الإقصاء للآخر والمتخفي في مضامين الأسماء

> الكثير من السياسيين والمثقفين لا يلتفتون إلى خطورة بعض التسميات، وخاصةً في تسميات بعض الأحزاب.
أحمد عمر
أحمد عمر


فهذه التسميات تعطي انطباعا بقدسية أو وطنية هذا الحزب دون الآخرين، وخاصة في بلد عربي أو إسلامي ومجتمع غالبيته ينقصهم الوعي الثقافي والسياسي وديمقراطيته ليست راسخة وإنما ديكور لتجميل الشمولية ليس إلا.

وقد تعجبت كثيرا كيف للجنة الأحزاب أن تقبل هكذا تسمية تحمل في مضمونها إقصاء للآخر، بل تجريم الآخر من خلال مضمون المدلول للتسمية.

وحتى نوضح للقارئ المتابع فسنضع هنا بعض المسميات وماذا تعني وما هو مدلولها.

أمثلة محلية وعربية وإسلامية:

1 - أنصار الله (الحوثيون).. بنظرة للمسمى يتجلى لك احتكار نصرة الله لذلك الفريق، والمدلول الإقصائي هو أن من ليس منتسبا أو مؤيدا لهذا الفريق فهو بالضرورة من أنصار الشيطان.

2 - الإصلاح.. "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت"، (جزء من آية 88 سورة هود). وهذا الإيحاء الاحتكاري للإيمان والصلاح بالضرورة يضع الآخر في خانة المخرب والمدمر... إلخ.

3 - الرشاد.. وهذه التسمية تضع الآخر بخانة الضلال.

عربيا:

1 - حزب الله (لبنان).. وهذا يضع الآخرين على النقيض أي حزب الشيطان.

2 - الحزب الوطني (مصر).. الإيحاء بأن الآخر ليس وطنيا!

3 - حزب النور (مصر) من دون إجهاد للفكر وبكل وضوح يضع الآخرين في الاتجاه المعاكس (حزب الظلام).

إسلاميا:

حزب العدالة (تركيا).. من اختزال العدل وربط العدل بهذا الحزب، فبكل وضوح الإشارة توحي بأن الآخرين أحزاب الظلم مثلا أو التسلط والتجبر.

هذا تحليل بسيط للمدلولات التي يتم إشهارها بوجه الآخر شخصا أو جهة أو حزبا سياسيا.

وثالثة الأثافي في التسمية الحديثة لمكون الائتلاف الوطني الجنوبي يشير إلى إقصاء مزدوج.

يقصي الجنوبي المطالب باستعادة الدولة الجنوبية حيث يجرده من الوطنية، ويقصي القضية برمتها، لأن هدفه المعلن الستة الأقاليم والتي يرفضها غالبية الشعب الجنوبي.

وبالتالي فلا داعي لذكر كلمة الجنوبي مادام وهدفه هو الستة الأقاليم، فهو والأحزاب اليمنية الشمالية وخاصة الإصلاح (الإخوان) ينتمون لذات الهدف المرفوض جنوباً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى