المشاء الجحوشي

> همام عبدالرحمن باعباد​

>
همّام باعباد
همّام باعباد
تملكني إحساس غريب جمع ما بين الدهشة والفرح عندما كنت أتابع حلقة من برنامج المشاء عن مدينة الشحر أبدع في تقديمها الفنان المتعدد المواهب ابن سعاد الزبينة، سالم حسين الجحوشي، من المقدمة مروراً بالعرض وحتى الخاتمة، عن المدينة التي تتحدث معالمها الباقية عن تاريخ ضارب منذ القدم.
ولعلي لا أكون منصفاً عندما أتحدث عنها، فذلك قد يكون مبعثه اعتبار الشحر سوقاً لمناطق شرق حضرموت أو ما يعرف عندنا بالمشقاص والتي أتشرف بالانتماء إلى إحداها، فكانت الشحر وبقيت باعثة للسحر في قلب كل من مر بها كيف بمن عاش فيها وحاز خيرها، كيف لا وهي أم اليتامى والمساكين.

الشحر مدينة تختلط فيها الحضارة بالبداوة، فهي مثال للتماسك والتكاتف الاجتماعي.. الشحر يمتزج فيها ساحل حضرموت بواديها، وتختلط فيها حضرموت بالمهرة وشبوة وعدن ويافع وغيرها كما هي عادة العواصم فيتكون فيها خليط متجانس من البشر والعادات والتقاليد والقيم والتعايش يندر أن يوجد في غيرها. الشحر أرض تنبت المبدعين مثلما تنبت تريم العلماء وتنبت دوعن التجار، فإذا أتيت إلى الشحر فيبرز اسم حسين بن أبي بكر المحضار، وإذا ذكر التاريخ فهناك محمد عبدالقادر بامطرف، وعبدالرحمن الملاحي، وإذا تحدثت عن البطولات فالتاريخ لا ينسى ملحمة الشهداء السبعة، وإذا تحدثت عن المسرح فأنت أمام قائمة طويلة تجد فيها سالم مبارك باحمبص، ومحمد عوض باصالح، وأحمد سالم براهم بلكوره، وسالم حسين الجحوشي، وسالم عبدالرب البكري، وغيرهم. وإذا يممت وجهك نحو ملعب الفقيد الشاحث فلابد أن تتذكر أيوب جمعة، وفي الفن التشكيلي هناك الفنان محمد علي مخارش، الذي هو أيضاً أول رئيس لنادي شباب الجنوب في الشحر، والقائمة تطول عند محاولة استعراض مبدعي وكوادر المدينة التي قال عنها الشاعر: اذهب إلى الشحر ودع عماناً، إن لم تجد تمراً تجد لباناً.

كانت حلقة برنامج المشاء علي قناة “الجزيرة” سؤال في حضرموت: نكون أو لا نكون، بمثابة قطف أزهار متعددة الأشكال والألوان والمذاق من بستان كبير اسمه حضرموت تركزت في الشحر، وكيف لا تكون كذلك وهي من عرجت على مجالات الثقافة والأدب والتاريخ والتراث، أبحر بنا فيها على جوانب مضيئة من المسرح في مدينة المسرح الأولى في حضرموت، إن لم تكن على مستوى البلد، وذكر بإسهاب كيف إن المجتمع الشحري ينصهر في بوتقة واحدة لأجل إنجاح العمل، وضرب مثلاً بتعاون التجار مع الفعاليات المسرحية من تقديم أقمشة مجانية للفرقة المسرحية أو تعاون إدارات المدارس في توفير الطاولات وكذلك أفراد المجتمع، كل بحسب طاقته في إنجاح العمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى