رفات على أرض الوطن

> نصر الله محمد أحمد

>
على جبالك المليئة بالذهب نسير حفاة.. وفي بحرك الغني بالثروات لسنا سوى سباحين هواة.. وفي اخضرار جناتك نفتقد الحياة.. في نهارك نستنشق عبق نسيمك الملوث ونجول في أسواقك، ونشاهد خيرك الذي يباع.. وأوقات لا نشتري سوى الخيبة.. في نهارك نبحث مع تغاريد الطيور لنطعم رعايانا. وأوقات لا نجد سوى الأمل لإطعامهم.. في نهارك لا شمس تشرق على أحلامنا وننتظر موعد الغروب كي يذهب صباحك الشاق وكي تغرب معه إرهاقاتنا النهارية المتكررة.

في وطن نفتقد لما يملك من نعيم.. ونملك ما يحتاج من قدرات.. ونحتاج لكل شيء فيه.
في وطن متفننون في المواهب.. وموهوبون في التمني.. ومتمنون لكل شيء فيه.

في ليلك نتوج رأس الأماني بتاج الحقيقة ونفرح بريح باردة ترسم ابتسامات على ملامحنا الشاحبة وتضع في جيوبنا الفارغة مكافآت صبرنا، وأحياناً نتمنى فقط أن يمضي الليل بأمان.
في ليلك نفتش عن أمسيات سعيدة لنجتمع تحت أنوار قمرك، وأحياناً البؤس وحده من يجمعنا.

في ليلك لا شموع لضيائنا وننتظر لموعد غد جديد يطل حاملاً بهجتنا قبل الرحيل وآخذاً أرق ليلك الموحش.
في وطن وجودنا فيه نصيب.. ونصيبنا منه شقاء.. وشقاؤنا فيه ابتلاء.. وصبرنا على ابتلائه ارتقاء.. يساند صبرنا سؤال، من أين نشتري لنا وطناً خالياً من العناء؟

يصبّر صبرنا شهيدٌ قدم روحه كي نعيش في رخاء، فمنه الدماء ومنّا الوفاء.. ويهوّن صبرنا رجاء، ندعوك يا رب الفرج ونرجوك أن تستجيب الدعاء.
في وطن كرهنا له محال.. وبقاؤنا فيه ارتجال.. وبعدنا عنه هروب وانكسار.. سنصبر وإن طال الانتظار.. ستصبر يا وطن مدنك القديمة وجبالك الحزينة وأرضك الغنية.. سيصبر الرجال.. ستصبر الحرائر ومن في الصبا.. سيبصر العتيق ومن في طور البناء.. سيصبر الوليد ومن ترافق سيره العصا.. سنصبر في المدارس والمشافي في الحقول والمراعي في المنازل والخلاء.. سنصبر يا وطن حتى يستجاب الدعاء.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى