حتى لا يُساء الفهم فالوقت لا يرحم

> مر شهر على اتفاق الرياض ولم تنزل قطرة أو طل على أرض الواقع، ولازالت الأطراف، وخصوصا الشرعية ومن في فلكها يدور، تتحايل ولديها من الخبرات ما لا يوصف.

إخواننا في الانتقالي لا نشك في جديّة وصدق غايتهم، ولكن الشباب فيه يفتقرون للداعم الإقليمي والدولي وللخبرات في التحايل والمؤامرات كخصمهم في الشرعية وتوابعها.

إخواننا في الانتقالي قراراتكم الأخيرة رغم عدم الاعتراض على الشخصين المضافين لمجلس رئاسة الانتقالي (عمرو البيض، وإسماعيل عبدالفتاح) ولكن نلفت نظركم للتوقيت وعدم شمولية الانفتاح الحقيقي وكما طالب ساسة كبار من القيادات التاريخية وكي لا يُساء الفهم وتقعون بنفس أخطاء الشرعية القاتلة في اختيار 27 أبريل لعزل الزبيدي وبن بريك ولملس والخبجي...إلخ.

وهذا التاريخ مفهوم ومعلوم ويشكل لدى أبناء الجنوب حساسية مفرطة، كونه يوم إعلان الحرب من ميدان السبعين (27 أبريل 1994م). وقد كتبت مقالا في الأمناء نبّهت فيه التحالف والرئيس هادي بالذات إلى أنه يقع تحت تأثير الماضي بعد أن تجاوزناه بالتصالح والتسامح الجنوبي، وكتبت أنك أيها الرئيس تحبس نفسك في دائرة صراع الزمرة والطغمة والتي محتها الوحدة وألغاها الجميع بالتصالح والتسامح.

ولكي لا يُساء الفهم للقرار الأخير لرئيس المجلس وللظرف الحرج الذي يواجهه الجنوبيون نتمنى من المجلس الانتقالي أن ينفتح انفتاحا واسعا على مكونات تؤمن بتقرير المصير واستعادة الدولة وهي جنوبية ولا تخفى عليه.

فالمؤامرة كبيرة والحاجة ملحة لإنشاء مجلس حكماء للجنوب من كبار الزعماء التاريخيين ومن في مستواهم ممن لم يتقلد مناصب سابقا ومن الأسر الحاكمة ما قبل الاستقلال عن بريطانيا، ضرورة قصوى لا فكاك منها أن أردنا تحصين الجنوب من خطر الاختراقات والمؤامرات.

الإقرار والإنشاء لمجلس حكماء معترف به من المجلس يقتصر دوره على المشورة والتشاور مع المجلس لتنويره ومساعدته ليس انتقاصا من المجلس وقيادته، ولكن المؤامرات كثيرة وكبيرة وخاصة قبل وبعد اتفاق الرياض.

فهناك مسلسل إقليمي ودولي قادم باتجاه الأرض الجنوبية رسمت معالمه وتجرى الآن خطوات تنفيذه على الأرض وهو تدعيش الجنوب وجلب الدواعش من كل مكان ودخول تركي وقطري كمقاولين لنشر الإرهاب في ظل غياب سياسة واضحة للمملكة في هذا الاتجاه، بعكس الإمارات والتي وقعت شراكة للحرب على الإرهاب ابتدأتها بتحرير المكلا وبقية محافظات الجنوب، الوقت يمضي سريعا والمؤامرة تتغلغل وتسير تارة سير الثعبان الذي لا يشعر بحركته أحد، وتارة يعلن عن نفسه بعودة التفخيخ والاغتيال.

الانفتاح الجاد والحقيقي ضرورة، وإنشاء وإقرار مجلس حكماء الجنوب، كما ذكرت سابقا، فيه حصانة من الزلل ومن الوقوع في فخاخ وشِراك الإخوان وشرعيتهم، لأن الشرعية لم تعد سوى الإخوان من خمس سنوات مضت والواقع أكد ولا يزال يؤكد ذلك.

انفتحوا وقرروا حتى لا يُساء الفهم والوقت لا يرحم. فهو كالسيف إن لم تقطعه قطعك!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى