الإدارة أم الوزارة .. من أغرق التلال؟

> أحمد بو صالح

>
أحمد بوصالح
أحمد بوصالح
* يبدو أن أزمة نادي التلال الرياضي العريق أكبر مما نعرفه عنها، وأكبر من الروايات التي حكاها إداريو النادي، ونجومه الكبار، وما تناوله الصحفيون عنها، فأزمة التلال متشعبة ذات أوجه مختلفة، ومشكلات متعددة وأسباب متنوعة، إختلط فيها حابل السياسة بنابل سوء القيادة، وامتزجت فيها عناصر الفقر والحاجة والتخاذل واللا مبالاة، فافتقار الجسد التلالي للمناعة الكافية، مكن فيروس المشاكل منه والاستشراء في جسده، حتى أقعده مريضاً مهدود الحيل منهك القوى، لا يقوى على الوقوف والسير على قدميه، ففيما كان الزورق الأحمر يغوص رويداً رويداً في أعماق بحر الضياع ويتلاشى بتدرج عن الأنظار، كانت إدارته مكتفية بالشكاء والبكاء، فيما الجهات المسؤولة عن الرياضة مطنشة حتى غرق تماماً كما هو عليه اليوم.

* ظلت إدارة نادي التلال التي (تبرمجت) على مبررات تآمر الآخرين عليها، تشكو وتبكي حالها وتندب حظها العاثر، فيما وزارة الشباب والرياضة بقيت تشاهد دون حراك، بينما النادي بعراقته وتاريخه وإنجازاته يحتضر ويصارع الموت وترصد لحظات ضياعه في غياهب البحر الهائج، دون أدنى تحرك منها لإنقاذه.

* صحيح هناك مشاكل كثيرة وكبيرة واجهت النادي وأرهقت إدارته، منها بل معظمها وأكثرها تأثيراً مشاكل مادية .. وصحيح أن جهات رسمية كبيرة كمؤسسة الرئاسة وديوان الحكومة تسببت في صنع معظم مشاكل التلال، ولكن الأصح والأكيد أن الإدارة التلالية لم تكن في مستوى التحدي والمسؤولية التي تمكنها من حلحلة مشاكلها تلك، والتغلب عليها من خلال وسائل وطرق عدة، كان بإمكانها استخدامها.

* منذ سنوات طويلة مضت والتلال الذي اقترن إسمه بالبطولات والإنجازات والأرقام الرياضية غائباً عن المنصات، ومنذ سنوات ونجوم التلال الذين كانوا يمثلون ما يفوق النصف في قوام المنتخبات الوطنية بكافة فئاتها العمرية مبتعدون عن المنتخبات والظفر بنجوميتها، فاليوم نحمد الله ونسبح له ألف مرة عندما نجد إسم لاعب تلالي واحد ضمن تشكيلة أحد المنتخبات الوطنية.

* ومن خلال ما قرأته وسمعته عن تفاصيل وحيثيات مشكلات التلال وجدت أنها فعلا كبيرة ومؤثرة قابلها جهد إداري دون مستوى وحجم تلك المشاكل، بقدر ما خلقت بعض معالجات الإدارة مشاكل أخرى، كمعالجتها المعلنة التي أقدمت عليها الإدارة، التي لم تكن البلسم الشافي لجروح التلال، بل كانت كالملح الذي تم وضعه على تلك الجروح، ليزيدها توسعاً والتهاباً وتقيحاً، والمتمثلة في قرارها الذي فاجأت به الشارع الرياضي قبل التلالي، عندما أعلنت عن إيقاف نشاط معظم الالعاب الرياضية وعدم المشاركة في مسابقاتها، وبعد ذلك تتخذ قراراً انتحارياً بكل ما تحمله كلمة انتحار من معنى يقضي بعدم المشاركة في الدوري التنشيطي المزمع إقامته في حاضرة وادي حضرموت مدينة سيئون، وهو القرار الذي لست متأكداً هل ما تزال إدارة التلال مصممة على تنفيذه أم تراجعت عنه؟ وكل ذلك يوحي بأنها أي (إدارة النادي العريق) توقفت عند حد الشكاء والبكاء ولم تتجاوزه أو حاولت تجاوزه.

* المهم أن العميد غارق في بحر المجهول لعدة أسباب أهمها (سوء التدبير والتسيير) من قبل طاقمه الإداري، وتخاذل وزارة الشباب في مساعدته، خاصة في حل مشكلة مستحقاته المالية مع مؤسسة الرئاسة والحكومة، والأهم من ذلك هو من سيهب اليوم لإنقاذ التلال وانتشاله من قاع مشاكله واستخراج حقوقه المسلوبة من قبل ولاة أمره وأمر الأمة؟، فالجمهور التلالي ومن خلفه جمهور الكرة في بلادنا لن يروقه بقاء فريق البطولات والمتعة بعيداً عن الملاعب ومنافساتها، ولن يرضيه غياب العميد الطويل عن الألقاب والمنصات والتتويج.

* وعليه فإدارة (يريمي) ملزمة بوضع حد لـ (تقاعسها المخزي) وتحمل مسؤوليتها الكاملة في قيادة النادي، الذي تأكد بما لا يدع مجالاً للشك (تدني مستواها في قيادته)، وعلى وزارة الشباب والرياضة العمل وبسرعة على حل مشاكل النادي الكبير، وإعادته إلى الوضع الذي من المفترض بقاءه فيه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى