نصائح رياضية على الطريق

> د. محمد فيصل باحميش

>
د. محمد باحميش
د. محمد باحميش
* قبل أخذكم في جولة داخل أروقة فرع اتحاد كرة القدم بعدن لمعانقة القلوب التي تربعت على عرشه ومحاورة الأرواح الجديدة ، التي سكنت دهاليزه ، لنرسل برقيات عاجلة على بساط الدعم النفسي ، والتوجيه الفني المعنوي .. اسمحوا لي أولاً بفتح قواميس الشكر الدرامية لأقطف من بساتينها الغنّاء أعذب عبارات الثناء ، وأرتشف من معينها الذي لا ينضب ، أجمل كلمات الوفاء ، في حق قيادة كلاسيكية بذلت الغالي والنفيس وقدمت عصارة جهدها لتبقى رياضة عدن شابة نضرة فيها العنفوان والحيوية المتجددة وبعيدة عن تجاعيد الكهولة المدمرة في ظل واقع تتقاذفه رياح عدم الاستقرار وتعصف به تيارات المزاجية الانتقامية الانتقائية ، يفتقد فيه المرء القدرة على إدارة ذاته ، فضلاً عن إدارة اتحاد كروي في مدينة تتنفس الرياضة وتستنشق عبيرها الدرامي الفواح ، لكن لا أخفيكم لقد ارتدّ إليَّ طرفي خاسئاً ، فقد عجزت تلك القواميس عن توليد الألفاظ وأصابها العقم الابتكاري ، فلجأتُ ليراعي فهززته فتناثرت بعض الحروف منه مشكلة عبارة : (شكراً قيادة الاتحاد السابقة لقد رسمتم أجمل اللوحات الإدارية ، وتفننتم في وضع بصماتكم السحرية ، وَوُفِّقتُم في قيادة دفة اتحادكم إلى بر الانجاز).

* من غير مقدمات وبعد فرش ورود تهانينا العبقة لتربعكم على أعلى هرم سلطة كروية ، وتقلدكم مناصبه القيادية ، ندعوكم وعلى عَجَل بتوجيه عدساتكم النقدية التحليلية صوب تلك المستديرة الساحرة ذات الرقعة الشطرنجية لإعادة قراءة حيثياتها والبحث في تفاصيلها الدقيقة، وأنا على يقين أن نتيجة تلك القراءة السابرة ستكون مذهلة وهي : "أن أرقى عمليات علم الإدارة من تخطيط وتنظيم ومهارات اتخاذ القرار والتحرك وفق منظومة عمل مشتركة" تدور رحاها فوق تلك المربعات الخضراء ، وزواياها التفاعلية ، ضعوا بوصلة قبلتكم في زاوية منفرجة لترسم مسارات تحرككم وفق خطة تراجيدية ذات معالم واضحة لا سبيل للعشوائية لاختراق ذلك الحجاب الحاجز التخطيطي ، ولا تسلكوا الشعاب الوعرة حتى لا تتعثروا وتتأخروا عن معانقة أهدافكم النوعية، وافتحوا أكثر من قناة لتصريف أبعاد خططكم لتصب في نهر مناشط اتحادكم الواقعية.

* اليد الواحدة لا تصفق ، والسباحة في عكس تيار الواقع الكروي فيه من المخاطرة ما فيه ، فلا تغردوا خارج سرب واقع أنديتكم إلا بناء على معطيات تُستقى من واقعها الطموح مع صبغها بصفة المرونة ، لتتمايل مع واقع الخطة شكلاً وجوهراً، ولا تحلقوا بأحلامكم بعيداً عن حاضركم حتى لا تتحول إلى أضغاث أحلام تصبح معها الأمنيات من سابع المستحيلات .. افرشوا أجنحة الحب ، واحتضنوا وجهات النظر بأفئدتكم حتى لو لُوِّنت بغير اللون الذي تحبوه ، ولا تطلقوا العنان لعقولكم لمناقشتها إلا بعد تلقينه ضوابط وأسس احترام الرأي الآخر ، ولا تنفردوا بطاولة صنع القرار ، بل امنحوها الروح بخلق شراكة مع صناع النجاح في مضمار العمل ، أنتم والجميع في هودج واحد فحافظوا على اتزانه ، ولا تمسكوا عصا قرارتكم من الطرف ، فإنها ذات دلالات سلبية ، شاركوا الجميع في وضع خطوط الخطة العريضة بأدوات قياس احترافية.

* لقد عبّدت قيادة فرع الاتحاد السابقة طرق الاتحاد الوعرة، فما عليكم إلا أن تقتفوا تلك الآثار، وتضعوا خطواتكم فوقها لتصلوا إلى مفترق طرق العمل، وفتحت بعض ملفاته الشائكة واستطاعت بخبرتها وضع نقاط حلها على حروفها التائهة، واصلوا رحلة البناء واتخذوا من تلك المحطات نقطة انطلاقة نحو التنمية الشبابية المستدامة .. لا تفكروا بعقلية الاقصاء والتهميش وسياسة الكيل بمكيالين ، انفتحوا على الجميع وانصهروا كما ينصهر الحديد ليسهل تشكيله ، إعملوا على ترك بصمة يتوقف الكل عندها احتراماً ، فتلهج الألسن بأسمائكم ولو عن طريق التمتمة ، حتى لو تواريتم عن مشهد صنع القرار ، فمن فكر بصالح الجميع تذكروه ، ومن فكر بمصالحه الشخصية ، أخرجته العقول من ذاكرتها عند أول ترجل عن صهوة جواد المسئولية.

* اختلاف العمل هو اختلاف تنوع ، لا تضاد ، لا تجعلوا سهامكم تتقاطع في نقطة ، يمكنها أن تكون نقطة تماس إيجابي ، ولا تجعلوا من حبة اختلافكم قبة والاختلاف سنة ، فلا تحولوه بتعنتكم إلى نقمة ، فلولاه لتوقفت عجلة الحياة عن الدوران، ولولا أبعاده الإيجابية لانكمشت حياة الإنسان ، كم نحن بحاجة إلى سماع نغمة مختلفة لتعديل الأوتار وإعادة الاتزان فاختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية فالأصوات المعارضة ليست في كل مرة مخطئة ، فأحياناً يكون مفتاح الحل عندها ونحن نبحث عنه في خبايا تعصبنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى