المحتال وزوجته وأهل المدينة

> من التراث الشعبي

>
اشترى المحتال حمارا وملأ فمه بليرات من الذهب رغما عنه، وأخذه إلى حيث تزدحم الناس في السوق نهق الحمار فتساقطت النقود من فمه بعدها تجمع الناس حول المحتال الذي أخبرهم أن الحمار كلما نهق، تتساقط النقود من فمه!.. من دون تفكير بدأت المفاوضات لبيع الحمار، واشتراه كبير التجار بمبلغ كبير لكنه اكتشف بعد ساعات أنه وقع ضحية عملية نصب غبية.

انطلق كبير التجار مع أهل المدينة إلى بيت المحتال وطرقوا الباب فأجابتهم زوجته بأنه غير موجود، لكنها سترسل الكلب وسيحضره فورا!.. الزوجة أطلقت الكلب الذي كان محبوسا فهرب بأقصى سرعة، لكن زوجها عاد بعد قليل وبرفقته كلب يشبه تماما الكلب الهارب.
الحضور نسوا تماما لماذا جاءوا وبدؤوا يفاوضون المحتال على شراء الكلب، واشتراه أحدهم بمبلغ كبير، ثم ذهب إلى البيت وأوصى زوجته بأن تطلقه ليحضره بعد ذلك، أطلقت الزوجة الكلب لكنهم لم يروه بعد ذلك!. ومرة ثانية عرف التجار أنهم تعرضوا للنصب مرة أخرى!!.

انطلقوا إلى بيت المحتال ودخلوا البيت بالقوة فلم يجدوا سوى زوجته، فجلسوا ينتظرونه، ولما جاء نظر إليهم ثم إلى زوجته، وقال لها: لماذا لم تقومي بواجبات الضيافة لهؤلاء الأكارم؟ فقالت الزوجة بصورة ساخرة: إنهم ضيوفك فقم أنت بالواجب.
تظاهر المحتال بالغضب الشديد وأخرج من جيبه سكينا مزيفا من ذلك النوع الذي يدخل فيه النصل بالمقبض وطعنها فى الصدر، حيث كان هناك بالون مليء بالصبغة الحمراء، فتظاهرت الزوجة بالموت. وتجمع الرجال حوله موجهين له اللوم الشديد على هذا التهور فقال لهم: لا تقلقوا فقد قتلتها أكثر من مرة وأستطيع إعادتها للحياة مرة أخرى، وفورا اخرج مزمارا من جيبه، وبدأ يعزف فقامت الزوجة على الفور أكثر حيوية ونشاطا، وانطلقت لتصنع القهوة للرجال المندهشين!.

نسى الرجال لماذا جاءوا، وصاروا يفاوضونه على المزمار حتى اشتروه منه بمبلغ كبير جدا. الرجل الذي اشتراه عاد إلى منزله وكان أول ما فعله انه طعن زوجته، وبعدها بدأ يعزف فوق جثتها لساعات لكنها لم تعد إلى الحياة!.
وفى الصباح سأله التجار عما حدث معه، فخاف أن يقول لهم الحقيقة وأنه قتل زوجته، مدعيا أن المزمار يعمل، وأنه تمكن من إعادة إحياء زوجته، فاستعاره التجار منه. وقتل كل منهم زوجته!.

وبعد أن طفح الكيل بالتجار، ذهبوا إلى بيت المحتال ووضعوه في كيس وأخذوه ليلقوه بالبحر.
ساروا طويلا حتى تعبوا فجلسوا للراحة فناموا. المحتال كان يصرخ من داخل الكيس، كان هناك راعى غنم يمر، ففتح الكيس وسأل المحتال عن القصة فقال له إن هؤلاء النيام يريدون تزويجه من بنت كبير التجار في الإمارة لكنه يعشق ابنة عمه ولا يريد بنت الرجل الثرى!.

المحتال أقنع الراعي بأن يحل مكانه في الكيس، طمعا بالزواج من ابنة كبير التجار، فدخل مكانه بينما أخذ المحتال أغنامه وعاد للمدينة.
ولما نهض التجار ذهبوا وألقوا الكيس في البحر وعادوا للمدينة معتقدين إنهم استراحوا من المحتال إلى الأبد!.

لكنهم وجدوه أمامهم ومعه 300 رأس من الغنم. فسألوه فأخبرهم بأنهم عندما ألقوه بالبحر خرجت حورية وأنقذته وأعطته ذهبا وغنما وأوصلته للشاطئ وأخبرته بأنهم لو رموه بمكان أبعد عن الشاطئ لأنقذته أختها الأكثر ثراء التى كانت ستعطيه آلاف الرؤوس من الغنم وهى تفعل ذلك مع الجميع. كان المحتال يحدثهم وأهل المدينة يستمعون فانطلق الجميع إلى البحر وألقوا بأنفسهم فيه. ماتوا جميعا، وصارت المدينة بأكملها ملكا للمحتال!.

انتهت القصة، الذي يتناقلها كثيرون، قائلين إن المحتال هو إسرائيل، وزوجته هي أمريكا، أما أهل المدينة فهم العالم العربي.. ما رأيكم يا سادة يا كرام؟!.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى