لا تأمنوا لهم فقد خانوا العهد من قبل

> عادل المدوري

> أذعنوا للحوار في جدة ومن ثم التوقيع في الرياض بدون شروط ليس حباً في السلام أو رغبة منهم بعدم إراقة مزيداً من الدماء، ولكن بعد ضغوط سعودية كبيرة، ومعها المجتمع الدولي الذي أرسل إشارات بأن لا عودة لحكومة الشرعية الى عدن ما لم يتم الجلوس على طاولة الحوار والتوقيع على الاتفاق بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية.

كذلك كان وفد المجلس الانتقالي لحوار جدة واتفاق الرياض يتمتع بموقف سياسي قوي جداً، باعتباره المسيطر على الأرض وصاحب الدور المؤثر والثقل السياسي وبيده زمام المبادرة، وهو الشريك الموثوق به من قِبل التحالف العربي، بالإضافة إلى أنه قدم ملفات خطيرة مدعمة بالأدلة والقرائن تثبت خيانة الشرعية للتحالف العربي، واحتضانها لجماعات القاعدة وداعش الإرهابية، تسببت تلك الملفات بتخبط وفد الحكومة الشرعية وأفقدها ثقة التحالف العربي وسفراء الدول الذين سارعوا تباعاً لفتح خطوط اتصال وتواصل مباشر مع المجلس الانتقالي وكان آخرهم سفير الصين.

صحيح أن اتفاق جدة مثل الحد الأدنى من طموحات الشارع الجنوبي التواق للحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، فالشعب لم يعد يطيق رؤية عصابات الفساد تعود ثانية إلى قصر معاشيق، بعد أن لفظهم الشعب وقدم التضحيات والدماء والجراح، لكن في مجمل الاتفاق مثل حالة متطورة نحو حق تقرير المصير للشعب وبناء الدولة الجنوبية مع توفر ضمان الاعتراف الدولي بشرعية المجلس الانتقالي وشرعية حكمنا للجنوب وهذا هو بيت القصيد.

قدرنا أننا توحدنا مع دولة يمنية تقودها عصابات لا عهد لهم ولا ميثاق ولا دين، وكلما عاهدوا عهداً نقضوه، وهذه من صفات اليهود لكنهم أشد نفاقاً، فاليهود أو النصارى عندما احتلوا عدن كانوا يحترمون المواثيق والمعاهدات على عكس زيود صنعاء وعصاباتها المنافقة.

ففي الوقت الذي وقع المجلس الانتقالي اتفاق الرياض تتعالى أصوات المحرضين من أنقرة والدوحة على الاتفاق، ويحاولون تعطيله وإفشاله وقد لا يلتزمون به، وهو ما يترك الباب مفتوحاً أمام احتمالات متعددة ما لم يكن لهذا الاتفاق ضمانات وعوامل تضمن تطبيقه على الأرض ونجاحه، حيث لا زالت ذاكرتنا تحتفظ بذكريات مريرة، وعشنا المأساة مع عصابة صنعاء بعد التوقيع على الاتفاقات والمعاهدات، فقد وقعوا معنا في العام 1994م وثيقة العهد والاتفاق برعاية ملك الأردن الراحل الملك حسين رحمه الله والأمين العام للجامعة العربية حينها عصمت عبدالمجيد وأكثر من 300 شخصية سياسية وقبلية يمنية.

وعلى الرغم من أن وثيقة العهد والاتفاق كانت مجحفة بحق الجنوبيين لأنها لم تشر إلى الجنوب كهوية سياسية، وكانت معظم بنودها لصالح الشماليين، وعلى سبيل المثال: تغيير نظام الحكم من مركزي إلى اللامركزي، وتقسيم البلاد إلى 4 أو 7 مخاليف، بالإضافة إلى دمج القوات المسلحة، شبيهة إلى حد كبير بمخرجات الحوار الوطني ونظام الأقاليم الذي يتغنى به حزب الإصلاح اليوم، بينما رفضوا وثيقة العهد في العام 1994م.

ومع ذلك تم الانقلاب عليها، وخانوا العهد واحتلوا الجنوب عسكرياً وهجروا شعبه غير عابئين لا بوثيقة العهد والاتفاق ولا بالجامعة العربية ولا الأشقاء العرب الذين رعوا مراسيم التوقيع على الاتفاقية والتي لم يكن حبرها قد جف.
المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وبالتالي على الجنوبيين ألا يثقوا بأي اتفاقات أو معاهدات مع عصابة 7/7، فهم يتفقون اليوم وبنفس الوقت يعدون العدة ويتآمرون ويغدرون وهذا طبعهم.

ومع ذلك نقول إن شعب الجنوب اليوم يتقدم إلى الأمام نحو استعادة دولته، ولن يستطيع كائن من كان أن يقف في طريق إرادة الشعب التي أكد اتفاق الرياض على احترامها، وجنوب اليوم غير جنوب 1994م، الحذر واليقظة مطلوبة، وألا نأمن ونتراخى فالحرب خدعة، وعلى قواتنا المسلحة الجنوبية البطلة والمقاومة الجنوبية البقاء في جاهزية قتالية لحفظ الأمن والاستقرار في الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى