رصيف التواهي للسواح شيّده البريطانيون وخرّبه الحوثيون

> عدن «الأيام» فردوس العلمي

>
تجري حالياً عملية إعادة ترميم "رصيف السواح" بمدينة التواهي، الذي تعرض لقصف شديد في الحرب عام 2015م، وهو الرصيف الذي شيدته السلطات البريطانية عام 1919م، واشتهر باسم "رصيف أمير ويلز" وجاء تشييد مدخله على الطراز الإنجليزي. ولا غرابة في ذلكن خصوصاً وإن عدن كانت آنذاك تخضع للسلطات البريطانية التي حكمت عدن منذ العام 1839م.

رصيف التواهي للسواح شيّده البريطانيون وخرّبه الحوثيون
رصيف التواهي للسواح شيّده البريطانيون وخرّبه الحوثيون

«الأيام» توجهت إلى رصيف السواح للاطلاع على عملية إعادة الترميم، والتقت هناك محسن صالح قايد الحتس، نائب مدير إدارة الأرصفة والمساحات والمشرف على إعادة تأهيل وإعمار رصيف "أمير ويلز" للسواح.


مواد البناء
وخلال اللقاء، أعطى محسن صالح نبذة عن المعلم التاريخي رصيف السواح قائلاً: "شُيد المبنى عام 1919م، من قبل المملكة المتحدة (بريطانيا حالياً)، وكان يسمى (بوابة أمير ويلز)، وكان يستخدم كممر عبور بحري للسواح الأجانب من كافة أنحاء العالم، وكذا متنفس سياحي لأبناء عدن، وتم الاحتفال في 21 أبريل 2019م على مرور مئة عام لى تشيد هذا المعلم التاريخي".


ولأهمية الموقع من حيث التاريخ والمكانة التي يحتلها في نفوس زائريه، كان سؤالنا عن نوعية المواد المستخدمة في البناء كونه مبنى أثرياً له أهميته. فكان الجواب من نائب مدير إدارة الأرصفة أن المواد المستخدمة في إعادة ترميم وتأهيل الرصيف هي نفس المواد الخاصة بهذا المعلم التاريخي، "ولا توجد أية إضافات، وسيتم إعادة إعمار المبنى بنفس النمط والشكل القديم للرصيف، ولا توجد أي تحسينات أو إضافات، فقد تم استخدم نفس الأحجار والمواد المستخدمة من البوميس والنورة وهي نفس المواد السابقة التي تم بناء المبنى منها، لم نواجه صعوبات كثيرة غير نقص في بعض الأحجار نتيجة تدمير المبنى بسبب القصف في 2015م، وهو الذي إذا يجعلنا نعوض الأحجار الناقصة من جبل شمسان، وهو بنفس أحجار المبنى التي تم البناء بها".


وأضاف: "يوجد لدينا مستودع لحفظ الأحجار، حيت تم حفظ الأحجار بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة وتم حصرها وترقيم كل حجر بمختلف أحجامها وأشكالها من قبل م. د. علاء الدين الحبشي، عضو منظمة (اليونسكو) وهو ما سهل عمل البنائين والعمال حيث يأخذون الحجر ويضعونها في مكانها المناسب". مؤكداً أنه لا توجد أية استخدامات خارج إطار المواد القديمة، ومبنى الرصيف هو المبنى الوحيد الذي جلبت له مواده الخام ومنها (النورة) و(البوميس)، حيث لدينا غرفة خاصة يتم فيها تحضير (النورة) التي تجلب من (زبيد) وتخلط مع البوميس وتكون مادة للبناء رغم وجود بعض البلوك في الموقع.


ويؤكد المشرف على أن العمل "لم نستخدم فيه الإسمنت والبلوك (البردين)، ووجود فقط لاستخدامها كسقالات لطلوع العمال عليها، فاستخدام أي مواد أخرى يفقد المبنى أثره التاريخي"، وقد تم إدخال البلوك بصعوبة، حيث جرى رفضه من قبل الجهات الأمنية المهنية بحراسة المبنى.


مراحل إعادة الترميم
وأكد الحتس بأن عملية الترميم وإعادة إعمار الرصيف سوف تمر بثلاث مراحل، حيت تهتم المرحلة الأولى بناء الأعمدة الجانبية للمبني، بينما المرحلة الثانية تهتم بإعادة ترميم وتأهيل البوابات، وهي أساس الإعجاز الهندسي لهذا المبنى، لهذا اتفق المهندسون على بناء الأعمدة الجانبية والعقود الخاصة بالنوافذ والأبواب للبوابتين الرئيسيتين الداخلية والخارجية، المرحلة الثالثة تختص بإعادة تأهيل وبناء سقف المبنى، والسقف مبنى من خشب الساج وهذا النوعية من الأخشاب لا توجد إلا في أربع دول منها بورما، الهند، ماليزيا، وإندونيسيا، ويصف سقف مبنى الرصيف بأنه عبارة عن قارب مقلوب.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى