الزبيدي: إرادة شعبنا أساس لأي مشروع سياسي في الجنوب

> الزبيدي: نوفمبر غيّر مجرى التاريخ الجنوبي وجسّد عظمة نصر الآباء على الاستعمار

> عدن «الأيام» خاص
 أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، أن 30 نوفمبر غيّر مجرى التاريخ الجنوبي، وجسّد عظمة الآباء المناضلين الذين صنعوا بإمكاناتهم المحدودة وعزيمتهم العظيمة نصراً كبيراً على الاستعمار وأعوانه.

ودعا الزبيدي في خطابه، الذي توجه به، أمس، إلى الشعب الجنوبي بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين للاستقلال المجيد في 30 نوفبر، دعا إلى توحيد الصف والجهود بما يخدم الجنوب وقضيته قائلاً: "إننا نمد أيدينا مجدداً، وستظل ممدودة لكل أحرار الجنوب ورجاله وبناته أينما كانوا، فأيماننا راسخ بأننا جميعاً في سفينة الوطن ولكل منا دوره في الدفع بها نحو شاطئ الأمان، وحاجتنا جميعاً ماسة لوطن جامع يحفظ تطلعات وكرامة أبنائه ويحترم حقهم في تقرير مصيرهم ومستقبلهم السياسي"، مؤكداً بأن فجر الاستقلال الجديد بات قريباً.

وفيما يلي نص الكلمة:
"بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الشعب الجنوبي العظيم.. أخواتي وإخواني، بناتي وأبنائي، في داخل الوطن وخارجه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الثانية والخمسين لعيد الاستقلال الوطني، الثلاثين من نوفمبر المجيد، يسعدني أن أتوجّه لكم بالتهاني بهذه المناسبة الوطنية العظيمة، وأخص بالتبريكات والتهاني أبطال قواتنا المسلحة والأمن ورجال المقاومة الجنوبية الباسلة، صُنّاع الانتصارات الحاسمة والمكاسب الوطنية الكبيرة وحماتها.

أيتها الحرائر، أيها الأحرار.. ونحن نقف اليوم أمام ذكرى حدث كبير غيّر مجرى التاريخ الجنوبي، وجسّد عظمة الآباء المناضلين الذين صنعوا بإمكاناتهم المحدودة وعزيمتهم العظيمة نصراً كبيراً على الاستعمار وأعوانه، دون أن ننسى أن ثمن هذا النصر كان غالياً جداً، دفعه شعبنا من دماء وأرواح خيرة رجاله وبناته وشبابه، الذين خاضوا ضد المحتل نضالاً طويلًا على مدى عقود، ثم حرباً ضروساً استمرت لأربعة أعوام، منذ انطلاق الثورة في الرابع عشر من أكتوبر 1963م، حتى الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967م.

إن هذه الانتصارات الوطنية التي تمثل جزءاً من تاريخ الجنوب المُشرّف، لا يمكن أن تستسلم للمؤامرات والظروف القاهرة التي مرت طيلة العقود الماضية، لذا فإن إرادة شعبنا اليوم مازالت حاضرة وقوية وقادرة على تصويب الأخطاء وتجاوز عثرات الماضي واستعادة مجد ونقاء نوفمبر، ووضعه مجدداً على المسار الصحيح، لينطلق شعبنا نحو مستقبله، ولن يحول بيننا وبين استعادة هذا المجد أي شيء، ونحن سائرون نحو بلوغه بإذن الله.

أيتها الحرائر، أيها الجنوبيون الأحرار.. إننا ونحن نستعيد ذكريات الأمس وأحداثه وما مر به وطننا من انكسارات وانتصارات، فإننا نقولها بمنطق المؤمن بوعد الله والواثق بعدالة قضيته، وعزيمة رجاله، إننا اليوم أقرب ما نكون من صنع فجر استقلال جديد، وما النصر إلاّ صبر ساعة وما نسائم الحرية التي نستنشقها اليوم رغم محاولات العبث، إلاّ طلائع فجر يوشك أن يبزغ على كامل ربوع الوطن الحبيب.

لقد قدم شعبنا الجنوبي وخلال ثورته الثانية الممتدة منذ العام 1994م، وحتى اليوم، قوافل طويلة من الشهداء والجرحى، وعلى ضفاف ثورتنا الخالدة هذه سالت دماء طاهرة كثيرة وما من ثمن لهذه الدماء الزكية سوى النصر والمجد، الذي يليق بشعب كشعبنا ووطن كالجنوب، وإننا نجدد عهدنا لشعبنا بأن نسير به في طريق آمن لبلوغ غاياته، وقد بدأنا ذلك فعلاً وحققنا من النجاحات ما يجعلنا مطمئنين بأن المستقبل لنا والنصر حليفنا والخذلان للموهومين والطامعين بمصادرة حقنا في أن نكون على أرضنا سادة أحرارا.

إن ثقتنا بالله وبعدالة قضيتنا وإرادة شعبنا، وبمواقف الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي نشاركها بيوم 30 نوفمبر من كل عام تخليداً لذكرى شهدائها الأبرار، الذين قدموا أرواحهم في معارك الشرف والبطولة للدفاع عن بلادنا وعن القضايا الوطنية والعربية ونصرة المظلومين، تدفعنا إلى الرضا وتعزز فينا الآمال بأن عهد الاستكبار على شعبنا واستعباده قد ولى، وإننا اليوم قد بدأنا مساراً سياسياً جديداً تمثل بتوقيع اتفاق الرياض، الذي وضع قضيتنا العادلة أمام العالم أجمع، وسيحميها من محاولات التضليل والتعتيم عليها.

أيتها المناضلات، أيها الأحرار في كل مكان. إن رهاننا على المستقبل وبناء جنوب جديد، لن يتحقق إلاّ بوحدة وتلاحم الجبهة الداخلية للجنوب، وبتشابك أيادي الجميع للمضي معاً نحو المستقبل، ولذلك فإننا نجدد تمسكنا بمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي، ونبذ ورفض ثقافة الفرقة، وتعزيز قيم التعايش والقبول بالآخر، فالجنوب لن يبنى إلاّ بسواعد كل أبنائه.

كما نمد أيدينا مجدداً، وستظل ممدودة لكل أحرار الجنوب ورجاله وبناته أينما كانوا، فأيماننا راسخ بأننا جميعاً في سفينة الوطن ولكل منا دوره في الدفع بها نحو شاطئ الأمان، وحاجتنا جميعاً ماسة لوطن جامع يحفظ تطلعات وكرامة أبنائه ويحترم حقهم في تقرير مصيرهم ومستقبلهم السياسي.

إننا نتابع بشكل حثيث كُل المشاكل والعراقيل والصعاب التي يعاني منها شعبنا ونعمل بكل جهد لحلها والتغلب عليها.

وختاماً نؤكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي، سيظل ثابتاً على المبادئ والأهداف التي تأسس لأجلها، مدركاً لحقيقة ثابتة لا تتغير، أن الجنوب وطن وهوية جامعة لكل وبكل أبنائه بمختلف شرائحهم وأطيافهم، وأن إرادة شعبه الحرة الغالبة، هي أساس ومصدر شرعية كل سلطة ومرجعية حاكمة وحاسمة لأي خلاف أو تباين في الرؤى والمشاريع السياسية، وتحت مظلة تلك المرجعيات الحاكمة، نكرر دعوتنا لكل قوى ونخب ومكونات الجنوب إلى وحدة الموقف والجهد الوطني احتراماً لإرادة هذا الشعب ووفاء لشهدائه".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى