مؤمن السقاف لـ«الأيام»: نسعى لانتشال الرياضة من واقعها المزري ونرفض تسييسها

> التقاه : عوض بامدهف

> * الرياضي الخلوق والأنيق الكابتن مؤمن السقاف ترعرع في أسرة عشقت الرياضة حتى النخاع ، وقد اكتسب هذا العشق منها ، وفي زمن قياسي إحتل موقعاً متميزاً بين كوكبة رياضية من الساعين إلى تطوير الرياضة في عدن والجنوب نحو الأفضل حيث أحسن استغلال موقعه كرئيس لدائرة الشباب والرياضة في المجلس الانتقالي الجنوبي بعدن لتحقيق التطور الرياضي المنشود في عدن والجنوب.

* "الأيام" استضافت الكابتن (مؤمن السقاف) من خلال هذا اللقاء وأجرت معه هذا الحوار الشامل والممتع والشيق الذي نستعرضه هنا في قادم السطور:

1) هل بالإمكان إعطاء القارىء نبذة موجزة عن سيرة الرياضي الكابتن مؤمن السقاف؟
- إسمي : مؤمن حسن علي السقاف .. تاريخ الميلاد : من مواليد 19 مايو 1993 في الشيخ عثمان بعدن .. المؤهل : خريج جامعة عدن - قسم إعلام (علاقات عامة) .. وأنا رئيس دائرة الشباب والرياضة في المجلس الانتقالي الجنوبي لعموم رياضة الجنوب العربي ، ومستشار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي لشئون الشباب والرياضة 2019، ومستشار محافظ عدن لشئون الشباب من عام 2016 إلى عام 2019 .. ونائب لرئيس نادي وحدة عدن (سابقاً) حتى عام 2017.

2) ماذا عن تجربتك السابقة في نادي وحدة عدن؟
- طبعا أنا رياضي منذ نعومة أظافري ، حتى أنني تعلمت القراءة وأجدتها من خلال قراءتي لصحيفة "الزمالك" الذي شجعته بجنون وكان بداية تولعي بالرياضة فمنذ سن مبكرة ترعرعت بين عائلة رياضية أرضعتني عشق الرياضة ، علماً أنها عائلة أنجبت ملك الكرة الجنوبية كابتن نادي وحدة عدن المعروف أحمد مهدي (الأحمدي) ، وشقيقه محمد مهدي بطل الجمهورية في تنس الطاولة ، فيما كان جدي عبد الله سعيد عاطف أحد كبار مشجعي نادي الشعلة الرياضي ، وعلى الرغم من أنني من مشجعي نادي الشعلة ، إلا أن عائلتي الوحداوية شجعتني للإلتحاق بالتدرب في صفوف (براعم نادي وحدة عدن) تحت قيادة الكابتن والمدرب القدير (عبده سعيد) يرحمه الله، ومن ثم تم ترفيعي إلى فئة الناشئين بقيادة الكابتن محمد العبادي ، واستمررت فترة في الفئات العمرية لنادي وحدة عدن ، ولأن تركيزي كان منصباً على الدراسة لم أتمكن من الاستمرار في ممارسة الرياضة .. حتى العام 2015 حيث تم اختياري من قبل مكتب الشباب والرياضة كعضو مجلس إدارة في نادي وحدة عدن ، ومن ثم كنائب لرئيس نادي الوحدة ، حيث قضيت فترة رائعة في هذا النادي العريق مع طاقم إداري شاب ، برئاسة الدكتور وسام معاوية ، وقد احتكر نادينا في تلك الفترة كل البطولات التي كانت تقام .. ولكنني في 25 نوفمبر2017 ، قدمت استقالتي من العمل في إدارة نادي وحدة عدن كي أتفرغ للعمل الرياضي مع جميع الأندية ، بلا استثناء كون الأمانة المهنية تقتضي النظر لجميع الأندية بعين واحدة ، حيث أن خدمة رياضة الجنوب بشكل عام شرف كبير للجميع.

3) ما رأيكم في المستوى الرياضي العام في عدن وكيفية تطويره بشكل عام؟
- المستوى الرياضي حالياً في عدن والجنوب ضعيف على الرغم من وجود المواهب التي تزخر بهم بلادنا، ولكن ضعف الإمكانيات حال دون ذلك .. وبسبب غياب الكادر الإداري الكفؤ والمتجدد ، حيث أن الرياضة في بلادنا ما تزال تدار بعقلية عفى عليها الزمن ، ناهيك عن إقحام العمل السياسي في الرياضة والسعي نحو تسييسها ، وهو أمر نرفضه رفضاً قاطعاً ، كون الرياضة هي المتنفس الوحيد ، الذي يجمع ألوان الطيف في المجتمع والملاذ الآمن الذي نلجأ إليه للهروب من صراعات السياسة التي أثقلت كاهل المواطن، ولذلك فإن المسؤولية تقع على الجميع للنأي بالرياضة عن كل تلك الصراعات في حال أردنا تطوير المستوى الرياضي بشكل عام ، إضافة إلى أنه يجب علينا تأهيل الكوادر الرياضية الشابة لمواكبة الحداثة في العالم الرياضي المتطور.

4) ما رأيك بالكيفية التي يتم بها اختيار لاعبي عدن لضمهم إلى المنتخبات الكروية لمختلف الفئات العمرية؟
- أعتقد أن الاختيارات لا تتم وفقاً للأسس الصحيحة ، وأنا هنا لا أحمل الأجهزة الفنية الكروية للمنتخبات الوطنية المسئولية لكون النشاط الرياضي العام متوقف إذ ليس هناك دوري كروي عام أو مسابقات رسمية تقام منذ فترة طويلة تمكنهم من مراقبة اللاعبين من خلالها عن كثب للتدقيق والتنقيب عن المواهب بشكل كاف ، ولذلك فإنهم يضطرون لاستخدام معايير غير كافية لتمكينهم من اختيار العناصر الجيدة ، حيث يعتمدون على الترشيحات المرفوعة لهم أو النزول إلى تدريبات بعض الأندية لمتابعة اللاعبين وهو خيار غير مجد ولكنه اضطراري فالمسئولية في هذا الجانب تقع على عاتق القائمين على الرياضة للاهتمام بالفئات العمرية وإقامة بطولات لهذه الفئات بدلاً من هذا الإهمال المستغرب.

5) هل قلة إعداد لاعبي عدن في المنتخبات لمختلف الأعمار هو بسبب عدم وجود مواهب كروية في أندية عدن؟
- الموهبة موجودة ، والدليل على ذلك هو خوض الكثير من لاعبينا تجربة الاحتراف في أندية خارجية، علماً أن أعمدة المنتخب الأول في الوقت الحالي أغلبهم من العاصمة عدن ، ولكن كان سبب غياب لاعبي عدن ، عن تمثيل المنتخبات في الفترات السابقة ، له مسببات بعيدة عن الرياضة ، وهي امتداد للممارسات التي تعرضت لها الرقعة الجغرافية للجنوب منذ صيف 1994م.

6) كمسؤول عن دائرة الشباب والرياضة في المجلس الانتقالي الجنوبي ما هي الاسهامات في تطوير الرياضة في عدن وما مدى التجاوب من قبل الرياضيين والأطر الرياضية المختلفة في عدن؟
- في الحقيقة نحن نسعى إلى انتشال الرياضة من الواقع المزري الذي تعيشه ، نتيجة للتدمير الممنهج والإنتقال من مربع الركود إلى مربع تفعيل النشاط الرياضي في الجنوب بشكل عام ، كون اختصاصاتي تشمل ملف الشباب والرياضة في الجنوب بشكل عام ، وليس في عدن فقط ، حيث أننا نمتلك إدارات للشباب والرياضة في جميع محافظات الجنوب حيث نسعى من خلالها إلى التعاون مع مختلف الفئات وشرائح الرياضيين بلا استثناء ، أما فيما يخص الجهات الرياضية في عدن، ممثلة بمكتب الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم بعدن والذي يعتلي هرمه شخصيات تجبر الجميع على احترامها ، وأيضاً إتحادات بقية الألعاب الرياضية التي تربطنا بها علاقة جيدة ، ونسعى بمعيتهم لتفعيل الحركة الرياضية ، وتجنيبها الصراعات السياسية.

7) ما هي كلمتك الأخيرة إلى الرياضيين؟
- أوجه إليهم جميعاً ثلاث رسائل : الرسالة الأولى : (الى الرياضيين الشباب) ، والتي هي أن ، عليهم ممارسة الرياضة بحب مما سيضمن لهم الاستمرارية والوصول إلى النجومية ، وتحقيق الاستفادة الشخصية ، أما في حال مارس الشاب الرياضة واضعاً نصب عينيه الاستفادة المالية ، فحينئذ سيفقد كل شيء وسيكتب نهايته بيديه ، أما رسالتي الثانية : (إلى القائمين على الرياضة) وهي أن عليهم أن يضعوا رياضتنا بعيدة عن التسييس والخلافات الشخصية ، وأن يجعلوها بعيدة عن الشخصنة والكيل بمكيالين ونحن سنتعاون جميعاً لتفعيل النشاط الرياضي كأهم سلاح لمكافحة الإرهاب والتطرف ولحماية الشباب من الانجرار إلى مستنقع الإدمان ويجب علينا توحيد جميع الجهود، لكي تصب في هذا المسار .. فيما الرسالة الثالثة ستكون موجهة (إلى الإعلام الرياضي) ونقول من خلالها لأحبائنا في الاعلام الرياضي أنتم تمتلكون أداة هامة تستطيعون من خلالها توجيه دفة الرياضة إلى المسار الصحيح ، لذلك من المهم مراعاة ضمائركم في كل ما يصدر عنكم ، والتجرد عن الانتماءآت أوالميول ، والحرص على النظر لجميع الأندية بعين واحدة ، وترشيد الخطاب الإعلامي ، الذي يخفف الاحتقان الجماهيري والشحن الزائد والتعصب بما يضمن للروح الرياضية والتنافس الشريف أن يسودا في الوسط الرياضي .. وفي الختام .. أتوجه لكم بالشكر أستاذنا القدير عوض بامدهف على هذه الإستضافة في صحيفتنا الحبيبة "الأيام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى