مخرج آمن من الحرب
> أحمد عمر حسين
> هناك حقائق لابد من أخذها بالحسبان ومنها:
- أن شعب الجنوب واصل نضاله ورفض للضم والإلحاق وإلغاء شراكة الجنوب، وتوّج نضاله بالحراك السلمي منذ 2007م وحتى ما بعد انقلاب سبتمبر 2014م وما بعد الحرب الحوفاشية، وقاتل الحوفاشيين قبل انطلاق عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية، وتم تحرير عدة محافظات وبمساعدة التحالف العربي.
- أن مشروع الحوار ومخرجاته لم تكن واقعية، ومن أقرها لا يملك تأثيرا (565 عضوا) في مجريات الواقع.. ولذلك تم الانقلاب عليها وشن حرب داخلية تطورت لتصبح إقليمية بعد ذلك.
- أن الانقلاب والعدوان الداخلي قد أفضى إلى تدخل إقليمي بعد تحول عميق وجذري في طبيعة وهوية النظام السياسي الانقلابي، وأفرزت هذه التداخلات واقعا جديدا له ارتباط بالماضي لما قبل الوحدة.. أي جنوب محرر من الانقلابيين وشمال بكثافته السكانية خاضع للوضع الانقلابي بل ويقف إلى جانبه ويقدم كل ما لديه خدمة للواقع الجديد.
ومن هذه الحقائق التي أوردناها فإنني أرى أن المخرج السليم والآمن للجميع يتمثل، انطلاقا من شرعية الرئيس هادي الإقليمية والدولية (مجلس الأمن الدولي)، في التالي:
- أن يدعو لحوار شمالي شمالي وبرعاية الجامعة العربية لتقرير مستقبل الشمال وللتفاوض مع الجنوب.
- أن يدعو الجامعة العربية لرعاية حوار بين قيادات الجنوب والشمال وقيادات دول الخليج لتحقيق مصالحة وجبر ضرر ورسم العلاقات الأخوية في محيط دول شبه الجزيرة العربية وكذلك العربية العربية، لحماية الأمن القومي العربي وأوله اليمني والخليجي، وتحقيق المصلحة المشتركة الندية والعادلة والتي تفضي إلى تثبيت الأمن والاطمئنان فيما بين تلك الدول.
وقبل الدعوات تلك يفترض أن تسبقها دعوة الرئيس هادي لوقف شامل للحرب للسماح للحوارات البناءة بالانطلاق وتحقيق الخير للجميع.
أن الوحدة تمت بين دولتين كاملتي السيادة وعضوتين في الأمم المتحدة والجامعة العربية، وكانت وحدة سلمية بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية.. ثم جرى الانقلاب عليها في 1994م.
- أن الرئيس هادي لم يستلم دولة مكتملة البنيان، بل كانت الدولة قد بدأت بالتفكك منذ 2004م و2007م ولم يستلم سوى علم لا غير (بنديره).
ولو كانوا حقيقة منتخبين من الشعبين ولهم تأثير وقبول لتم تنفيذها، ولذلك تعتبر بعد الانقلاب قد تم تجاوزها والشعب في الشمال يمثل 80 % من السكان يقف إلى جانب المنقلبين.
- أن إطالة الحرب قد خلفت بؤسا وفقرا وأمراضا، وأن مسألة تحقيق نصر لطرف على آخر يكاد يكون مستحيلا.
- أن يدعو الرئيس هادي إلى حوار جنوبي جنوبي يفضي إلى توافق جنوبي على مستقبل الجنوب وبإشراف جامعة الدول العربية وعلى اختيار قيادة مجمع عليها جنوبيا للتفاوض مع نتائج حوار الشمال وتقود المرحلة الانتقالية.
- يدعو لحوار بين الجنوب والشمال للتفاوض وفك الارتباط وتحديد العلاقات الأخوية القادمة.
وقبل الدعوات تلك يفترض أن تسبقها دعوة الرئيس هادي لوقف شامل للحرب للسماح للحوارات البناءة بالانطلاق وتحقيق الخير للجميع.