كل الأحباب يغادرونا فجأة، وكأن عام الحزن لا يرضى أن يبارحنا، من جديد نغرق في بحر الأحزان وكأنه كتب علينا خلال الأيام المنصرمة أن نعيش مع الهموم.. نودع أصدقاء أعزاء طواهم الموت واحداً بعد الآخر.. وأن نواصل رحلة الآلام والدموع في هذه الدنيا الفانية التي تسلبنا الأحبة والأبناء والرفاق الطيبين، وهذا عملاق من الذين تنحني لهم هامات الرؤوس في لحظات الوداع الأخيرة يترجل بكل الشموخ من فوق جواده بعد أن سجل أروع المواقف في المجال التعليمي والدبلوماسي والاجتماعي وغيره.
ان حياة الفقيد (ابو خالد) حافلة بقمة العطاء والبذل والتفاني والتضحية حيث كان الفقيد - رحمه الله - أبناً باراً مخلصاً للوطن اعطى الكثير في المحافل العربية والدولية في سبيله.
عرفناه إنساناً في زمن تلاشت فيه الإنسانية، عرفناه رحيماً في زمن جمدت فيه القلوب.. رحمك الله يا أبا خالد، وإن كنت قد رحلت بجسدك إلى الرفيق الأعلى فإن روحك الطاهرة مازالت ترفرف علينا بجناحيها في كل مكان كنت فيه معنا.
ابا خالد.. لقد كنت الأستاذ والزميل والصديق الوفي، لقد كنت إنساناً عظيماً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة ولأسرته وأصدقائه الصبر والسلوان.