السعودية تبطئ مفعوله.. هل يُفشِل الحوثيون اتفاق الرياض؟

> "الأيام" عن "وكالة عدن":

> مجدداً، وللمرة الرابعة، تؤجل الرياض توقيع الاتفاق بين حكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
الاتفاق الذي أعلن التوصل إليه منتصف الأسبوع الماضي في جدة، وأكدته أطراف الصراع، الخميس الماضي، في الرياض، كان يتوقع إشهاره رسمياً، مطلع هذا الأسبوع، قبل أن يتم تأجيله إلى الثلاثاء، ومن ثم إلى الخميس المقبل.

خلال المراحل السابقة، كانت السعودية تبرر التأجيل بخلافات تتعلق بطرفي الصراع، لكن تأجيل اليوم يكشف بُعداً آخر، لاسيما وأنه يأتي على صدى تصريحات لرئيس وفد الحوثيين في سلطنة عمان، محمد عبدالسلام، والذي طالب خلال لقاء جمعه بالسفيرة الألمانية لدى اليمن، كارولا مولر، وزميلها في مسقط توماس شنايدر، المجتمع الدولي بوقف اتفاق الرياض، والشروع بوقف الحرب ورفع الحصار، في إشارة واضحة لتسوية شاملة.

عبدالسلام اعتبر قصر تسوية الرياض على أطراف محسوبة على التحالف تتنافى مع جهود السلام الدولية، ولا تنسجم مع ما وصفها بـ "مزاعم الرياض الحرص على إحلال الاستقرار". كما قلل من إمكانية تثبيت الاتفاق على الأرض، مستنداً إلى جولات حوار سابقة جرت في أجواء الحرب بدون نتائج.
تصريحات عبدالسلام تعد الأولى، منذ إعلان السعودية رعاية مفاوضات بين الانتقالي وهادي، عقب أحداث أغسطس التي انتهت بسيطرة الانتقالي على عدن، وهو بكل تأكيد انتقاد واضح لصيغة الاتفاق بتضمينه بنوداً خاصة بالشمال، الذي يسيطر عليه الحوثيون.

وقف السعودية مراسيم التوقيع، الذي كان في طور الترتيبات النهائية، وسط أنباء تحدثت عن وصول ملك الأردن للمشاركة فيه إلى جانب أطراف دولية وإقليمية، يشير إلى أن السعودية كانت تنتظر موقف الحوثيين، الجماعة التي أعلنت الرياض في مارس من عام 2015 قيادة تحالف للحرب عليها، وهذه الخطوة بكل تأكيد تشير إلى أن السعودية باتت تضرب لموقف الحوثيين من تحركاتها ألف حساب، خصوصاً منذ الهجمات التي طالت منشآت أرامكو في البقيق وهجرة خريص، حيث تعكف الرياض - بحسب تقارير إعلامية - على التواصل مع الحوثيين، وقد تطور هذا التواصل من اتصال سري بين نائب وزير الدفاع السعودي ومسئول الملف اليمني، خالد بن سلمان، ورئيس ما يسمى المجلس السياسي التابع للحوثيين، إلى اتصالات مباشرة بين ضباط من الطرفين، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بخصوص التهدئة، خصوصاً على الحدود، حيث يواصل الحوثيون مهاجمة معسكرات السعودية والفصائل الموالية لها وبالجملة.

اتفاق الرياض كان بكل تأكيد سيمنح السعودية ورقة رابحة للمناورة على الأقل، فالاتفاق الذي يعطي الرياض حقاً إدارة المناطق الجنوبية، وإخراج بقية الفصائل المسلحة إلى خارج المدن؛ كان من شأنه تحقيق مكسب سياسي يتعلق بطرح الانفصال كورقة على طاولة المفاوضات، وعسكرياً بالتلويح بتحويل الحرب إلى اقتتال أهلي بين الشمال والجنوب، من خلال الدفع بالانتقالي للتصعيد شمالاً، ناهيك عن المكسب الأكبر اقتصادياً، ويتمثل بتوريد عائدات النفط والغاز والموانئ والمطارات إلى حسابات في البنك الأهلي السعودي، وذلك كله يكاد يتلاشي بهمسة واحدة من الحوثيين، الذين يتطلعون لاتفاق مع السعودية يضمن دولة موحدة شمالاً وجنوباً، ويساعدهم في ذلك قوى شمالية داخل الشرعية ترى في تحركات التحالف الأخيرة جنوباً محاولة لإنهاء مصالحها هناك، وأن ما يدور مجرد تقاسم مصالح بين السعودية والإمارات لا أكثر. قد تكون السعودية خططت للتصعيد شمالاً، إذا ما أخذ في الاعتبار غاراتها على حجة وصعدة وتعز والحديدة، خلال الأيام الماضية، لكن تشبث الحوثيين بمناطق سيطرتهم، داخل حدودها الجنوبية، قد يضع السعودية بين خيارين؛ إما مساومة الحوثيين جنوباً بجنوب أو إجبار القوى الجنوبية على خوض معركتها في الشمال، مع أنها تدرك صعوبة التقدم، نظراً لفشل تحالفها الذي ضم 17 دولة على مدى 5 سنوات من إحراز أي تقدم هناك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى