كأس الخليج تتعرض لهزة سياسية

> صفاء يوسف الدبعي:

> (كأس الخليج العربي لكرة القدم)
صفاء الدُبعي
صفاء الدُبعي
هي بطولة تقام كل عامين في دول الخليج العربي وقد أقيمت أولى بطولاتها في عام 1970م في مملكة البحرين ، وكانت قد بدأت بـ 4 منتخبات فقط، ثم توالت منتخبات الخليج العربي بالانضمام للبطولة لتصل إلى 7 فرق ، وبعد حرب الخليج تم استبعاد دولة العراق التي عادت إلى البطولة من جديد في النسخة السابعة عشرة عام 2004م، بعد أن تم ضم منتخب الجمهورية اليمنية في الدورة التي قبلها ، ليصبح عدد الفرق 8 فرق هي : (السعودية - الإمارات - قطر - البحرين - عمان - الكويت - اليمن - العراق).

* وتحظى بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم بمتابعة واهتمام كبيرين حيث يعتبرها بعض أبناء الخليج أهم من كأس العالم ، مع مرور السنوات أصبحت البطولة تحتل مساحة كبيرة في قلوب الجماهير الخليجية.
* وتكتسب بطولة كأس الخليج أهمية كبرى باعتبارها صاحبة فضل في تطوير كرة قدم دول الخليج والعراق واليمن بدليل أنها ساهمت في تأهل 4 منتخبات من أصل 8 إلى نهائيات كأس العالم هي : ( الكويت ، العراق ، الإمارات والسعودية أربع مرات متتالية)، كما أن البطولة أبرزت عدد كبير من النجوم ، كما ساهمت بطولة كأس الخليج العربي ، في إنشاء الكثير من البنى التحتية لكرة القدم الخليجية ، بمواصفات عالمية شجعت الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم على إقامة بطولاتهما بضيافة الدول الخليجية نتيجة ما تتمتع به تلك الدول من منشآت رياضية عالية المستوى.

* وقد ساعدت بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم ، ليس في إنشاء وسائل الاعلام الرياضي في منطقة الخليج العربي فحسب ، بل وفي تطويرها والارتقاء بها إلى مصاف متميز مقارنة بمثيلاتها في البلدان العربية الأخرى ، حيث شكلت البطولة ميداناً خصباً لبروز الكثير من الكوادر الإعلامية في المجال الرياضي من مختلف دول المنطقة ، بفضل الملاحق المتعددة ، التي أفردتها الصحف في دول الخليج العربي لتغطية أحداث البطولة.

الانسحاب يعد هزيمة
* وخلال الايام الماضية أعلنت اتحادات كل من : (السعودية ، البحرين ، والإمارات) انسحابها من المشاركة في بطولة خليجي 24 والتي من المقرر إقامتها في قطر خلال الفترة من الـ 27 من نوفمبر وحتى الـ 9 من ديسمبر) 2019 بسبب الأزمة السياسية مع قطر ، مما سيتحتم إقامتها بخمسة منتخبات فقط وهي : (قطر ، العراق ، اليمن ، سلطنة عمان ، والكويت) ، وبذلك يكون النصاب القانوني للبطولة قد اكتمل ، لأنه لا يجوز إقامتها بأربع منتخبات .. وخلال مسيرتها تعرضت دورة الخليج ، إلى أكثر من هزة على خلفية الخلافات السياسية ، وقاومت كل أشكال الإلغاء طوال عمرها الرياضي ، الذي وصل إلى عدد 24 نسخة ، ولعل أشهر هذه الخلافات كانت في نسخة 1990 عندما انسحبت العراق أثناء منافسات الدورة التي أقيمت في الكويت قبل أشهر من غزو العراق للكويت.

* إن الخاسر الأكبر من جراء هذا الانسحاب هو الجمهور الرياضي المتعطش لمتابعة وحضور البطولة ، فهناك قيود شديدة ما تزال على النقل البري والجوي والبحري من وإلى قطر ، وعليه سوف يكون من الصعب على الجمهور السفر من إحدى هذه الدول إلى دول أخرى بوجود هذا الخلاف والقطيعة .. وأرى أن وجود مشاكل سياسية بين بعض دول الخليج لا يمنع من اللعب في قطر وأننا نرى أنها بطولة لا تقل أهمية عن باقي البطولات وعلينا كرياضيين المشاركة فيها كمنتخب أو كإعلاميين حتى لو خرجنا من الدور الاول.

* ويعتبر تنظيم قطر لكأس الخليج العربي 2019 تحدياً حقيقياً وصعباً للغاية رغم دوافع وجود أمل لدى المنتخب القطري في إحراز لقب خليجي 24 للتباهي والتفاخر أمام جيرانه من ناحية ، وكسب الثقة قبل إقامة بطولة كأس العالم 2022 ، الذي ستستضيفها قطر من ناحية أخرى .. ومع أن الروح الرياضية تدعونا إلى تجاوز كل ما ليس له صلة بالملاعب ، وأن ما يترتب عن الفوز والخسارة في الرياضة ، لا علاقة له بغنائم الحروب ودسائسها لكن للأسف نجد أن السياسة زحفت على كل مناحي الحياة لتشمل الرياضة ، ومع ذلك الزحف الممقوت نعتقد ، بل نرى أن تحييد الرياضة كان ولا يزال ممكناً ، وعلينا الاقتناع بأن الرياضة ليست ديانة ولا مذهباً سياسياً ولا نظاماً اجتماعيا، أو اقتصادياً ، بل هي قيمة حياتية ورؤية إنسانية شاملة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى