«الأيام» تروي تفاصيل المعركة التي قادها الشهيد الشوبجي لتحرير قريته ودفع ثمنها حياته

> الضالع «الأيام» سليم المعمري

> زارت «الأيام» منزل الشهيد شلال الشوبجي في عزلة العبارة التي تبعد عن مدينة الضالع بحوالي 4 كم، بعد دحر مليشيات الحوثي الإجرامية منها بمعركة مصيرية قادها الشهيد الشوبجي ودفع ثمنها حياته.. والتقت هناك بوالد الشهيد الشوبجي وأخيه وعدد من أقاربه وجيرانه، وتعرفت منهم عن تفاصيل المعركة التي استمات فيها القائد شلال الشوبجي والمجموعة التي كان يقودها من أفراد المقاومة الجنوبية لطرد عناصر المليشيات الحوثية من القرية ومنع تقدمهم نحو مناطق أخرى في المحافظة، بالإضافة إلى إحراق الحوثيين لمنزل القائد الشوبجي منذ الوهلة الأولى لاجتياح القرية انتقاما منه، لأنهم يعرفون عنه بأنه كان أحد القادة الميدانيين في المقاومة الجنوبية بالضالع أثناء اجتياحهم للمحافظة في 2015 وأذاقهم حينها ألوان العذاب وكبدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

تحدث إلينا صلاح الشوبجي، شقيق الشهيد شلال الشوبجي، بالقول: "إن المليشيات الحوثية أول ما دخلت عزلة العبارة قامت مباشرة بإحراق غرفة نوم شقيقي الشهيد شلال الذي كان لم يمض على زواجه سوى شهر واحد، بعد بلاغ معاونين لهم بأن شلال يعتبر من القيادات الكبيرة في المقاومة الجنوبية".


وأضاف صلاح الشوبجي: "كان أخي الشهيد شلال برفقة مدير أمن عدن اللواء شلال علي شايع وقائد قوات التحالف العربي العميد راشد أبو محمد الذي زاروا الضالع قادمين من عدن للاطلاع على استعداد القوات الجنوبية المشتركة للتصدي لزحف الحوثيين في المحافظة، وكان حينها الحوثيون على تخوم عزلة العبارة.. وعندما غادر قائد التحالف ومدير أمن عدن وأخي شلال الضالع عائدين إلى العاصمة عدن ورد اتصال لأخي الشهيد شلال وهم في نقيل الربض بطريق عودتهم إلى عدن بأن عناصر مليشيات الحوثي يتقدمون باتجاه قريته "العبارة"، حينها توقف وعاد مجددا إلى الضالع لمواجهة الحوثيين وتوجه مباشرة مع شباب من المقاومة الجنوبية باتجاه العزلة وهناك قاد أخي شلال معركة شرسة للتصدي للحوثيين وتمكن هو ومن معه من أبطال المقاومة الجنوبية من قتل العشرات وجرح المئات من الحوثيين".

واستطرد صلاح الشوبجي: "بدأت المعركة التي قادها أخي شلال في تاريخ 2 مايو، ومجرد أن وصل عناصر مليشيات الحوثي إلى البيت قاموا بإحراق منزلنا وخاصة غرفة أخي شلال، وبعد عدة أيام من الاستبسال والاستماتة تمكن أخي وأبطال القوات الجنوبية المشتركة من منع المليشيات من المكوث في العزلة أو التقدم نحو مناطق أخرى، ولولا تلك المقاومة الضارية التي قادها أخي شلال لكانوا مسحوا منزلنا بالكامل ومنازل أخرى في القرية، فقد كانت المعركة قوية جدا حيث لم يعط أخي شلال ورفاقه للمليشيات نفسا أو مجالا للمكوث والتمركز في القرية، وإلا كانوا حينها فعلوا بنا أضعاف ما فعلوه بأهالي دماج وحجور".


واختتم شقيق الشهيد شلال الشوبجي قائلا: "هذه المليشيات لا تعرف مبدأ قواعد الاشتباك ولا يهمها تدمير المنازل، أهم شيء عندها السيطرة بغرض تحقيق نصر إعلامي مهما كان الثمن.. فكما هو ملاحظ لم يبق منزل في القرية إلا وأُحرق أو دُمر أو تعرضت أبوابه ونوافذه للتهشيم، حيث استمرت المعركة لمدة 22 يوما".

بدوره يقول والد الشهيد شلال الشوبجي لـ«الأيام» إن "مليشيات الحوثي القادمة من مران أقدمت على إحراق منزلنا فور دخولها للقرية انتقاما من ابني البطل شلال، رحمه الله"، وأضاف: "لن يزيدنا ذلك إلا إصرارا وعزيمة بدحر الميليشيا وطردها من كل شبر من أرض الجنوب".


وتابع: "أرفع صوتي عاليا وأقول لمليشيات الحوثي إن شلال الشوبجي ليس أول شهيد بل سندفع بالمزيد من أبنائنا في سبيل الدفاع عن الجنوب الذي سنعلن قريبا عن انفصاله عن الشمال، وقد أصبح ذلك قاب قوسين أو أدنى، والفضل بعد الله تعالى يعود إلى التضحيات التي قدمها ويقدمها شباب المقاومة المشتركة الجنوبية".

وأضاف: "دخلت مليشيات الحوثي إلى القرية في 2 مايو 2019 وأول ما فعلته هو إحراق منزلنا، وتم طردهم ودحرهم منها في 23 مايو، حيث تم تلقينهم دروسا لن ينسوها أبدا من قبل رجال المقاومة المشتركة الجنوبية التي قدمت عشرات الشهداء ومئات الجرحى ومازالت تقدم في سبيل الدفاع عن الضالع بكل مدنها وقراها".


كما التقت «الأيام» نصر مثنى محمد، أحد الساكنين بالقرب من منزل الشهيد شلال الشوبجي، والذي قال: "قامت مليشيات الحوثي بالهجوم علينا من جميع الاتجاهات بقوة كبيرة وكانوا يضربون علينا بالسلاح بالثقيل مثل الـ(bmb) والدبابات والـ(b10)".

وأضاف: "هناك من قام بالإبلاغ عن منزل القائد الشهيد شلال الشوبجي وحينها أقدم الحوثيون على إحراق المنزل وإحراق المنطقة بكلها، انتقاما منه لعلمهم أنه أحد أبرز القادة الميدانيين في الجنوب".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى