الوحدة أو النفط

> جمال مسعود

>
جمال مسعود
جمال مسعود
شعار "الوحدة أو الموت" الذي هتف به علي عبدالله صالح في ميدان السبعين، وهو يلقن الناس "الوحدة" وهم يرددون بعده بصوت صاخب "أو الموت"، ويكرر ويعيد وهم يرددون بعده بصوت أعلى وأكثر حماساً غير مدركين أبعاد هذا الشعار وخفاياه الحقيقية بعيدة المدى، والتي لم تتضح معانيها إلا بعد تجييش الجيوش وحشد الجماهير عاطفياً وأيديولوجيا نحو الدفاع عن وحدة المسلمين.

وعلى هذا الوتر الحساس هتفت المنابر وامتلأت المقابر بما أطلق عليهم "شهداء الدفاع عن الوحدة اليمنية" الركن السادس من أركان الفسق والزندقة والتقول على الحق بالباطل، فتم الغزو والاحتلال وحلت قوى الاستعمار بعلم ودراية شرعية وقانونية وعرفية، وتم إقصاء الأحياء الناجين من الحرب بإزاحتهم عن الحياة العملية وتحويلهم إلى قبور الأحياء القابعين في البيوت، بعلم العلماء وفقه الفقهاء من الجمعيات والهيئات العلمائية اليمنية، فاتجهت القوى المنادية بشعار "الوحدة أو الموت" نحو الهدف الحقيقي وهو النفط الوحدوي الديني الذي قاتل اليمنيون جيرانهم وإخوانهم الجنوبيين من أجله، فاستباحوا دماءهم وأعراضهم وهم في ديارهم، فبسطت القوى الوحدوية قوتها ومارست طغيانها دفاعاً عن الشعار الحقيقي "الوحدة أو النفط".

لو أن أهل الجنوب والقوى السياسية هناك وافقوا عند توقيع اتفاقية الوحدة على الشراكة في الثروة بالنسبة بين اليمن والجنوب ما أمن الجنوب أيضاً من الاجتياح والبسط على الأرض بكاملها، لهذا عدل الأحمر (الأب)، وهو في الطائرة عائداً من الأردن عن كل ما تم الاتفاق عليه، وقال لصالح، بكل غرور: "مابالا نبز اليمن كلها وندخل للجنوب بجيش نتخلص من الشيوعيين ونضم الفرع للأصل"، وكان ما كان، ثم عادت الأطماع والمخاوف من فقدها مرة أخرى بعد أن تجرأ الجنوبيون وخرجوا بكل قوة ضد علي عبدالله صالح وهو في زهوه وغروره وقالوا نريد فك الارتباط، ورداً على ذلك عاد صالح ليحيي شعار "الوحدة أو الموت" وشكل ما سمي حينها "تحالف الدفاع عن الوحدة"، وهو نفس التحالف السابق الذي غزا الجنوب دفاعاً عن النفط وتحت شعار "الوحدة أو النفط"، وعندما اندلعت الحرب الجديدة بواسطة الشريك العقائدي من فئة "آل البيت" ليحمل راية الشعار الحقيقي "الوحدة أو النفط" لم تمس حربهم المواقع النفطية الوحدوية المباركة والمدافعين عنها باليمين واليسار وبالتطرف والتوسط والمعروف والمنكر والأصدقاء والأعداء، تحت مقولة واعتصموا بحبل النفط، لهذا تركوها حرباً تشتعل في كل مكان، واجتاحوا من صعدة نزولاً "زنجة زنجة، دار دار" حتى وصلوا جبل المعاشق في عدن مفتحة لهم الأبواب.

يوشك الجنوبيون أن يتخلصوا من التشريع اليماني والاعتصام النفطي المشرعن بفتاوى الشركات الدينية للإفتاء والوعظ والمقنن باستشارات المكاتب القانونية لتشريع السلب والنهب والمعزز بالخبرات العسكرية في الاجتياح والغصب والمدعوم بالاستثمارات البشرية للإفساد.
 إن الجنوبيين على وشك التخلص نهائياً من الشعار الخائن لله ولرسوله وللمؤمنين كذباً وزوراً وبهتاناً. رفع اليمانيون شعار: واعتصموا بحبل الله، الذي لفوا به عنق الجنوب والجنوبيين مرددين "الوحدة أو الموت" وهم يخفون، نفاقا، حقيقة إيمانهم بالشعار، لأن "واعتصموا" لها متطلبات هم خالفوها وتعدوا فيها حدود الله وغصبوا بشعار الوحدة الموت، الذي أخفى وراءه الشعار الحقيقي وهو الوحدة أو النفط، حقوق عباد الله الجنوبيين الموحدين.

بمعنى، يا جنوبيين إما البقاء في الوحدة ونحن أوصياء عليكم وعلى ثرواتكم، أو سلمونا إياها بدلاً من الوحدة، بحسب ترجمتهم لمقولة "واعتصموا".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى