حكاية أغنية «عليك سموني وسمسموني».. قصيدة عامية عمرها 450 عاما

> محمد عمر معدان

>
محمد عمر معدان
محمد عمر معدان
يقول أ.د عبد العزيز المقالح في كتابه "شعر العامية في اليمن" عن قصة هذه القصيدة، للشاعر محمد عبدالله شرف الدين (1437م /1558م): "وقد روت زوجته أنه كان كلفاً بغادة من ذوات الجمال، وكان يود الزواج منها، لكنه لم يتمكن لأنها كانت لا تزال صغيرة السن.
قالت زوجته: فرأيت من شواهد حاله أن قلبه متعلق بها، وكنت أرى ذلك في صفحات وجهه وفلتات لسانه. فلما غلب علي الظن، أخذت المصحف واستحلفته، فحلف، ونظم بعد ذلك هذه القصيدة:
عليك سموني وسمسموني
وبالملامة فيك عذّبوني
وجردوا المصحف وحلّفوني
وقصدهم بالنار يحرقوني
حلفت ما حبّك فكذّبوني
وقبل ذا كانوا يصدّقوني
هم يحسبوني أضمرت في يميني
فقلت: الله بينهم وبيني
حلفت لما أبدوا شجن ووسواس
وأجروا من الدمع الغزير أجناس

ياذا الذي سميتموه على الراس
قلتم بأنه بدر جنح الأغلاس
ما أراه إلا مثل سائر الناس
لو كنت أحبه ما علي من باس أنساه
وأنتم به تذكّروني لا تظلموه بالله وتظلموني
قالوا: فمالك حين تراه تخجل
يصفرّ وجهك إن بدى وأقبل
وتستحي يوم تذكره وتفشل
يغيب حسّك إن ذكر وتذهل
وأنت قالوا عليه اليوم تغزّل
غزل رقيق في كل حين يقبل
قروا بخطّك له غزل حميني
يهزّ حتى قامة الرديني
فقلت: خلوا ذا الكلام بالله
كلام يورث للصغير خجله

كلام يخجل راعي الأشلّه
مغير شمس الأفق والأهلّه
تكايدوه عاده صغير أبله
شأحمل لكم حاجة عليّ سهله
خلوا لكم كيده وكايدوني
تعاندوه بالله عاندوني
هو يرحمه قلبي لصغر سنّه
ما هو شفق في مبسمه وعينه
وأنتم تقولوا: أعشقه لحسنه
وان قدّه غرّني بغصنه
حسنه لنفسه وايش عليّ منه
كيف أعشقه والهجر صار فنّه
قولوا: كذب وإلا صدقوني
وان لكم قدره فقيدوني
يا خل جيرانك شواني أعداء
قد ذوقوني المرّ فيك والداء

يشنوك ويشنوني صحيح جدا
يشنوك كما حسنك بديع مفدّى
داريتهم في عشقك
فما أجدى
إنه إذا أرهب بالذي تبدى
وأنا كما أنا عاشقك شنوني
ما شان في جدي وفي مجوني
مالي من الناس
أيش علي منهم
شاصبر على أقوالهم
وشأحلم
والله ما قط أسأل عنهم
أخافهم في عشقتك فخفهم
وأنا كذا يوم أنا

ويوم هم
قد جرّعوني في المحبّة السم
شاقول منيع لله يتركوني
ولا عليهم عزتي وهوني
قالوا: عشق
هو عيب من تعشّق
قالوا فؤادي بالهوى معلّق
قالوا: لمه قلبي عليه يحرق
من سكر حبه ما صحا
ولا أفرق
وما لعيني بالدموع تغرق
ونهرها فوق الخدود مطلق
الدمع دمعي
والعيون عيوني
وما عليهم من بكاء جفوني​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى