هل يستفيد الجنوبيون من انتكاستهم؟

> نُهى البدوي

> إن معظم إخفاقات الجنوبيين السياسية والعسكرية تعود لسبب عدم توحدهم وانفراد بعضهم دون الآخر باتخاذ القرار سواء كان سياسياً أو عسكرياً.
- في عام 90م دخلوا الوحدة وهم متشرذمون وأخفقت بسبب الانفراد بالقرار.

- في 94م أُتخذ قرار الانفصال بانفراد دون مراعاة الآخرين واستيعاب بعضهم البعض.
- في الحوار الوطني 2013م انفرد البعض دون غيرهم ودخلوا الحوار وهم غير متوحدين.

- في حرب 2015م، دخلوا الحرب في الشمال والجنوب وهم مختلفون حول الهدف من مشاركتهم فيها.
- في 2019م اتخذوا قرار الحرب دون إجماع جنوبي وأفسح لهم المجال للتمدد حتى وصلوا إلى عتق بشبوة لكنهم سرعان ما تعرضوا للانتكاسة التي ما كان يفترض أن تحدث لو أوجدوا إدارة سياسية عسكرية مقتدرة ومؤهلة لإدارة المعركة سياسياً وعسكرياً وإعلامياً وتحديد هدف واحد فقط في الظروف الراهنة مثل "القتال لفرض النفوذ"، وليس للمواجهة في ظل عدم التكافؤ الحاصل في المسرح العملياتي للحرب، من حيث الجهوزية والآليات والعناصر البشرية وصلاحية الزمان والظروف المواتية لاتخاذ قرار الحرب.

إجمالاً فإن النتائج المتوقعة من الحرب بشبوة وعدن ستكون لها تداعياتها السلبية والإيجابية المتعددة على الجنوبيين، ويمكن التركيز في هذا الرأي على هذين الاتجاهين:

الأول: إصلاح الخلل في المجلس الانتقالي كإدارة سياسية وعدم التفرد في اتخاذ القرارات المصيرية وإيجاد تناسق بين الخطاب السياسي والإعلامي والأهداف المتعددة في إطار وضع إستراتيجية تضمن الابتعاد عن العمل الارتجالي غير المخطط له أو البناء على تقديرات ومعلومات غير صحيحة أو مبالغ فيها، حتى تؤمن نجاح أي عمل قادم والقيام بتقييم سريع وواقعي لما حدث.

الثاني: إصلاح مسار الجنوبيين في الشرعية وتصحيح وضعها والتغلب على الآثار السلبية التي انتجتها الحرب والعمل على استعادة زمام المبادرة لترميم العلاقة والنسيج الاجتماعي (الجنوبي - الجنوبي) وعدم استعداء أي عنصر في المجلس الانتقالي والترفع عن المماحكات السياسية والإعلامية، وتفويت الفرصة عن المتربصين ومن يهدف لتوسعة الانشقاق بين الإخوة الجنوبيين.

الخلاصة.. لا يمكن للإخوة في الجنوب الوصول إلى غاياتهم أياً كانت إلا بتوحدهم سياسياً ومجتمعياً وعسكرياً، والتصالح مع أنفسهم وتوحيد كلمتهم ورؤيتهم حول "هدف واحد يتفق عليه" فليتذكروا التاريخ بكل محطاته بسلبياتها وإيجابياتها، وليستفيدوا مما حدث لهم سابقاً وحديثاً من إخفاقات.

كل ما أتمناه هو أن لا يؤثر ما حدث في شبوة على القضية الجنوبية التي باتت تحظى بدعم دولي أكثر من أي وقت مضى. فهل سيستفيد الجنوبيون من انتكاستهم؟!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى