هل تنطلق عملية السلام من الرياض؟

> سعد ناجي أحمد

> المملكة العربية السعودية، ذات الباع الطويل والثقل الكبير، هي المركز الاقتصادي العالمي، والعلاقات الدولية في صناعة القرارات والمشاورات على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والسلام الاجتماعي.
وحوار جدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، برعاية المملكة العربية السعودية، ذو بعد سياسي، وامتحان في عالم السياسة والحوار، والمتغيرات والصراعات الدولية، ومدى قدرة المملكة العربية السعودية بالتعامل مع الأوضاع والتوترات التي تشهدها المنطقة ومعالجتها عن طريق المشاورات الحكيمة والحوارات الفاعلة في وضع الحلول العادلة والصائبة، وأهل مكة أدرى بشعابها، والرياض تعرف تخاذل شعب الشمال، وانتصارات شعب الجنوب.

إن الجهود المبذولة اليوم من قبل المملكة السعودية بأهمية وضرورة نجاح حوار جدة والتوقيع عليه من قبل الأطراف المعنية والإشرافية ونقله إلى حيز الواقع العملي بكل جدارة، تعتبر إنجازا كبيرا لدور المملكة ومكانتها الفاعلة بالساحة العربية والمجتمع الدولي، في انطلاق عملية السلام من الرياض مروراً، في باب المندب والجنوب العربي وعدن السلام، ذلك هو الانتصار التاريخي للمشروع العربي والسيادة العربية تجاه تحديات المشروع الإيراني والإخواني الذي يحاول بكل ما يستطيع إفشال التحالف العربي وانتصاراته وإجهاض حوار جدة من خلال أجندته الإصلاحية والإخوانية المشاركة ضمن وفد حكومة الشرعية للحوار، والذي اتضحت صورته بكل وضوح عن مستوى تخاذل وتلاعب ومكر وخداع حكومة الشرعية في حوار جدة ورفضها التوقيع على مسودة الاتفاق تحت مبرر طلبها على حصول ضمان وحصانة تضاف إلى مسودة الاتفاق، وهذا هو المكر الظاهر والمبطن بحد ذاته! وتكرار سيناريو علي عبدالله صالح في مرحلة قبل الحرب تلك المرحلة والحوارات والمبادرات التي منحت قوى النفوذ الامتيازات السياسية والضمانات والحصانات، وسرعان ما سلموا اليمن بكل مؤسساته العسكرية والمدنية للتمرد الحوثي والمد الإيراني وهذه الأخطاء والتصرفات والعقليات هي من أوصل اليمن إلى هذا المربع.. فهل نعتبر؟

إن حوار جدة ومسودة الاتفاق نتطلع إليها بأمل كبير بأن تحمل في مضمونها الخطوات الإيجابية والخطوط العريضة في طريق حلحلة الأوضاع والتوترات في طريق السلام وتعزيز الثقة في مواصلة المشوار، وليس العكس.
إن وفد الانتقالي الجنوبي، وقواه الفاعلة على الأرض بالساحة الجنوبية التي أثبتت مواقفها النضالية  وتحالفها المبدئي والوثيق مع التحالف العربي في تحقيق الانتصارات العظيمة بالساحة الجنوبية، قد استجاب لدعوة المملكة العربية السعودية لحوار جدة وبدون تخاذل ولا تردد، وأثبت وفد الانتقالي بالحوار موقفه ودوره المتميز بالتعامل مع لغة الحوار بكل مسئولية وحنكة وجدارة، واستطاع أن ينال ثقة وإعجاب القيادات الراعية والمشرفة على عملية الحوار، واستطاع أن يسجل كثيرا من الأهداف السياسية المباشرة في مرمى حكومة الشرعية الفاشلة والمتخاذلة، على مستوى الأرض وطاولة الحوار جعلته أن يكون طرفاً جنوبياً فاعلاً بالمعادلة السياسية وطاولة الحوار، وهذا هوا الانتصار بحد ذاته..

تلك الانتصارات والمكاسب السياسية التي حققها الانتقالي قد أذهلت وأزعجت حكومة الشرعية وجعلتها تبحث عن الأعذار الركيكة والمطالب غير المنطقية بتأخير التوقيع على مسودة اتفاق حوار جدة! ورغم كل تلك الأعذار المبطنة من قبل حكومة الشرعية حاول وفد الانتقالي التعامل معها بصدر رحب ونفس طويل وعقل حكيم وصبر جميل وواثق الخطوات يمشي ملكاً.

فيا أبناء الشعب الجنوبي الأحرار وكل قواه الفاعلة على الأرض وحدوا الصفوف، وشدوا العزم، لمواصلة النضال والثبات على الأرض، لتعزيز دور الانتقالي والمكاسب المحققة في حوار جدة، والتعامل مع الأحداث والمتغيرات وكل ما تترتب على نتائج الحوار، بالعقل والحكمة واليقظة والحذر، فالحروب خدعة وفي السياسة مكر وخداع.
وفي أي حوار يكون نجاح وتعثر وفشل وخطوط عريضة، والمشوار طويل والطريق مليئة بالأشواك والمطبات، فالجنوب اليوم بات طرفا سياسيا، ولاعبا دوليا، وحليفا إستراتيجيا مع التحالف العربي، والمجتمع الدولي على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية في مواصلة النضال والتشاور والحوار والسلام والتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.. إن شاء الله.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى