وداعاً.. أعز الناس

>
أحمد عبدربه
أحمد عبدربه
كل الأحباب يغادرونا فجأة، وكأن عام الحزن لا يرضى أن يبارحنا، من جديد نغرق في بحر الأحزان وكأنه كتب علينا خلال الأيام المنصرمة أن نعيش مع الهموم.. نودع أصدقاء أعزاء طواهم الموت واحداً بعد الآخر.. وأن نواصل رحلة الآلام والدموع في هذه الدنيا الفانية التي تسلبنا الأحبة والأبناء والرفاق الطيبين، وهذا عملاق من الذين تنحني لهم هامات الرؤوس في لحظات الوداع الأخيرة يترجل بكل الشموخ من فوق جواده بعد أن سجل أروع المواقف في المجال التعليمي والدبلوماسي والاجتماعي وغيره.

لا أبالغ إذا قلت إن القلم عاجز عن وصف هذا الرجل، ولا أبالغ إذا قلت لم أجد الكلمات التي يمكنني أن أسطرها ما يفيد حقه، فلقد ذبحنا الحزن والألم اعتصر جميع قلوب أصدقائه ومعاريفه. لقد رأيت هذا الموكب المهيب في جنازته الذي احتشد له هذا الجمع الغفير من البشر لتودع الرجل الطيب الأستاذ السفير محمد هادي عوض المدحجي العولقي، رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته.. هذا الرجل الدبلوماسي بحق وحقيق الذي ولا شك أن رحيله يمثل خسارة كبرى على الوطن.
 ان حياة الفقيد (ابو خالد) حافلة بقمة العطاء والبذل والتفاني والتضحية حيث كان الفقيد - رحمه الله - أبناً باراً مخلصاً للوطن اعطى الكثير في المحافل العربية والدولية في سبيله.

عرفناه إنساناً في زمن تلاشت فيه الإنسانية، عرفناه رحيماً في زمن جمدت فيه القلوب.. رحمك الله يا أبا خالد، وإن كنت قد رحلت بجسدك إلى الرفيق الأعلى فإن روحك الطاهرة مازالت ترفرف علينا بجناحيها في كل مكان كنت فيه معنا.

 أبا خالد.. لا ننكر أن الفرسان يعيشون حياتهم مرتين مرة فوق صهوة جيادهم يقتالون ومرة عندما يأتي أجلهم فيموتون كالنخيل واقفين لا ينحنون، ومن ثم فإنهم لا يموتون فالحياة عندهم جياد أصيلة يعرفون وحدهم كيف يمتطون أيامها وتترك جيادها مع كل خطوة بصمة عمل حتى آخر الطريق وهناك بكل الشموخ والإباء يترجلون كذلك كان الأستاذ محمد هادي عوض الذي تشهد له مواقفه الشجاعة في المؤتمرات الدولية وغيرها.
 ابا خالد.. لقد كنت الأستاذ والزميل والصديق الوفي، لقد كنت إنساناً عظيماً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة ولأسرته وأصدقائه الصبر والسلوان.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى