالسويد.

الطفلة أطياف تحمل صورة أبيها
الطفلة أطياف تحمل صورة أبيها
الأسير أحمد إسماعيل حسن جيلان، ولد وتربى في مركز مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة، ثم انتقل للعمل في المملكة العربية السعودية، وبعد زمن عاد إلى بلاده وعاش مع أسرته الصغيرة المكونة من ولد وثلاث بنات وزوجته، بالإضافة إلى والديه الكبيرين في السن. وعند وصول قوات تحرير الساحل الغربي إلى مدينته نزح هو وأفراد أسرته وسط الاشتباكات، ولم يكن معهم غير ملابسهم وبعض الأغراض الصغيرة.

التحق أحمد جيلان، بعد ذلك، بصفوف كتيبة مقاومة الدريهمي التي يقودها بشير أبو مهند. وفي تاريخ 8/12/2019م شن أبناء الدريهمي هجوماً على مدينتهم لطرد عناصر المليشيات التي تتمركز في منازلهم وتعتقل العشرات من كبار السن والأطفال والنساء في المدينة وتجعلهم دروعاً بشرية لعناصرها. وخلال سير المعركة وقع أحمد جيلان في الأسر، وبعد عشرت أيام من أسره تم إعلان الهدنة الأممية في الحديدة والتي أدت لتوقف المعارك في جميع مديريات الحديدة، لكن للأسف التوقف كان من طرف واحد وهو الشرعية والتحالف، بينما الحوثيون اخترقوا الهدنة من أول يوم فيها وحتى الآن.

والدا الشهيد: نطالب بإخراج جثته لدفنها
والدا الشهيد: نطالب بإخراج جثته لدفنها

قائد السرية الأولى في الكتيبة، والذي كان متواجداً في المعركة ويدعى زكريا دعبوش، قال لنا: "قمنا بالهجوم لتطهير بلادنا لكن أحمد جيلان وقع في الأسر، وبعد عدة أيام تم إعلان الهدنة والتزمنا بها، لكن عناصر الميليشيات المتواجدة في منازلنا قامت بإخراج الأسير أحمد جيلان إلى القرب من متارسنا، وشاهدناه ولم يكن مصاباً حينها لكن آثار التعذيب كانت تظهر عليه.. أعادوه بعد ذلك إلى الأسر لكنهم كانوا يقومون بإخراجه بالقرب من متارسنا، وكنا دائماً نسمع صوته وهو يتألم من شدة التعذيب".

يواصل دعبوش: "بعد ستة أشهر من اعتقاله طالبت لجنة شؤون الأسرى التابعة للميليشيات من السيد فرانس راو خنشتاين، رئيس البعثة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، التدخل لإخراج الأسير أحمد جيلان، والذي كان يعاني من حالة صعبة إثر إصابته بطلق ناري تسبب له بالشلل والعديد من الأمراض، وبعد أيام أعلنت الميليشيات وفاته بحجة أنه كان مصاباً بطلق ناري".

الأسير أحمد إسماعيل جيلان
الأسير أحمد إسماعيل جيلان

واختتم دعبوش حديثه: "الأسير أحمد جيلان قُتل بعد أن تعرض لأبشع صنوف التعذيب من ميليشيات الإجرام الحوثية، وجميعنا يعرف كيف أوصى الرسول بمعاملة أسرى الحرب.. نحن نمتلك العديد من الأسرى الحوثيين ونعاملهم كما نعامل أنفسنا، لكن الغريب في الأمر الآن عدم تدخل المنظمات الدولية والأمم المتحدة، والتي لم نشاهد منها حتى بياناً يدين ما تعرض له الأسير جيلان".

وفي "عشة" مكونة من القش الذي لا يحمي من حرارة الشمس ولا من المطر و البرد، التقينا أسرة الشهيد الأسير أحمد جيلان، وكان بداية لقائنا مع والده الذي أصبح لا يستطيع المشي، وكان يبكي ويترحم على فلذة كبده، لكنه أيضاً غير مصدق بأن ابنه قد قُتل، كذلك أم الشهيد غير مصدقة ما حصل لابنها وطالبت المنظمات الدولية والإنسانية بالتدخل لإخراج جثة ابنها من أيدي العناصر الإجرامية حتى يتمكنوا من دفنه في مكان معلوم.


وقال ابن الأسير، معاذ أحمد جيلان، البالغ من العمر 16 عاماً: "كنا ننتظر والدنا حتى يعود إلينا ونعيش بسلام ونعود إلى منزلنا، لكن للأسف ميليشيات الإجرام قامت بقتله، والأسير كما يعلم لا يقتل. نحن الآن نطالب المنظمات الدولية بالتحقيق في جريمة مقتل أبي الأسير الذي لم يكن يعاني من أي إصابة لكنه تعرض لأبشع طرق التعذيب، كما نطالب بتسليم جثمان والدي حتى نتمكن من دفنه في مقابر المسلمين".

ولفت نظرنا ونحن في "العشة" ابنة الشهيد الطفلة أطياف أحمد جيلان، والتي كانت تحمل صورة والدها وتنتظر عودته، فهي لا تعلم ما حصل لوالدها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى