ماذا يجري للبنان.. جمالية المكان ورومانسية الإنسان؟

>
من هنا بدأت ومن هنا تنتهي الثورة الشعبية في تراجيديا الشعب والسلطة التي تطحنها تفاصيل وتقاسيم طبوغرافيا الطائفية المقيتة.

لبنان هل غادرت مربعها المكاني كما تبخرت من جسدها رومنسيتها التي تتداخل مع طبيعتها فشاخت بفعل النزق السياسي والعهر الطائفي الذي تطوقه نوازع إقليمية بائسة بفض بكارة وقدسية وجع هذا الوطن المكلوم؟
ما يجري في لبنان هذه الأيام لا يختلف كثيرا عن ما جرى في كثير من أقطار عربية قد تكررت هذه المشاهد فيها، إلا أن هنا يكون الوطن بكل معانيه حاضرا بقوة متناسين انتماءهم الطائفي حين ظلت ردحا من الزمن أحد ملوثات المدنية في هذا البلد المجسد لجسر التواصل الحضاري بين الشرق والغرب فتمثلت بظاهرة ثقافية معرفية من أمد بعيد.

لعل القارئ للتاريخ المعرفي العربي يجد تفسيرا لما يحدث في لبنان هو هدفه قطع هذا الجسر الذي ظل لفترة من الزمن يغذي التواصل المعرفي العربي/ الغربي، وقطع يد عالمية الحضارة إنسانيا ليبقي العالم العربي في حالة ركود معرفي وتخلف رهيب في واقعه.

كيف يمكن أن نتصور وطنا عربيا دون لبنان حرا وطليقا يلجأ إليه كل عربي وطني حر يريد أن يتنفس الصعداء من أوطان تحكمت فيها الدكتاتورية العقيمة المتخلفة؟!
وهنا ندعوا كل أحرار الوطن العربي ونخبه المثقفة إلى حماية هذا الوطن الجميل وإنسانه من هذا الانزلاق الخطير الذي يراد له أن يذهب به بعيدا عن الوظيفة العربية العالمية المعرفية التي يؤديها إذ بدأت في الآونة الأخيرة يخفت بريقها وتقل الوجهة نحوها لهذه المقاصد إلا من بعض توجهاتها السياحية النزقة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى