الجنوب يتسع لنا جميعا

> نجيب الحنيشي

>
 علينا جميعاً العمل على نشر جسور المحبة والتعاون وأن نقف جميعاً صفاً واحداً، وعلى كل فرد من أفراد الجنوب والجماعات والمنظمات والتيارات السياسية أن يحرصوا على مصلحة غيره قبل حرصهم على مصالحهم الخاصة، وبذلك سوف تنمو وتنشأ وتتطور بيننا علاقات المحبة والمبادئ والقيم والأخلاق والأهداف والروابط المشتركة وتنمو بين فئات المجتمع المختلفة عموماً.

هذه الأيام نلاحظ ونشعر بالآلام التي مر ويمر بها الجنوب من مخاض عسر، ونشعر كلنا بها وللأسف حيث مست استقراره بفعل ما مر بالجنوب من مصائب ومحن وحروب من قبل الحكم العسكري الحاكم والقبلي والأسري الشمالي من قِبل أسرة النظام الحاكم والأحزاب والرموز الشمالية الدينية والقبلية التكفيرية الموالية للحاكم في الشمال ضد الجنوب من أجل نهب الثروة وإلغاء هوية وثقافة الجنوب وشعبه وتاريخه من الوجود.

اليوم يتطلب منا جميعاً نحن معشر الجنوبيين من المثقفين والصحفيين والحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين والسياسة إلى أن نتكاتف جميعاً كي نقف مع الجنوب وأن نسير بمعالجات المشكلات الاقتصادية والأمنية والخدمية والاجتماعية الآنية في أسرع وقت ممكن، ووضع جدول زمني محدد لتنفيذ الإجراءات على واقع الأرض والحلول.

علينا أن نبدأ بالعاصمة عدن والمناطق القريبة منها مثل محافظتي أبين ولحج مع الاهتمام بمناطق الحدود الفاصلة مع الشمال أيضاً في نفس الوقت من خلال بذل المزيد من الجهد والإخلاص في العمل والتغاضي عن احتياجاتنا الشخصية من مناصب وتقاسم للسلطة والمنافع.
إن الغاية اليوم في الجنوب تجمعنا جميعاً أن نقف صفاً واحداً، كما أنه من الواجب علينا عدم الانجرار وراء الأخطاء والعيوب التي حصلت بالسابق في الجنوب.

والاستفادة مما حصل في الماضي لننطلق إلى الأمام ونسيان الماضي لخدمة الجنوب ومستقبله وعدم الترويج لرؤى معينة وضيقة وأن الجنوب يتسع للجميع.
ومع ذلك لا يعني هذا عدم الأخذ بمشروعية الآراء الإيجابية من الآخر التي تساعد الجميع من أجل النهوض بالجنوب في إطار جديد وصحيح للجميع.

كما علينا أن نسعى لزرع المحبة بين كل فئاته ومكوناته وأطيافه المختلفة والمتنوعة، ولا نمارس سياسية الإقصاء والترهيب وإلغاء الآخر؛ بل نشاركهم في صنع القرارات والحكم وفي التفاعل مع معطيات الأوضاع الراهنة التي تتطلب الوقوف بحزم وجد ضد الممارسات الخاطئة، مع عدم السكوت أو الصمت تجاهها لأن تلكم الأخطاء ستلحق الضرر بالجنوب، لأن مواقف البعض المتمثلة في قبول الأفكار الخاطئة والسكوت تجاهها يؤدي في الغالب إلى نموها وانتشارها مثل الفاسدين.

نحن اليوم جميعنا نشترك في المسؤولية في الحفاظ على هوية الجنوب، وألا يكون هناك مكان للفاسدين فيه.. كما نحن اليوم بحاجة ماسة إلى مراجعة الضمير الأخلاقي كلاً بموقعه لمواجهة الأخطار والممارسات الخاطئة التي ظهرت على السطح وإصلاحها في أسرع وقت ممكن.
اليوم الجنوب يبحث في هذا الوقت العصيب على من يقوده ويعيده، ونحتاج نحن الجنوبيين إلى المصارحة أولاً وتصحيح الاعوجاج، وإلى الشفافية في الإدارة وفي العمل، ومطلوب من قيادتنا أن يكونوا أوفياء لشعبهم، فيكفي البعض الذين يريدون أن يستثمروا صمود المقاومين في الميادين لحساباتهم الحزبية ولأغراض مناطقية قبيحة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى