عادل الأعسم.. الصحافي الذي أحبه

> ناصر بامندود

> مقاتل من يعرفه سيتوقف عن التصفح فور رأيت صورته، سيعود سنوات أو عقداً من الزمان إلى الوراء ويتذكر كتابته، ومقالاته، وأعمدته، وسيشعر بحجم الفقد، وبحجم من في صورة، وبحجم الأثر الذي تركه بداخلنا، إنه عملاق الصحافة "عادل الأعسم" الصحافي الذي أحبه الرياضيون، والمواطنون البسطاء، والكثير من زملائه في المهنة، وبغضه الفاسدون، وكره اسمه المتنفذون.

من يعتقد بأنه دفع حياته ثمناً لقلمه ولكلمته، فثمة شك كبير حول وفاته بسبب جرعة زائدة أثناء أجراه لعملية "لحمية الأنف"!.

حين كنت صغيراً كنت أحب أن أمسك بصحيفة «الأيام» واقرأ مقالاته وأعمدته، لم أكن أستوعب كل الكلام المكتوب، لكنني كنت أؤمن بشدة بأنه يقول "كلاماً كبيراً"، وبالفعل فقد كبرت وأدركت بأنه كان يحيك ما بين أسطره كلاماً كبيراً لأنه قلم من طينة الكبار، وما أستغربه هو عندما أحدث الإعلاميين الشباب عنه أجد الأغلبية الساحقة منهم لا يعرفوه!.

ولمن لا يعرفه فالأستاذ عادل الأعسم كان صحافياً رياضياً، مثله مثل أكثر عمالقة صحافتنا الوطنية، فقد بدؤوا من "الإعلام الرياضي" أو كانوا إعلاميين رياضيين، وبالمناسبة هذه رسالة لمن ينظر للرياضين، وللشباب الرياضي، والإعلاميين الرياضيين "بنظرة استصغار"، فجورج وياه اللاعب أصبح رئيساً لبلاده، وديديه دورغبا اللاعب أنهى الحرب الأهلية في بلاده، وسقراط البرازيلي اللاعب كان طبيباً في ذات الوقت، وأبوتريكة اللاعب تعاطف مع رسول الله وغزة وأوصل رسالته من خلال كرة القدم. كذلك ينطبق الأمر على الإعلاميين الرياضيين في بلادنا، فالكثير منهم هم من أصبحوا عمالقة صحافتنا، وأ. عادل الأعسم كان من بينهم، فحارب بروح الرياضي الفساد أينما وجده، ودافع بقوة عن حقوق المواطنين وعن مطالبهم، وهاجم بشراسة الفساد والقمع والظلم، وسجل في صفوف الانتهازيين الكثير من الأهداف.

ختاماً رحمك الله أ. عادل الأعسم رحمة واسعة، وأسكنك فردوسه الأعلى، نعم رحلت عنا؛ لكنك ترك بداخلنا الأثر!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى