رضوم.. قبلة الزوار للسياحة والاستشفاء

> تقرير/ يسلم العظمي

> تتوفر بها عدد من العيون الكبريتية
تتميز مديرية رضوم بمحافظة شبوة بوجود المياه الساخنة ذات القيمة العلاجية الكبيرة، كما تشتهر بالعديد من المعالم التاريخية والتراثية والسياحية.
وتقع هذه المياه الكبريتية في مدينة رضوم عاصمة المديرية، وهي عبارة عن عينين جاريتين، تسمى العين الأولى منهما (الجب)، فيما يطلق عليها الزوار اسم (الحمام)، وتبلغ درجة حرارة مياهها (80 درجة مئوية)، ومن أبرز الأمراض التي تعالجها: الأمراض الجلدية، والحساسية، والكلى، والبواسير والديدان وغيرها.
- قبل الوحدة زارها مسئولون كبار منهم الرئيس السابق علي ناصر محمد
- قبل الوحدة زارها مسئولون كبار منهم الرئيس السابق علي ناصر محمد

ويرجع زمن هذه العين الكبريتية إلى آلاف السنين، وكانت في البداية تقع في حوض ترابي صغير، حتى تم تنظيم موقعها أثناء فترة حكم الحزب الاشتراكي لدولة الجنوب وذلك ببناء أحواض إسمنتية مفروشة بالبلاط وتحويل المساحات التي بجوارها إلى حدائق ومنتزهات ومسابح ومبان سكنية للزوار من خارج المديرية، كما تم تفريغ المياه إلى حوضين أحدهما للرجال والآخر للنساء، وأدارت الحمامات النسائية خلال هذه الفترة نساء من جمهورية إثيوبيا الاشتراكية التي كان يحكمها آنذاك الرئيس منجستو هيلاماريام.
- مياهها الساخنة تعالج العديد من الأمراض وفي مقدمتها الجلدية
- مياهها الساخنة تعالج العديد من الأمراض وفي مقدمتها الجلدية

ويدفع كل من أراد الاغتسال فيها مبلغ 3 شلنات مقابل الاغتسال مرة واحدة فقط، و30 شلنا مقابل السكن.
ونتيجة لأهميته العلاجية وموقعه السياحي كان يدر الكثير من الأموال إلى خزينة الدولة، وحالياً بات بحاجة ماسة لإعادة التأهيل، إذ تعرضت جميع ممتلكاته للسلب والنهب والتخريب عام 1994م، والتي أصبح على إثرها هذا المنتجع السياحي أطلالاً وأثراً بعد عين وغابة من أشجار السيسبان التي اكتسحت جميع المنتزهات والمسابح.
الحوض الخاص بالنساء هو الآخر لم يعد صالحاً للاستخدام بالشكل المطلوب، فتم عزل الماء عنه، الأمر الذي حدا بالأهالي لتخصيص وقت للنساء من بعد صلاة المغرب من كل يوم، ويستطيع أن يدخلها كل من شاء بدون أي مقابل نقدي، بخلاف ما كان عليه قبل الوحدة.
- بعد الوحدة تعرضت للنهب والتخريب
- بعد الوحدة تعرضت للنهب والتخريب

بين ماضٍ وحاضر
كان لهذا الحمام السياحي في الماضي بوابتان كبيرتان للسيارات وأبواب صغيرة للأفراد، وعلى كل بوابة حراس، وشهد خلال هذه الفترة زيارات شخصيات رفيعة في الدولة، أهمها الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية علي ناصر محمد.
وتعد هذه المرحلة أرقى المراحل في تاريخ "حمام رضوم السياحي" الذي كان بمثابة المنتجع السياحي الأول، إذ كان يوجد بداخله الكثير من المساكن الراقية وتتسع لجميع زواره.

ويحيط بحمام رضوم السياحي حزام واسع من النخيل تزيد على 5000 نخلة تسقى من المياه الساخنة بعد تفريغها من حوض الاغتسال إلى أحواض أخرى لتوزيعها على مزارع النخيل بالتناوب بين المزارعين.
ويتوافد إلى هذه المياه الساخنة أعداد كبيرة من الزوار للاستشفاء من مختلف مديريات المحافظة وخارجها على مدار العام.

تعرض للنهب والتخريب
وقال المواطن صالح عمر، وهو أحد أبناء المديرية: "يُعد حمام رضوم السياحي المتنزه الأول في محافظة شبوة في فترة حكم الحزب الاشتراكي، غير أنه تعرض بعد الوحدة المشؤومة وحرب صيف 1994م للسلب والنهب والتخريب لكل محتوياته وتم تعطيل أحواض السباحة والمتنزهات التي يوجد بها أشجار رائعة ونادرة، ولم تعره الحكومة أي اهتمام، حيث تم إهمال حوض النساء وتعطيله نهائياً، الأمر الذي شجع على توسع وانتشار أشجار السيسبان وتهديم وتكسير بعض البنايات الموجودة داخل حوش الحمام الذي تبلغ مساحته 4 كيلو مربع، بسبب الإهمال، وحلياً بات بحاجة ضرورية لإعادة التأهيل بشكل صحيح ليعود بالنفع والفائدة على الجميع".

وأضاف لـ "الأيام": "كما أن هذا الحمام كان يعتمد عليه في الزراعة، حيث كان يُغذي أكثر من 5 آلاف نخلة وبعض المزروعات الأخرى، وليس هذا فحسب، فضلاً عن علاجه للكثير من الأمراض والذين يأتون إليه من خارج المديرية والمحافظة".

غياب التأهيل والنظافة
أما عين الماء الأخرى فتسمى (الحارة) وهي عبارة حوض في أرض صلبة مساحتها عشرة أمتار في خمسة أمتار، وقبل عدة سنوات تم بناء سور حولها لصيانتها من عوامل التعرية، وعُرف عنها أيضاً بأنها تُعالج الكثير من الأمراض وأهمها مشاكل الهيكل العظمي والجهاز العصبي، وخاصة تآكل العمود الفقري والمفاصل وعلاج النقرس والأمراض الجلدية كالجرب، وحب الشباب، وكذا الالتهابات الجلدية والتهابات العظام المفصلي المزمن والالتهابات العصبية والاكزيما، كما تساعد على ارتخاء العضلات والتشنجات العصبية، ولهذه الأسباب تحولت إلى قبلة للزوار يتوافدون إليها من داخل المديرية وخارجها بشكل يومي للاغتسال والاستشفاء.

ويؤكد المواطن محسن مهدي في حديثه لـ "الأيام" أن "مياه هذه العين الكبريتية يستفيد منها، إلى جانب علاجها للكثير من الأمراض، في سقي أكثر من 8 آلاف نخلة بالترتيب بين المزارعين يومياً".
وتمنى مهدي من المواطنين والسلطة المحلية "ضرورة الاهتمام بهذه المياه العلاجية ليستفيد منها آلاف الزوار القادمين إليها سواء للاغتسال اليومي أو لري الأراضي الزراعية وتسقية أشجار النخيل".

وتفتقد هذه الأماكن ذات المواقع السياحية والعلاجية الهامة للنظافة والتي نتج عنها تراكم للطحالب والأوساخ، كما تفتقر لإعادة تأهيل الأحواض المعطلة والمتنزهات الخاصة بها.
وتقع مديرية رضوم على مساحة جغرافية كبيرة تبلغ (6680 كم2) فيما وصل عدد سكانها، بحسب تعداد 2004م، (23244) نسمة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى