رسائل تهدئة من الطرفين.. هل تجلس إيران والسعودية للتفاوض؟

> «الأيام» عن «سبوتنيك»

> رغم اتهامها بالضلوع في استهداف شركة "أرامكو"، لم تتخذ المملكة العربية السعودية أي إجراء تجاه إيران، بيد أن هناك حديثًا منتشرًا عن إمكانية جلوسهما حول طاولة تفاوض.
ففي ظل نفي السعودية ما أعلنه الرئيس الإيراني حسن روحاني بشأن تلقيه رسائل وساطة من دولة (لم يسمها) للحوار مع المملكة، تحدث وزير النفط الإيراني عن علاقة وطيدة تجمعه بنظيره السعودي، في تصريحات فسرها البعض على أنها رسائل واضحة للتهدئة.

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، صرح في مقابلة متلفزة، أن أسعار النفط قد ترتفع "إلى مستويات كبيرة لم نرها في حياتنا" إذا لم يتوحد العالم لردع إيران، لكنه عبر عن تفضيله للحل السياسي على العسكري، الأمر الذي أثار تساؤلا ملحًا بشأن إمكانية جلوس الطرفين للحوار!.

رسائل متبادلة
أكد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اتفاقه مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، على أن الهجوم على منشآت شركة أرامكو النفطية "هو عمل من أعمال الحرب من قبل إيران"، وذلك في مقابلة مع برنامج "ستون دقيقة" الذي يبث على شبكة "إم بي إس" الأمريكية.
غير أن محمد بن سلمان قال إنه "يفضل الحل السياسي على الحل العسكري مع إيران" لمنع مزيد من التصعيد معها، ولمنع ارتفاع أسعار النفط إلى "أسعار خيالية"، على حد وصفه، ما لم يتضافر العالم لردع إيران.

وعلى الجانب الآخر رحب رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي رجاني، باستعداد ولي العهد السعودي لحل المشكلات العالقة بين البلدين عبر الحوار والقنوات السياسية، كما أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي عن أن السعودية بعثت برسائل إلى الرئيس حسن روحاني عبر زعماء دول أخرى وإن لم يكشف عن محتوى تلك الرسائل.

وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في عدة تغريدات إن "ما ذكره متحدث النظام الإيراني من أن المملكة أرسلت رسائل للنظام الإيراني هو أمر غير دقيق، ما حدث هو أن دولاً شقيقة سعت للتهدئة، وأبلغناهم بأن موقف المملكة يسعى دائما للأمن والاستقرار في المنطقة".
ونفى وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه أن طهران تسعى لزيادة التوترات بالمنطقة وتحدث بنبرة دافئة عن الأمير عبد العزيز، وهو من كبار أفراد العائلة المالكة في السعودية وأصبح وزير الطاقة بالمملكة الشهر الماضي.

وقال زنغنه: "الأمير عبد العزيز بن سلمان صديق منذ ما يزيد عن 22 عاما".

قبول إيراني
د. عماد آبشناس، الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، قال إن "طهران رحبت بمبادرة الجلوس على طاولة تفاوض مع المملكة العربية السعودية، وهي ترحب بأي مبادرة لتحسين وضعها مع جيرانها بشكل سلمي".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "السعودية لم يعجبهم تلك المبادرة، وهذا ظهر جليًا في تصريحات الوزير عادل الجبير، ولابد أن يكون هناك موقف موحد للمملكة، ويكون السعوديون مقتنعين جميعًا بأنهم يريدون حل المشاكل مع إيران".

وأكد أن "أي حوار بين السعودية وإيران يجب أن يضعوا الماضي جانبًا، مع فتح صفحة جديد، هذا إذا أرادوا طي الخلافات الماضية".
وأشار إلى أن "السعودية أقحمت نفسها في مشاكل وحروب هي في غنى عنها، مثل حرب اليمن، والصراع مع قطر، والأزمة البحرينية، ويجب عليها أن تنسحب من تلك الورطة، خصوصا حرب اليمن"، مضيفًا: "الهجمات التي أطلقت على أرامكو، وتطلق على السعودية حجتها حرب اليمن".

وعن إمكانية أن يكون هناك أي تفاوض قريب، أجاب: "بالنسبة لإيران هناك ترحيب بالأمر، وكان على لسان وزير الخارجية محمد جواد ظريف، لكن أتصور أن الأمريكيين لن يسمحوا للسعودية بأن تخطو خطوة أخرى تجاه طهران".

شروط سعودية
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي، شاهر النهاري، إن "السعودية كانت وما زالت تطبق نفس سياساتها القديمة التي بدأت منذ الملك عبدالعزيز المؤسس، والتي شعارها السلام للمملكة ولجميع الجيران ولدول العالم، المملكة لا تسارع بالردود، وتعتمد على الصبر والعزيمة ولم يعاد المملكة في السابق أي جهة وفازت، بل منيت بالفشل والهزيمة".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الهجوم الأخير على أرامكو لم تتهم فيه المملكة إيران، بل أحضرت دول العالم لحضور التحقيقات ومشاهدة آثار الهجوم، وكل دول العالم باستثناء بعض أصدقاء إيران اقتنعوا أن إيران هي من تسببت في هذا الهجوم".
وتابع: "السعودية لا تسعى لحرب، لكنها لم ترسل أي مراسيل أو مناديب للتوسط بينها وبين إيران، الأمر أكبر من ذلك، المشاركة يجب أن تكون بين الدول الخليجية وأمريكا، لا يمكن أن تتفرد السعودية بعمل لا توافق عليها كل هذه الجهات".

ومضى قائلًا: "الرد يجب أن يكون من إيران ذاتها، هي من تحدد هل تريد الحرب؟ فهي ممكنة في أي لحظة إذا، أم تريد السلم؟ فهي مضطرة هنا إلى وقف كل الأعمال الخطيرة التي تقوم بها سواء بنفسها أو بأذرعها في العراق واليمن وسوريا ولبنان".
وبشأن إمكانية جلوس السعودية مع إيران على طاولة تفاوض، أضاف: "السعودية منفتحة ولديها سياسة عميقة صابرة طويلة، وطالما أن الجلوس مع إيران إذا حدث سيكون من بلد يريد السلم أعتقد أن الملكة منفتحة على كل الحلول، وليست طالبة للشر أو الحروب".

لكن، والكلام لا يزال للمحلل السعودي، لو نظرنا إلى ما تفعله إيران فعي تراوغ وتنسحب ولا تفي بالعهود التي تقطعها، كما يفعل الحوثيين بعد كل جلسة تفاوض، هي تريد فقط أن تخرج من ضائقتها المالية بأي حال.
وأنهى حديثه قائلاً: "إيران يجب أن تكون صادقة وقادرة على دخول حوار توقع خلاله على صواريخها الباليستية، وأذرعها المنتشرة في الدول العربية، وامتلاك السلاح النووي، عندها يمكن لإيران أن تخرج من أزمتها".

وأعرب خالد الجار الله، نائب وزير الخارجية الكويتي، عن تفاؤل بلاده بالتصريحات الصادرة من إيران والسعودية لإحلال السلام في المنطقة، خاصة تصريح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان الرامي إلى إيجاد حل سلمي للأزمة في المنطقة.
وتبنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، السبت 14 سبتمبر، هجوما بطائرات مسيرة استهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لعملاق النفط السعودي "أرامكو" في "بقيق" و "هجرة خريص" في المنطقة الشرقية للسعودية.

إلا أن السعودية عرضت بقايا مما وصفته طائرات مسيرة إيرانية وصواريخ كروز استخدمت في الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، قائلة إنها دليل "لا يمكن إنكاره" على العدوان الإيراني.
من جانبها، نفت إيران هذه الاتهامات، وقالت إن هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة، ولا يوجد أي دليل على ضلوعها في استهداف شركة "أرامكو" السعودية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى