من ملعب استضاف بطولة «خليجي 20» إلى ملعب أشباح !

> محمود عبيد

>
 * ملعب كرة القدم الدولي في المدينة الرياضية بالشيخ عثمان ، والذي أقيمت عليه بطولة كأس الخليج في نسختها العشرين بمدينة عدن نهاية عام 2010 م والذي كلف تشييده حينها خزينة الدولة أربعة مليارات وخمسمائة مليون ريال يمني وتم تأهيله بمواصفات "الفيفا" حيث تتسع مدرجاته لـ (30) ألف متفرج ، كما تم تصميمه لكي يحتوي على مضمار لسباقات ألعاب القوى بأنواعها ، وهو الملعب الوحيد الذي كان جاهزاً لبطولات ألعاب القوى في محافظة عدن.

 * هذا الملعب الذي كلف تشييده مبالغ باهظة ، لم ينج هو الآخر من الحرب الأخيرة التي شنت على عدن في العام 2015م ، والتي يشهد على آثارها (الدمار الكبير) الذي لحق بالملعب ، إضافة إلى المصيبة الأخرى التي لحقت بالملعب أيضاً بعد الحرب بسبب الفوضى ، التي عمته بفعل دخول الكثير من العناصر ، التي عاثت فيه خراباً ، ونهبت كل شيء ، وحين نقول (كل شيء) فنحن لا نبالغ ، لأنه لم تسلم في الملعب حتى أبواب الغرف والحمامات ، إضافة إلى سرقة أسلاك وكيبلات الكهرباء والكراسي البلاستيكية في مدرجات الجماهير ، والتي يبلغ عددها تقريباً (25) ألف كرسي حيث تم تكسيرها بالكامل.

 * ما زاد الطين بلة ، ويجعلك تشعر بغصة وحسرة أن ما تركته الحرب أتت عليه (القرارات العشوائية) إذ أن مضمار الملعب (الترتان) الذي يكاد يكون الشيء الوحيد الذي لم يتأثر كثيراً أثناء الحرب ، والذي كان يستخدم بعدها لإقامة بطولات ألعاب القوى ، والسباقات بين المدارس والأندية في عدن والمحافظات القريبة منها والذي كان يستخدم أيضاً للتدريب من قبل شباب (مركز العولقي لألعاب القوى) ، تم تدميره أثناء احتجاز المهاجرين الأفارقة والذين تم تجميعهم قبل فترة في الملعب ، حيث كانوا يوقدون النار على أرض (ترتان المضمار)   الذي تسبب في إحراقه في عدة مواقع ، وهذا العمل غير المسئول أدى إلى تعطيل المضمار بشكل تام ، حيث أصبح غير صالح لممارسة ألعاب القوى عليه.

 * ونحن بدورنا نضع هذا الأمر الهام أمام الجهات المختصة كما نحمل مسئولية ما حدث لمضمار الملعب للجهات التي أعطت التوجيهات لتجميع الأفارقة فيه ، وإلى منظمة الأمم المتحدة التي كانت حاضرة بشكل شبه يومي مع هؤلاء الأفارقة ، الذين تسللوا إلى البلاد بطريقة غير شرعية .. نطالبهم بالإسراع في معالجة كل الأضرار التي حدثت في المضمار الخاص بسباقات ألعاب القوى ، والالتفات أيضاً لحالة الملعب ككل ، وإعادة تأهيله مرة أخرى بعد أن أمسى ملعباً للأشباح!.

*مدرب ومحاضر دولي وآسيوي في مجال كرة القدم​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى