الاشتراكي: نرفض رفضا قاطعا الحشد والتجييش ضد الجنوب أرضا وإنسانا

> عدن «الأيام» خاص

>
أعلنت الهيئة القيادية للحزب الاشتراكي في الجنوب رفضها القاطع لعملية الحشد والتجييش ضد الجنوب (الأرض والإنسان)، مجددة موقفها الواضح والصريح والمعلن منذ وقت مبكر الوقوف وبشكل قاطع إلى جانب شعب الجنوب وحقه الطبيعي في السيادة على أرضه وتقرير مصيره بإرادته الوطنية الحرة وفقا "وما عبرت عنه الحشود المليونية التي كان آخرها مليونية 15 أغسطس الحالي، فشعب الجنوب وحده صاحب القول الفصل في استعادة دولته كاملة السيادة، وموقفنا هذا يأتي انسجاما مع مواقف حزبنا المبدئية قولا وعملا، والذي جسده بشراكته الفعلية في الحراك منذ انطلاقته وحتى اليوم".

وأكدت الهيئة، في بيان أصدرته اليوم، أن الأحداث التي شهدتها عدن وأبين ولا زالت تشهدها شبوة ليست وليدة الصدفة ولم تصنعها ظروف اليوم؛ بل هي عبارة عن تراكم لمعاناة شعب الجنوب وقهره، ونتاج طبيعي لسياسة الاستكبار والاستقواء والإمعان في استمرار نهج الحرب والعدوان الذي مُورس ولا زال يمارس على الجنوب منذ حرب 94م العدوانية الظالمة،  واستهواء لترحيل الأزمات ومضاعفة ضخ ثقافة الكراهية من قِبل بعض أجهزة الأعلام الرسمية والحزبية المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية المعادية للجنوب وقضيته العادلة، والتي دأبت على انتهاج سياسة عدائية لشعب الجنوب وقضيته وتزوير  تاريخه وتسفيه منجزاته وتشويه قواه الحية والفاعلة.

وأوضحت الهيئة، في البيان، أن تطورات الأحداث في الجنوب والتي أخذت في التصاعد بعد أن أخذت المعارك الجارية في عتق بُعدا جديدا "شمال وجنوب"، تجلت مظاهرها في إرسال الحشود القبلية والتعزيزات العسكرية لوحدات شمالية تم الدفع بها من المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب والمنطقة العسكرية الأولى في سيئون إلى شبوة بدلا من إرسالها إلى جبهات القتال لتحرير المحافظات والمناطق الشمالية من قبضة مليشيات الحوثي، وهو تكرار لمشهد حرب غزو الجنوب الأولى في عام 1994م وحرب غزو الجنوب الثانية في 2015م.

وأوضح البيان أن الأيام قد أثبتت صحة وصواب تقديراتنا السابقة بأن الوحدات العسكرية المرابطة في مأرب وفي سيئون عينها على الجنوب، وأن المشاركة في دحر المليشيات الحوثية الانقلابية لم ولن تكن ضمن أجندتها ولا في صدارة اهتمامها، وهذا ما أكدته وقائع تدخلها في معارك عتق من أجل إحكام السيطرة على شبوة للحفاظ على مصالحها غير المشروعة، ولذا فلا غرابة من تعالي أصوات المناداة بالجهاد من منابر المساجد في مأرب والدعوة للتوجه صوب عتق، وصمتها على مليشيات الحوثي، ولم  ترتفع تلك الأصوات المنادية اليوم بالجهاد في شبوة "لا جهادا ولا نفيرا" لمواجهة مليشيات الحوثي.

وأكد البيان أن نزع فتيل أجواء التوتر والحوار المباشر لقطع الطريق على من يحاولون نقل المعركة إلى الداخل الجنوبي لتحقيق مآربهم وأهدافهم العدوانية، هي الوسيلة الأمثل لحل القضايا الخلافية.

ورحب البيان بدعوة المملكة العربية السعودية لطرفي الأزمة إلى طاولة الحوار، مشيرا إلى أن ذلك يأتي من إيمان الهيئة القيادية للحزب الاشتراكي في الجنوب بأن لغة الحوار أقوى وأمضى من أي لغة أخرى لأن شعب الجنوب، الذي عانى من دورات الصراع، هو أحوج ما يكون إلى التعايش والوئام، منبها إلى أن هناك قوى تتربص بشعب الجنوب وقضيته تعمل على استغلال  دورات الصراع التي اكتوى بنيرانها الجنوب، وتسعى جاهدة إلى خلق أجواء مشحونة بالصراعات والأحقاد ولا تؤسس لمستقبل آمن بقدر ما تؤسس لدورات صراع قادمة وتؤسس لثأر سياسي جديد غير أن رهانها على ذلك هو رهان خاسر.

ودعا البيان إلى ضرورة تفعيل المبادرة المقدمة من المملكة العربية السعودية بدعوة الطرفين (الشرعية والمجلس الانتقالي) للحوار  المباشر، ووضع آلية تنفيذية للمبادرة لها، منوها إلى أن بالحوار وحده يمكن نزع فتيل أجواء التوتر وإيجاد معالجات ناجعة لكل المشكلات تحضيرا "لتسوية سياسية قادمة تكون القضية الجنوبية في صدارتها".

وأبرز البيان 4 نقاط أكد على أنها ضرورية وهامة لوحدة الجبهة الداخلية لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة، وهي:
1 - رفضنا القاطع لأي محاولات لغزو الجنوب مرة ثالثة، ونعلن وقوفنا إلى جانب شعب الجنوب في الدفاع عن نفسه وأرضه التي قدم في سبيل تحريرها آلاف الشهداء والجرحى.

2 - التمسك بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وندعوه إلى أن يكون شوكة الميزان في هذا الظرف الدقيق.
3 - الاستمرار في السير مع التحالف العربي للتصدي لمليشيات الحوثي وهزيمة مشروعها السلالي الطائفي.

4 - التأكيد على أهمية دعوة المملكة السعودية لجلوس الطرفين على طاولة الحوار لبحث أسباب التوتر والاحتقان والعمل على إزالتها.
وقال البيان إن استمرار "تأكيدنا على الحفاظ على شرعية الرئيس هادي هو موقف ثابت باعتبارها الشرعية الوحيدة المعترف بها دوليا"، وهو نفس الموقف الذي أعلنه المجلس الانتقالي، ولكن ذلك لا يمنعنا من دعوته إلى الانفتاح على جميع القوى الفاعلة في الساحة، ومن أهمها المجلس الانتقالي كقوة حقيقية على الأرض".

وحذر البيان من إغفال القضية الجنوبية أو القفز عليها أو تجاوز الأوضاع التي أنتجتها الحرب، وإعادة إنتاج اصطفاف حلفاء حرب 94 بسياسته وثقافته وأدواته، والسعي إلى فرض هذا الاصطفاف على شعب الجنوب بالقوة هي محاولة بائسة لنهج شعب الجنوب بكل فئاته وقواه منذ حرب غزو الجنوب الأولى في 1994م، وتجلت مظاهره في أنصع صورها في الحراك السلمي الذي انطلق في 2007م، ونشأت من رحمه المقاومة الجنوبية التي صنعت الانتصار على مليشيات الحوثي وحلفائها في حرب غزو الجنوب الثانية 2015م.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى