مقابر عدن أماكن تجارية.. سعر القبر بحسب موقعه!

> تقرير/ عبدالقادر باراس - وئـام نجيب

> سعر القبر وصل إلى عشرين ألف ريال
أصبحت تكاليف دفن الموتى وأحدة من أبرز الهموم التي باتت تؤرق السواد الأعظم من أبناء العاصمة عدن، كتجهيز المتوفى ومن ثم تغسيله، فشراء القبر والذي قد يصل وحده إلى عشرين ألف ريال، بل والعجيب في الأمر بأن اختيار مكان القبر له قيمة خاصة، كأن يكون قريبا من بوابة المقبرة ليسهل زيارته، كما يقول عامل في إحدى المقابر.

هم وحزن
ويقول مواطن لـ "الأيام" بينما كان ماراً بالقرب من مقبرة القطيع: "أضحى المرء في هذه المدينة يعيش واقعاً مراً في جميع مراحل حياته وبعد ذلك يترك همّ دفنه أيضاً على أهله".
وأضاف: "إن يتوفى قريب لك هنا عليك أولاً قبل أن تعيش مع همك وحزنك لوحدك أن توفر مبلغا من المال؛ لتجهيزه وشراء قبر له، مروراً بتكلفة تغسيله وشراء الكفن وما إلى ذلك من المستلزمات، وقليل من يقوم بعملية التغسيل للموتى بشكل مجاني".

وأوضحت لـ "الأيام" مُغَسِّلة موتى في المدينة بأن الأكثرية من المغسلين لا يشترطون على أهل وذوي الميت دفع مقابل ما يقومون به ويتم عمل ذلك لوجه الله أو القبول بأي مبلغ يمنحه لهم أهل المتوفى، وهناك من يشترطون دفع مقابل ولكنه في مجمله لا تتعدى 4 آلاف ريال، وفي العادة عندما تحدث حالة وفاة يقوم أهل المتوفى بالبحث على قبر والاتفاق مع القبار في تحديد الموقع في المقبرة ولكن مع الأسف أصبح ذلك مقابل مبالغ مالية كبيرة أيضاً".

وضع سيئ
وعلى الرغم من أن الإسلام كرّم الإنسان حياً وميتاً، لكن المقابر في عدن أضحى وضعها سيئا للغاية، والتي تأتي في مقدمتها مقبرة "القطيع" بمديرية صيرة (كريتر) المقبرة الرئيسية والوحيدة في المدينة التي يوارى فيها رفات الموتى من أبناء المديرية وبعض المديريات الأخرى.
كما أن حرم هذه المقبرة، والتي تُعد من أكبر المقابر في العاصمة عدن، يتعرض للبناء العشوائي، وأضحى مكاناً لرمي المخلفات والقمامة، مما يعكس حالة الإهمال وغياب دور الجاهات ذات العلاقة بحماية حرمة الموتى.

سعر القبر 20 ألفا
وأوضح عزيز الملقب بـ "العزي" الذي يعمل قبارا في مقبرة القطيع أنه "يتوجب على أهل الميت أو أصدقائه قبل إحضار فقيدهم للمقبرة بأن يبلغوا القائمين عليها بحالة الوفاة وطلب تجهيز القبر، قبل الإتيان به لدفنه بفترة وجيزة تصل لنحو ساعتين، كما لا يتم تجهيز القبر إلا بعد نرى تصريح الدفن المعمّدة من مستشفى الجمهورية أو من أحد أقسام الشرط في المنطقة القادم منها"، مشيراً إلى أن "هذه إجراءات أمنية متبعة ومعروفة منذ زمن، حتى لا تصبح المقابر مكاناً لإخفاء جثث الجرائم".

ولفت في حديثه لـ "الأيام" إلى أن "تكاليف تجهيز القبر قبل خمسة أعوام كانت تصل إلى 4 آلاف للبالغين، وألفين ريال للأطفال، قبل أن يرتفع سعر القبر في الوقت الحاضر إلى نحو 15 ألف ريال يمني كتسعيرة للكبار، يضاف إليها نحو 5 آلاف زيادة للقبارين كتوصية لاختيار موقع قريب من البوابة؛ وذلك لتسهيل زيارة موتاهم، أما سعر القبر الخاص بالأطفال فيتراوح حالياً ما بين أربعة إلى خمسة آلاف ريال"، مضيفاً "أيضاً يُطلب من ذوي الميت إحضار البلوكات (البردين) أو الأخشاب بمساحة مترين أو مترين ونصف، ويصل عددها إلى 10 قطع يتم شراؤها جاهزة بسعر لا يزيد عن 15 ألفا من أصحاب بيع الأكفان ومستلزمات الدفن، وفي العادة يتم حفر القبر وتعميقه بحسب نوعية التربة، وفي حال رغب ذوو المتوفى ببناء إسمنتي عليه فقد يكلفهم هذا الأمر كذلك قرابة 15 ألف ريال أخرى، وقد يصل السعر إلى 20 ألف ريال إذا رغبوا ببنائه من الحجر".

انتهاكات لحرمة الموتى
وأوضح العزي في سياق حديثه لـ "الأيام" أن بعض الأشخاص باتوا يتخذون من القبور مكاناً لقضاء الحاجة، وهو ما جعلها مليئة بروائح البول والبراز المُزكمة للأنوف، في انتهاك صارخ لحرمتها.
وأضاف: "بل إن هناك من عديمي الضمير ممن يقومون بفعل الفاحشة، وآخرون يتعاطون الخمور والمخدرات في داخلها، كما أن هناك من يمارس أعمال السحر، وهذا ما وجدناه في وقت قريب حيث عثرنا بين الأشجار على أعمال سحر، وهو ما يعرف بالسحر الأسود".

وطالب العزي الجهات المتخصصة، وفي مقدمتها مكتب الأوقاف، بضرورة الاهتمام بالمقبرة وبنظافتها، والقيام بما يحفظ كرامة أهل القبور، كإدخال الإنارة وغيرها من الأمور التي من شأنها أن تحفظها من عبث العابثين.
وقال أحد الأطفال الذين يقومون بسقي القبور مقابل مبلغ رمزي من المال: "هناك من زوار هذه المقبرة من يعطينا مبالغ مالية نظير رشنا الماء لقبر موتاهم، والبعض من يطلبون منا إزالة الأشجار والحشائش والنباتات الأخرى منها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى