«السيسبان» حولت مساحات زراعية واسعة لغابات بمديرية رضوم

> تقرير/ يسلم العظمي

>
مزارعون: «الفاو» استلمت 8 ملايين دولار كدعم للقطاع الزراعي ولم تقم بالمهمة
طغت أشجار السيسبان على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في مختلف مناطق مديرية رضوم بمحافظة شبوة وحولتها إلى أشبه ما تكون بالغابات الكبيرة، تمتد على طول وعرض المديرية، ليصل زحفها مؤخراً إلى التجمعات السكنية، ولم تقم الجهات المعنية بأي دور من شأنه أن يحمي المزارعين وأراضيهم من هذه الآفة الخطرة.
وتسببت هذه الشجرة خلال الفترة الماضية بهلاك الكثير من المحاصيل الزراعية كالفواكه والخضروات والحبوب وأشجار النخيل، دون أن تحرك الجهات المختصة أي ساكن تجاهها.
تسببت بالقضاء على آلاف النخيل وأشجار الفواكه
تسببت بالقضاء على آلاف النخيل وأشجار الفواكه

أكثر من عشرين ألف شجرة من أشجار النخيل مهددة بالهلاك، بالإضافة إلى أشجار أخرى في هذه المديرية التي يعتمد سكانها بدرجة رئيسة على الزراعة كمصدر دخل أساسي منذ القدم.
وتشتهر مناطق رضوم بزراعة أشجار النخيل، وخاصة النوع المشهور في المديرية بـ "السقطري" ذو اللون الأسود والمزروع بشكل كبير جداً، بالإضافة إلى أشجار أخرى مثل أشجار المانجو والموز والليم الحامض والزيتون والرمان، وغيرها من الأشجار الأخرى التي تزرع في هذه المديرية ذات التربة الزراعية الخصبة.

دعم لم يُستفد منه
وأوضح عدد من المواطنين في أحاديث متفرقة لـ "الأيام" أن انتشار شجرة السيسبان بكثرة في أراضيهم تسببت في موت آلاف النخيل ومهددة الأخرى بذات المصير، مطالبين الجهات ذات العلاقة بضرورة النظر بعين الاعتبار لهذه المديرية الزراعية، وإنقاذ أشجارها من الهلاك.

وقال المزارع، الشيخ عمر عاطف: "شجرة السيسبان طغت على مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في العديد من مناطق المديرية وباتت في الوقت الحاضر بحاجة ماسة إلى تدخل سريع من قِبل منظمة الزراعة العالمية "الفاو" لاقتلاع هذه الأشجار الضارة، لاسيما أن "الفاو" استلمت ثمانية ملايين دولار من البنك الدولي كدعم للقطاع الزراعي في محافظة شبوة، وجاء نصيب مديرية رضوم مليون ومائة ألف دولار ولم نرَ منهم أي اهتمام بالجانب الزراعي، وخاصة الالتفات للقضاء على هذه الشجرة التي طغت على الأراضي الزراعية وعجز المزارعين من اقتلاعها".
وصل زحف شجرة السيسبان إلى التجمعات السكنية
وصل زحف شجرة السيسبان إلى التجمعات السكنية

وأضاف عاطف، في حديثه لـ "الأيام": "بدلاً من أن تقوم هذه المنظمة بالمهمة المرجوة منها، علمت على تقديم بعض الدجاج وقليل من النحل والأغنام الخارجية والتي لا تتناسب مع البيئة المحلية، ولم يستفد أحد من هذه المساعدات البسيطة إلا عمال المنظمات وكذا المتاجرون بها في البنوك، أما المواطنون في رضوم فمعتمدون على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش ومواجهة متطلبات الحياة الأساسية، لذا فإننا نطالب المنظمات الدولية والإقليمية مساعدة المزارعين في اقتلاع أشجار السيسبان المنتشرة في الأراضي والبساتين حتى يستطيع أصحابها إعادة زراعتها من جديد بمختلف أنواع المحاصيل الزراعية".

أضرار كبيرة
وتحدث المزارع صالح ملاقي، عن جانب من معاناته بالقول: "خلّفت هذه الشجرة أضراراً كبيرة في الأراضي الزراعية، المزارعون ليست ليدهم القدرة على اقتلاع هذه الآفة الخطيرة التي عطلت أراضيهم الخصبة، وعبر "الأيام" صحيفة الشعب، نناشد قيادة السلطة المحلية في المديرية والمحافظة بسرعة التواصل مع منظمة "الفاو" والتي استلمت مبالغ مالية كبيرة من البنك الدولي لدعم القطاع الزراعي في المديرية بالعمل على اقتلاع هذه الشجرة الخطيرة، كما نتمنى أن تخصص جزءاً من ذلك المبلغ لاقتلاع أشجار السيسبان حتى يعود المواطنون لإصلاح أراضيهم الزراعية التي تضررت كثيراً خلال الفترة الماضية".

ووافقه الرأي المزارع محمد علي، لافتاً إلى أن هذه الشجرة باتت تهدد جميع الأراضي الزراعية، وتشكل إعاقة أمام المزارعين، لعدم مقدرتهم على اقتلاعها، الأمر الذي عرضهم، وما زال، لخسائر كبيرة.
ولفت علي إلى أنه "لا حل لهذه المشكلة إلا بمتابعة قيادة السلطة المحلية في المحافظة والمديرية الجهات ذات الاختصاص لمساعدة المواطن باستئصالها من أراضيهم الزراعية".

مطالبة بالتدخل
من جهته طالب مدير مكتب الزراعة في مديرية رضوم، سعيد العاطفي، وزارة الزراعة والري والمنظمات الدولية بمساعدة مزارعي المديرية في اقتلاع شجرة السيسبان التي سببت أضراراً كبيرة للأراضي الزراعية وللمزارعين وقضت على الرقعة الخضراء فيها وحولتها إلى أراضٍ قاحلة.
وأوضح العاطفي في تصريحه لـ "الأيام" أن هناك نسبة كبيرة من سكان المديرية يعتمدون على الزراعة كمصدر دخل أساسي لهم، متمنياً الاستجابة السريعة من الوزارة والمنظمات باقتلاع الشجرة الخطيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى